“مقالات“| حضرموت وشبوة: زمن استعادة الكيان والحقوق..!
أبين اليوم – خاص
من الجميل أن نشهد هذا الزخم الحضرمي والإجماع المتنامي بين أبناء حضرموت، في تحركات فاعلة ومتصاعدة تهدف إلى استعادة الحقوق المشروعة، وإعادة حضرموت إلى مكانتها الطبيعية كصاحبة قرار وشريك لا غنى عنه في أي تسوية سياسية قادمة.
لقد كانت حضرموت، وعلى مدى عقود، القلب النابض للدولة – جنوبية كانت أو يمنية. بمواردها وإخلاص أهلها وعمقها الحضاري، ونهضت اقتصاد البلاد واستقرت ملامح الدولة بفضلها بعد الله. واليوم، من الواجب على الجميع أن يبارك هذه الخطوات المباركة التي يقودها أبناؤها الأوفياء لاستعادة كيانهم الخاص، كيانٌ لطالما غُيّب دوره وتُجاهل صوته.
حضرموت ليست مجرد محافظة، بل محور استراتيجي له أبعاده السياسية والاقتصادية والثقافية، ويستحق أن يكون شريكاً رئيسياً في صياغة مستقبل الوطن. ومن هنا، فإن الأصوات التي تعارض الإرادة الحضرمية اليوم، مطالبة بأن تصمت احتراماً لهذا الكيان، لتاريخه وشعبه، ولما قدّمه من تضحيات في سبيل بناء الدولة.
حضرموت تحمل مشروعها الوطني، وهو مشروع متكامل يعبر عن تطلعات أهلها، ولا يقل شأناً عن أي مشروع آخر، بل يتفوق عليها برؤيته وواقعيته وشموليته.
وعلى خطى حضرموت، حان الوقت لأن تُستكمل هذه المسيرة في محافظة شبوة، المحافظة التي لا تقل أهمية ولا عمقاً. شبوة اليوم تستحق أن تُنصف، وأن يتحرر أبناؤها من سياسات التهميش والتبعية والوصاية، ويعيشوا حياة كريمة تعكس ثروات أرضهم وكرامة إنسانهم.
إننا أمام لحظة تاريخية تتطلب التكاتف، والتحرك الواعي، وطرح المشاريع العادلة التي تنبع من إرادة الشعوب، لا من فوق الطاولات السياسية. فالحقوق تُنتزع ولا تُوهب من الاوصياء، والكرامة لا تُطلب من الطامعين بل تُفرض بالارادة الشعبية.
بقلم: سالم عوض الربيزي