الأسواق الأوروبية تتأرجح تحت ضغط سلالات كورونا الجديدة

الفضة ترتفع إلى ذروة 6 أشهر بفعل فورة الطلب في تعاملات الأفراد

217

ابين اليوم – متابعات

 وكالات- فبراير 2021

خيم الارتباك على الأسواق العالمية مع عودة توجهات التردد في المخاطرة في ظل ارتفاع الإصابات بكورونا، والكشف عن سلالات جديدة. في الوقت ذاته، ارتفع خوف المستثمرين من اضطرابات في الأسواق الأميركية مع تصدر عناوين الصراع عن معركة الهواة والصناديق المتخصصة في البيع على المكشوف للأسهم.بل إن الخوف تزايد من “فقاعة” متوقعة إن استمر هذا الانقسام مع شكوك حول قدرة الشركات على تقديم حلول للطفرات السريعة في الأسواق.

 صعود الأسهم الأوروبية

وفي أوروبا صعدت الأسهم، لتنتعش من أسوأ انخفاض أسبوعي منذ أكتوبر (تشرين الأول) بدعم من ارتفاع أسهم شركات التعدين بعد تحول اهتمام فورة جارية لتداولات المستثمرين الأفراد إلى الفضة.
وزاد المؤشر “ستوكس 600” الأوروبي 0.8 في المئة، فيما قادت أسهم شركات تعدين من بينها “فريسنيلو” و”بوليميتال إنترناشونال” و”بوليدين” المكاسب المبكرة في المؤشر.
وأصبحت الفضة أحدث محور تركيز لتحرك محموم عبر الإنترنت لمتعاملين أفراد يرفعون قيم الأصول التي يراهن مديرو الصناديق الكبيرة على انخفاضها.
وسجل المؤشر “ستوكس 600” انخفاضات تزيد على ثلاثة في المئة في الأسبوع السابق، بفعل مخاوف تحيط بتباطؤ توزيع لقاحات لكوفيد-19 وفي الوقت الذي أدت التداولات المحمومة للأفراد إلى زيادة التقلبات.
وصعد المؤشر “داكس” الألماني واحداً في المئة. وأظهرت بيانات أن مبيعات التجزئة انخفضت بأكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول)، إذ تسبب قرار بتشديد إجراءات العزل العام لمكافحة جائحة كوفيد-19 في خنق إنفاق المستهلكين في أكبر اقتصاد في أوروبا .

الفضة تتألق

وفي تطور مفاجئ ارتفعت الفضة للجلسة الثالثة على التوالي لتصعد بما يصل إلى7.4  في المئة قرب ذروة ستة أشهر، بعد أن دعت منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي الأسبوع الماضي المستثمرين الأفراد لإغراق السوق.
وبلغت الفضة في المعاملات الفورية أعلى مستوياتها منذ 11 آب (أغسطس) عند 28.99 دولار للأوقية (الأونصة) في وقت سابق من الجلسة، وارتفعت 5.3 في المئة إلى 28.44 دولار.
وزادت الفضة، وهي أصل ملاذ آمن ومعدن صناعي، نحو 15 في المئة منذ يوم الخميس، حين بدأ تداول منشورات على موقع “ريديت” تدعو المستثمرين الأفراد إلى شراء أسهم شركات تعدين الفضة وصناديق المؤشرات المتداولة لها المدعومين بقضبان بالفضة الحاضرة، في عمليات دفعت المراهنين على انخفاض الفضة لشراء المعدن لتغطية مراكز مدينة على غرار ما حدث في أسهم “جيم ستوب”.
وقال برايان لان المدير العام لدى “جولد سيلفر سنترال”، “هذا هو رد فعل آسيا” على فورة شراء الأفراد، مضيفاً أن الكثير من المستثمرين يرغبون في الاستفادة من الوضع. وقال لان “إن الطلب على الفضة الحاضرة زاد إلى مثليه منذ الخميس، إذ إن المستثمرين المحجمين عن تكوين مراكز اشتروا المعدن بفعل مخاوف من ارتفاع قوي للأسعار”.

وتظهر بيانات من صندوق “آي.شيرز سيلفر ترست” للمؤشرات المتداولة يوم الجمعة أنه جرى تكوين 37 مليون سهم في يوم واحد، كل سهم يمثل أوقية من الفضة. والشراء في صناديق المؤشرات المتداولة يمكن أن يعزز أسعار الفضة عبر زيادة عدد الأسهم في الصندوق مما يجعل مشغله يشتري المزيد من المعدن لدعمه.
وعقب مكاسب الفضة، صعد الذهب 0.8 في المئة إلى 1860.76 دولار للأوقية (الأونصة). وربحت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 في المئة إلى 1863.40 دولار. وزاد البلاتين 2.4 في المئة إلى 1098.08 دولار وربح البلاديوم 1.2 في المئة إلى 2253.64 دولار.

