“القاهرة“| اتساع رقعة الأزمة الأمريكية- المصرية على ضوء تغول صيني..!

4٬787

أبين اليوم – القاهرة 

مع اعلان الرئيس الأمريكي الأخير حول قناة السويس، تكون العلاقات المصرية- الامريكية قد دخلت مستوى جديد من الانحدار على ضوء تغول صيني ما يعيد رسم خارطة المنطقة جيوسياسياً.

لغة ترامب تجاه مصر وان بدأت ناعمة الا انها كشفت توسع اطماعه مع وضع قناة السويس احدى اهم الممرات الملاحية حول العالم نصب عينيه وهي مؤشر على أن اللياقة التي احتفظ بها خلال اتصالات سابقة مع الرئيس المصري تجاوزت الثلاث مرات في غضون شهرين طفحت مبكرا.

لم يكن تصريح ترامب حول اعفاء السفن والبوارج الأمريكية خلال عبورها قناة السويس تتعلق فقط بنهمه الاستعماري للسيطرة على العالم بل لأبعاد أكبر بكثير لاسيما مع وسمه عبارة “حمايتها” وهو بذلك يشير إلى الحرب التي تخوضها بلاده في اليمن وتبررها بحماية الملاحة الدولية مع ان مصر سبق وان رفضت تدخل دول غير مشاطئة.

منذ تولي ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة تعمقت الخلافات الامريكية – المصرية بكثرة لاسيما مع طرح ترامب لخطة تهجير سكان غزة وتحديد مصر احدى الوجهات البديلة للتوطين واصراره على اجهاض الخطة المصرية الموازية لأعمار القطاع وما تلاه من ضوء امريكي للاحتلال بالتوغل في مناطق مشمولة باتفاقية السلام بين مصر والاحتلال كمناطق منزوعة السلاح إضافة إلى تعزيز مصر وجودها العسكري على الحدود وما تلاه من قرار امريكي بتعليق المساعدات العسكرية لمصر والمشمولة ضمن اتفاق السلام.

بالنسبة للخلافات الأمريكية مع مصر فهي اعمق بكثير اذ تتخذ اشكالا عدة ابرزها المخطط الأمريكي الهادف لإنشاء قناة “بن غوريون” الموازية لقناة السويس والتي دشنها الرئيس السابق جوبايدن من قمة العشرين بالهند والتزمت دول خليجية بتمويلها وكانت احدى أسباب حرب غزة، لكن هذا المشروع يواجه تعقيدات جمة في ضوء صمود المقاومة في غزة وفشل تهجير سكانها واحتلالها.

ومع أن مصر تدرك منذ اللحظات الأولى للمخطط الصهيو-امريكي التي يحيق بها بدء من ترتيب احتلال شبه جزيرة سيناء لإكمال حلقة القناة الجديدة وحتى تشديد الحصار اقتصادياً وعسكرياً عليها الا انها كما يبدو تنتهج أسلوباً اكثر برودة في التعامل مع أمريكا وإسرائيل على حد سواء..

واحدى تلك الرسائل المناورات مع الصين والتي عرفت بـ”نسر الحضارة” وعدت الأولى من نوعها منذ عقود إضافة إلى اثارتها هلع في تل ابيب وواشنطن باعتبارها يعيد رسم خارطة المنطقة بعيدا عن التفرد الأمريكي – الإسرائيلي المتبع منذ سنوات.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com