“مقالات“| التصريحات الشكلية والتضليل السياسي: تمهيد للتطبيع مع الاحتلال بشكل عملي..!
أبين اليوم – خاص
في ظل تصاعد الأحداث في المنطقة، بات واضحًا أن بعض الأنظمة العربية وعلى رأسها السعودية والأردن ومصر، تتبنى نهجًا مزدوجًا في التعامل مع القضية الفلسطينية. فبينما تصدر تصريحات قوية ضد الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن هذه المواقف لا تتجاوز حدود الاستهلاك الإعلامي إذ تأتي بإيعاز من القوى الغربية، لا سيما الولايات المتحدة وبريطانيا، بهدف تضليل الشعوب وإيهامها بأن هذه الأنظمة ما زالت تحمل شيئًا من العروبة والدفاع عن فلسطين.
لكن الواقع يكشف زيف هذه الادعاءات، فخلال المجازر التي شهدها قطاع غزة، والتي تُعد من أبشع الجرائم في القرن الحادي والعشرين، لم نرَ هذه الأنظمة تتحرك بجدية، ولم نسمع منها تهديدًا حقيقيًا يرقى إلى حجم الكارثة. فالدماء التي أُريقت والدمار الذي لحق بالقطاع لم يكن سوى جزء من مخطط أوسع لتهجير أهالي غزة، وتحويلها إلى منطقة غير قابلة للحياة، تمهيدًا لإفراغها من سكانها.
ما يحدث اليوم من تصريحات رسمية هو في جوهره محاولة لتهيئة الشعوب للقبول بالتطبيع مع الاحتلال، عبر إقناعها بأن إيقاف مشروع التهجير القسري في غزة يمكن أن يكون “ثمناً” لهذا التطبيع. يعني العمل على سياسة امتصاص الغضب الشعبي، وتقديم التطبيع كحلٍّ لإنهاء الكارثة الإنسانية، بينما الحقيقة هي أن كل هذه الخطوات تصب في مصلحة إسرائيل ومشاريعها الاستيطانية.
إن ما نحتاجه اليوم هو الوعي الشعبي والذي بات السلاح الأقوى لمواجهة هذه المخططات، فالشعوب يجب أن تدرك جيدًا أن هذه الأنظمة لا تتحرك إلا ضمن الأجندة الغربية، وأنه ينبغي أن تظل القضية الفلسطينية في صلب وجدان الأمة، ولا تعطي مجال لمثل هذه الانظمة بالعبث بها مهما حاولوا التلاعب بالمواقف والخطابات السياسية.
بقلم/ سالم عوض الربيزي