“تقرير“| التنسيق السعودي الأمريكي ضد الحوثيين.. بين تأكيدات واشنطن وحَذَر الرياض..!

7٬674

أبين اليوم – تقارير 

واصلت إدارة ترامب مساعيها لإشراك أطراف إقليمية في حملتها ضد اليمن، وألمحت إلى تنسيق جارٍ مع السعودية التي أحجمت عن التحدث صراحة في الأمر، وهو ما يشير إلى رغبة في عدم التورط بشكل كبير في الحملة الأمريكية، خصوصاً بعد التحذيرات الأخيرة التي وجهها قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، في هذا السياق.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية، الإثنين، في بيان إن “وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع السعودي، خالد بن سلمان، لتبادل وجهات النظر حول الوضع الأمني الإقليمي، بما في ذلك التقدم المحرز في العمليات الأمريكية الرامية إلى تقويض قدرات الحوثيين والحفاظ على حرية الملاحة في البحر الأحمر”.

وأضاف أن “الزعيمين ناقشا فرص توسيع الشراكة الأمريكية السعودية في الشؤون الدفاعية، واتفقا على مواصلة التواصل الوثيق”.

ويشير هذا التصريح إلى تنسيق بين الولايات المتحدة والسعودية في إطار الحملة التي تشنها إدارة ترامب على اليمن منذ منتصف مارس الماضي، بهدف إجبار قوات صنعاء على وقف عملياتها المساندة لغزة، وهو تنسيق يأتي ضمن مساعٍ أمريكية مستمرة منذ أكثر من عام لإشراك السعودية في التصعيد، لكن بدون جدوى، حيث تخشى الرياض من أن تتعرض مجدداً لضربات عسكرية على منشآتها الحيوية.

ويبدو أن السعودية لا زالت حريصة على عدم إبداء أي موافقة على الانخراط في التصعيد الأمريكي ضد قوات صنعاء، حيث امتنع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان عن الإشارة بشكل صريح إلى اليمن، مثلما فعل هيجسيث.

وكتب بن سلمان، في تدوينة على منصة إكس رصدها موقع “يمن إيكو”: “استعرضت في اتصالٍ هاتفي مع معالي وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث العلاقات السعودية الأمريكية، وآفاق التعاون في المجال الدفاعي، وبحثنا تطورات الأوضاع الإقليمية والجهود المبذولة تجاهها، ورؤية بلدينا الصديقين لدعم أمن واستقرار المنطقة والعالم، وناقشنا الموضوعات ذات الاهتمام المشترك”.

وكانت شبكة “سي إن إن” الأمريكية قد نقلت، يوم الأحد، عن مصادر دبلوماسية إقليمية قولها إن “هناك استعدادات جارية لشن عملية برية [في اليمن] من الجنوب والشرق، وعلى طول الساحل، وقد يشمل الهجوم المنسق أيضاً دعماً بحرياً سعودياً وأمريكياً في محاولة لاستعادة ميناء الحديدة”.

ونقلت الشبكة، في تقرير عن المحلل البارز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، مايكل نايتس، قوله: “إن الرياض متخوفة من ردّ الحوثيين بطائرات مسيرة بعيدة المدى وصواريخ تستهدف بنيتها التحتية، لكن الولايات المتحدة سرّعت تسليم أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ إلى السعودية في الأشهر الأخيرة”.

وقالت السفارة الأمريكية في اليمن، الثلاثاء، في تدوينة على منصة إكس، إن السفير ستيفن فاجن، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي وناقشا “جهود واشنطن لإنهاء الحصار الحوثي في البحر الأحمر”، حسب تعبيرها، وهو ما يشير إلى استمرار المساعي الأمريكية أيضاً لإشراك قوات الحكومة اليمنية في التصعيد ضد قوات صنعاء، وهي مساعٍ اصطدمت طيلة الفترة الماضية بالإحجام السعودي عن الانخراط في التصعيد.

والأسبوع الماضي، وجّه قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، تحذيراً شديد اللهجة لـ”الدول المجاورة” لليمن قال فيه: “إن أي تعاون مع الأمريكي في العدوان على بلدنا بأي شكل من الأشكال هو إسناد للعدو الإسرائيلي”، مضيفاً: “إذا قمتم بأي تعاون مع الأمريكي إما بالسماح له بالاعتداء علينا من قواعد في بلدانكم أو بالدعم المالي أو الدعم اللوجستي أو الدعم المعلوماتي فهو دعم وإسناد للعدو الإسرائيلي”.

وكانت السعودية قد تلقت تحذيراً أشد، العام الماضي، عندما توعد الحوثي باستهداف البنوك والمطارات السعودية رداً على قرار البنك المركزي في عدن بنقل مقرات البنوك التجارية من صنعاء، وهو القرار الذي ترافق مع توقف رحلات مطار صنعاء، في إطار الضغط على الحوثيين لوقف عملياتهم المساندة لغزة، وقد استجابت السعودية لذلك التحذير بسرعة وأجبرت الحكومة على التراجع عن قرار البنك المركزي في عدن، وتم استئناف الرحلات الجوية، في محطة كشفت بوضوح عن حجم التعقيدات التي تواجهها الحكومة في محاولة الاستفادة من التصعيد الأمريكي ضد قوات صنعاء.

 

المصدر: يمن إيكو

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com