“باريس“| تحقيق لوكالة “فرانس 24“: تورط أبوظبي في تهريب أكثر من 100 ألف قنبلة بلغارية إلى السودان..!
أبين اليوم – باريس
كشفت تحقيق نشرته وكالة “فرانس 24″، الجمعة، عن تورط أبوظبي في تهريب كميات هائلة من قذائف الهاون البلغارية إلى السودان، رغم الحظر المفروض من الاتحاد الأوروبي على تصدير السلاح لهذا البلد الذي تمزقه الحرب منذ أبريل 2023.
التحقيق يرسم صورة مقلقة عن كيفية استغلال أبوظبي للثغرات القانونية وتحويل وجهة الأسلحة الأوروبية إلى مناطق نزاع رغم الالتزامات الدولية، عبر شركات مثل إنترناشونال غولدن غروب التي أصبح اسمها مقترناً بانتهاكات خطيرة لحظر السلاح.
التحقيق، الذي اعتمد على وثائق رسمية وشهادات خبراء، يكشف أن شركة “إنترناشونال غولدن غروب” (IGG) الإماراتية هي الجهة التي أشرفت على صفقة تسليم أكثر من 105 آلاف قذيفة هاون من صنع شركة دوناريت البلغارية، بقيمة تُقدَّر بـ50 مليون يورو.
وعلى الرغم من أن هذه الأسلحة وُجهت في الأوراق الرسمية إلى “الجيش الإماراتي”، فإن أدلة الفيديو والتوثيق الميداني في السودان تشير إلى أن جزءاً منها وصل إلى قوات الدعم السريع السودانية.
تظهر الوثائق أن الصفقة جرت عبر شركة بلغارية وسيطة تُدعى “ARM-BG”، وهي شركة غامضة لا تضم سوى أربعة موظفين، إلا أن حجم تعاملاتها في عامي 2019 و2020 قفز بشكل مفاجئ إلى أكثر من 180 مليون دولار، قبل أن تنهار مالياً بعد إتمام الصفقة.
في عام 2020، حصلت الشركة على شهادة المستخدم النهائي من قيادة الجيش الإماراتي، التي تعهدت باستخدام الذخائر داخل حدود الدولة وعدم إعادة تصديرها دون إذن رسمي من بلغاريا. لكن تقرير الخبراء يشير إلى أن أبوظبي تجاهلت هذا التعهّد، ونقلت جزءاً من الشحنة إلى السودان بطريقة غير مشروعة.
وبحسب التحقيق، فإن شركة إنترناشونال غولدن غروب تُعتبر أحد الأذرع الإماراتية في صفقات التسلح، وهي شركة سبق أن ورد اسمها مراراً في تقارير مجموعة الخبراء التابعة للأمم المتحدة بشأن ليبيا، التي وثّقت نقلها ذخائر إلى مناطق النزاع رغم الحظر الدولي، من بينها إرسال شحنات ذخيرة ألبانية إلى بنغازي، وقذائف هاون بلغارية استخدمت لاحقاً في طرابلس.