الدولار يهبط مع انحسار

وتراجعت عملة الملاذ الآمن الدولار، مع تحسن معنويات المخاطرة بفضل آمال بأن المستثمرين الأفراد الذين استهدفوا صناديق التحوط الأسبوع الماضي حولوا أنظارهم إلى مكان آخر.
وتراجعت العملة الأميركية مقابل معظم العملات المناظرة، إذ ارتفعت الأسهم الآسيوية عقب خسائر استمرت على مدى أربعة أيام. وتقدم الدولار الأسترالي الأعلى مخاطرة، وكذلك فعل الجنيه الاسترليني.
وفي وقت سابق، تلقت العملة الأميركية الدعم، إذ ظل القلق ينتاب المتعاملين من أن المستثمرين الأفراد الذين نظموا أنفسهم عبر الإنترنت ربما يواصلون هجومهم على المراكز المدينة لصناديق التحوط، مما يثير المزيد من التقلب، لكن يبدو أن تركيز الحشود تحول بشكل مباشر إلى الفضة.

تقلبات الأسهم

ويشعر البعض بالقلق من أن التقلبات الشديدة في “جيم ستوب” وأسهم أخرى قد تنذر بتصحيح في السوق. كما أن الجدل بشأن حجم حزمة تحفيز يقترحها الرئيس جو بايدن والتأخير في توزيع لقاحات مضادة لفيروس كورونا يقدمان أيضاً أسباباً للحذر.
وناشدت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ المنتمين للحزب الجمهوري بايدن، المنتمي للديمقراطيين، خفض حزمته المقترحة للتخفيف من تداعيات الجائحة البالغة 1.9 تريليون دولار على نحو كبير، ويقترحون بدلاً من ذلك رقماً عند 600 مليار دولار.
وتراجع مؤشر الدولار 0.1 في المئة إلى 90.534 اليوم في آسيا، بعد أن حقق مكسباً بنحو نصف في المئة الأسبوع الماضي.

ويتحرك المؤشر ضمن نطاق محدود الأسابيع الأخيرة إلى حد كبير، بعد أن صعد من أدنى مستوى في ثلاث سنوات تقريباً عند 89.206 في بداية العام. وأضاف الدولار الأسترالي 0.2 في المئة إلى 76.57 سنت أميركي، ليعوض خسائر تكبدها في وقت سابق بفعل مؤشرات جديدة على ضعف التعافي في الصين، العميل الرئيسي للسلع الأسترالية.
وأظهرت بيانات أن تعافي أنشطة المصانع في الصين تباطأ في يناير (كانون الثاني)، إذ عرقلته موجة من الإصابات بفيروس كورونا. وقفز الاسترليني 0.4 في المئة إلى 1.3739 دولار، مقترباً من أعلى مستوى في عامين ونصف العام البالغ 1.3759 دولار الذي سجله الأسبوع الماضي.
وتراجع اليورو 0.1 في المئة إلى 1.2185 دولار، ويواصل التقلب في نطاق ضيق. ونزل الدولار 0.1 في المئة إلى 104.655 ين، ليتراجع أكثر عن أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر البالغ 104.94 الذي لامسه يوم الجمعة.

أسهم اليابان تغلق مرتفعة

وفي طوكيو أغلقت الأسهم اليابانية مرتفعة بعد انخفاضها على مدى جلستين، إذ تلقت المعنويات دفعة بفضل توقعات إيجابية للأرباح ومكاسب حققتها أسهم شركات تصنيع الرقائق التي تضررت في السابق.
وارتفع المؤشر “نيكي” القياسي 1.55 في المئة إلى 28091.05 نقطة وربح المؤشر “توبكس” الأوسع نطاقاً 1.16 في المئة إلى 1829.84 نقطة.
ونزلت الأسهم اليابانية على مدى يومين، إذ نما قلق المستثمرين بشأن وقوع المزيد من الاضطرابات في السوق بالولايات المتحدة الناجم عن المعركة التي تتصدر عناوين الأخبار بين المستثمرين الأفراد وصناديق متخصصة في البيع على المكشوف للأسهم.
وصعدت الأسهم الآسيوية أيضاً وعوضت العقود الآجلة للأسهم الأميركية خسائر مبكرة، إذ حول المستثمرون الأفراد الذين باتوا قوة مؤثرة في الآونة الأخيرة اهتمامهم إلى المعادن النفيسة، مما منح صناديق التحوط التي تضررت بشدة من تحركاتهم فرصة لالتقاط الأنفاس نوعاً ما.
وصعد سهم “أن إي سي” 12.81 في المئة، ليتصدر قائمة الرابحين على المؤشر “نيكي”، بعد أن أعلنت شركة خدمات شبكات الكمبيوتر عن زيادة 5.7 في المئة في الأرباح التشغيلية لتسعة أشهر، وتلاها سهم توتو الذي قفز 12.44 في المئة بعد أن رفعت شركة صناعة المراحيض توقعاتها للأرباح.
وحققت الأسهم المرتبطة بالرقائق مكاسب، إذ ربح سهم “نيدك” 2.49 في المئة وارتفع سهم “كينيس” 2.74 في المئة وتقدم سهم “أدفانتست” 1.93 في المئة.
وزاد سهم “نينتندو” 3.4 في المئة قبل الإعلان عن أرباح الشركة.

المصدر : الاندبندنت عربية

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com