“تقرير“| إعادة توجيه الصواريخ والمسيرات لعواصم إقليمية ودولية.. خيار اليمن لحسم المعركة الجديدة..!

6٬904

أبين اليوم – تقارير 

مع عودة التصعيد ضد اليمن بأبعاده الإقليمية والدولية، يثار تساؤل حول قدرة البلد الذي يتعرض لحرب وحصار منذ أكثر من عقد، على تغيير الكفة لصالحه، فما الخيارات؟

مع اعلان الولايات المتحدة شن حملة عدوانية جديدة تتركز في العاصمة اليمنية صنعاء بالتوازي مع تصعيد اقتصادي تقوده السعودي، تكون اليمن بشقها المقاوم للاحتلال قد دخلت منحنى جديد لا لسبب سوى احتواء عملياته المساندة لغزة.

حتى اللحظة لم تتضح معالم التصعيد الأمريكي فالغارات التي شهدها العاصمة في وقت سابق اليوم لم تحقق كثيراً بقدر ما أظهرت شراهة الرئيس ترامب، الذي أمر بالحملة الجديدة، وفق وسائل إعلام أمريكية، لقتل مزيد من المدنيين اليمنيين وقد حقق ذلك باستهداف أحياء سكنية شمال العاصمة.

استهداف المدنيين في اليمن، ليست جديدة في تاريخ الحرب، فقد بدأتها السعودية بقتل عشرات الالاف وإصابة أكثر من مئة ألف آخرين بمعركة استمرت لسنوات، لكنها بالنسبة للرئيس الأمريكي فهي عملية تهدف لتحميل صنعاء عبئ ذلك، على أمل ان يدفع نحو ضغط جديد يعيدها إلى طاولة الاستسلام.

من خلال تصريحات ترامب الأخيرة، فقواته لا تملك أهداف عسكرية في اليمن وقد اعترفت بذلك على لسان أكثر من مسؤول خلال أشهر المواجهات السابقة، وكل ما يملكه كما يقول امطار المدن اليمنية المكتظة بالسكان بالصواريخ لعل ذلك يحقق له اجندته، وهذه الشراهة بالقتل الجماعي لا تختلف عن الهدف المرسوم خلال اجتماع سعودي- امريكي في العاصمة الأمريكية قبل أسابيع بمشاركة وزير الدفاع السعودية وسفير بلاده لدى اليمن مع وزيرا خارجية ودفاع أمريكا، والتي تم بموجبه تكليف السعودية بقيادة التصعيد الاقتصادي.

لا تريد السعودية، كما يبدو، خوض مواجهة جديدة مع اليمن وقد جربت لسنوات وجعها، لكنها ستزحف، وفق الخطة المرسومة أمريكا، تحت غطاء التصعيد الأمريكي على أمل تحقيق ما فشلت وهاهي اليوم تعيد كرة التصعيد اقتصادياً بتوجيه مرتزقتها في عدن باستئناف الحرب على البنوك واحتكار بيع النفط لصنعاء.

قد تكون الجولة الجديدة من المواجهة بشقها الاقتصادي والعسكري موجعة فعلاً بتركيزها على استهداف المواطن البسيط بالدرجة الأولى، لكنها كسابقتها لن تحقق أي أهداف بقدر ما ستدفع اليمن للانتقال إلى مرحلة يكون فيها أكثر تقدم عسكرياً واستقلال اقتصادي..

وقد اثبتت سلطاته في صنعاء قدرتها في التأقلم مع التطورات المتلاحقة منذ بدء الحرب السعودية في مارس من العام 2015، فاليمن، وفق المعطيات تملك العديد من الخيارات القاتلة لخصومها، ولم تظهر منها سوى اليسير، فالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا في الخيارات كثيرة بدء من استهداف مصالحهم في المنطقة وصولاً إلى حظر الملاحة إلى موانئهما وهي خطوة قد تعيد تلك القوى لرشدها، هذا ان لم تكثف القوات اليمنية مسير التطوير العسكري وصولاً إلى نقل المعركة إلى عمق تلك الدول..

أما بالنسبة للدول الإقليمية فقد أصبحت منشآتها العسكرية والاقتصادية ككتاب مفتوح بالنسبة لصنعاء التي سبق وان نثرت النيران في كافة حقول النفط منشآته الاستراتيجية على امتداد خارطة الخليج.

 

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com