“تقرير“| ما طبيعة التصعيد الجديد الذي ينسقه الجيش الأمريكي مع حكومة الشرعية ضد “الحوثيين“..!

6٬876

أبين اليوم – تقارير 

كشف الجيش الأمريكي عن تنسيق جديد بين الولايات المتحدة وحكومة عدن للتصعيد ضد وسائل الإعلام التابعة لحكومة صنعاء وحركة “أنصار الله” (الحوثيين) تحت مظلة قرار التصنيف الأخير.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، في تدوينة على منصة إكس الإثنين الماضي، إن “وزير الإعلام والثقافة والسياحة في حكومة الشرعية، معمر الإرياني، زار القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) وناقش التصدي للحوثيين”..

مشيرة إلى أن “هذه الزيارة والمناقشات تأتي في إطار الجهود المبذولة لمكافحة الاستخدام المنهجي للتضليل الإعلامي والدعاية من قبل الحوثيين لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة بأكملها، في ظل بدء إدارة الرئيس ترامب مؤخراً بعملية تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية”.

وكانت وكالة سبأ التي تديرها حكومة عدن قد ذكرت، في وقت سابق هذا الأسبوع، أن الإرياني عقد لقاءً مع المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، ونائب المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتيغاس، بحضور السفير اليمني لدى الولايات المتحدة محمد الحضرمي، وقالت الوكالة إن الإرياني طلب خلال اللقاء “دعم تحركات وزارة الإعلام لإغلاق مكاتب القنوات الحوثية في لبنان وصنعاء، وحجب شاراتها على الأقمار الصناعية التابعة لشركة (يوتلسات)، وإيقاف الحيزات الترددية التي تبث من خلالها”..

كما دعا إلى “حظر القنوات الفضائية والوكالات والمواقع الإخبارية التي تنتحل صفة الإعلام الحكومي، ومنعها من الاستمرار في بث التضليل والدعاية المضللة التي تستخدمها المليشيا الإرهابية لخداع الرأي العام المحلي والدولي”، حسب تعبير الوكالة.

وأضافت سبأ أن “الإرياني أكد ضرورة حظر الصفحات التابعة للحوثيين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك (إكس) و(فيسبوك)، و(يوتيوب)، و(إنستجرام)”.

وقالت الوكالة إن ليندركينغ “كشف عن وجود نهج جديد للتعامل مع الملف اليمني، وأشار إلى تطوير فريق قوي يهتم بالشأن اليمني ضمن إدارة ترامب الجديدة”، لافتة إلى أنه تحدث عن “ضرورة حظر بث وسائل الإعلام الحوثية”، موضحاً أن “تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية سيساعد في ذلك مع بدء الشركات في اتخاذ خطوات للتقليل من المخاطر”، حسب ما نقلت الوكالة.

ومن واقع هذه المعلومات الرسمية، يبدو أن إدارة ترامب تتجه بشكل واضح نحو تصعيد ضد مختلف وسائل الإعلام التابعة لحكومة صنعاء وحركة “أنصار الله” (الحوثيين) كجزء من تطبيق قرار تصنيف الأخيرة كمنظمة إرهابية أجنبية.

لكن تأثير هذه الخطوة، وفقاً لمحللين، لن يكون كبيراً فيما يتعلق بأهداف ردع حكومة صنعاء ودفعها لتغيير موقفها، أو حتى تغيير الرواية الواقعية التي استطاعت قوات صنعاء تثبيتها بشأن معركة البحر الأحمر، والتي اتفقت العديد من وسائل الإعلام ومراكز الأبحاث الغربية والأمريكية بشكل خاص على أن الولايات المتحدة فشلت فيها بشكل كبير، حتى أن تعبير “الهزيمة” كان حاضراً في العديد من التناولات لتوصيف هذا الفشل.

ويرى المحللون أن تبني القيادة المركزية الأمريكية بشكل رسمي للتصعيد ضد وسائل الإعلام التابعة لحكومة صنعاء بالتنسيق مع الحكومة اليمنية، يعكس محاولة واضحة من قبل الجيش الأمريكي لتعويض فشله في تطبيق وسائل “الردع” العسكرية المباشرة ضد حكومة صنعاء، وهو ما كان قد أكده قائد الأسطول الأمريكي الخامس جورج ويكوف، قبل أشهر، في تصريحات ذكر فيها أنه “لا يمكن تطبيق استراتيجيات الردع الكلاسيكية في اليمن”، حسب وصفه.

وفي سياق متصل، فإن التنسيق مع حكومة عدن للتصعيد ضد وسائل إعلام حكومة صنعاء وحركة “أنصار الله” تحت مظلة قرار التصنيف الجديد، يشير إلى الآلية التي ستعتمدها الولايات المتحدة في تطبيق مفاعيل قرار التصنيف، حيث يبدو بوضوح أن التعاون مع حكومة عدن سيكون عنصراً أساسياً في هذا السياق، لكن هذا ينطوي على تعقيدات متعددة فيما يخص علاقة حكومة الشرعية بالسعودية، حيث قد يؤدي تنسيق الحكومة مع الأمريكيين إلى تعريض التفاهمات بين الرياض وصنعاء للخطر، وهو ما قد يقود إلى تكرار تجربة العام الماضي عندما تلقت السعودية تهديدات صارمة من قائد حركة “أنصار الله” عبد الملك الحوثي، باستهداف البنوك والمطارات داخل المملكة، إذا لم يتم التراجع عن قرار البنك المركزي في عدن بشأن نقل البنوك والمصارف التجارية من صنعاء، وإيقاف رحلات مطار صنعاء الدولي.. التجربة التي انتهت باستجابة الرياض للتهديدات وقيامها بالضغط على الحكومة اليمنية لإلغاء قرارات البنك المركزي بعدن.

 

المصدر: يمن إيكو

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com