“تقرير“| ما إمكانية تهجير سكان غزة ولماذا يحرص ترامب على استحضاره قبيل كل مفاوضات..!

6٬778

أبين اليوم – تقارير 

مع انتهاء الحرب على غزة، ولو مؤقتاً، يثير الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب ملف تهجير سكان القطاع، فما إمكانية تحقيق ذلك في ظل التشبث بالأرض وما دوافع ترامب بتصديره إلى الواجهة؟

مع بدء تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق وقف اطلاق النار بغزة، يتضح ان الاحتلال رغم وحشيته وجرائم الإبادة والتدمير، لم يحقق شيء، فالأسرى الذين كانوا ابرز أهدافه لم يطلق سراحهم إلا وفق صفقة تبادل كانت تشترطها المقاومة، وحماس التي ادعى القضاء عليها عادت للظهور مجدداً في شوارع واحياء وازقة غزة كالجراد المنتشر..

ولم تكتفي بالاستعراض لمقاتليها بملابسهم وازيائهم الانيقة بل حملت معها بعض مما كسبته من ميدان المعركة للعرض واهمها شاحنات إسرائيلية وامريكية واسلحة شخصية كان الاحتلال يظن انها ابيدت.

كانت مشاهد تبادل الأسرى ومراسيم توديعهم اكثر ما يغضب الاحتلال، وقد اختارتها المقاومة مكاناً وزماناً لتوجيه رسائل قوية للداخل الصهيوني بأن حكومتهم تكذب بشأن تحقيق “انتصار مطلق” ونجحت فعلياً في توصيل الرسالة اذا ما تم قياس ردود أفعال الإعلام العبري خلال الأيام الأخيرة واستطلاعات الرأي العام التي أظهرت انتكاسة في تفسير ما جرى بعد ان كانت مغمورة ببيانات وتصريحات نتنياهو وحاشيته.

لا شيء تحقق للاحتلال في غزة، هذه ما أكدته الأيام الأولى من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، فالمقاومة بكافة تشكيلاتها بخير، رغم اعترافها بخسارة قيادات من الصف الأول، والأهالي عادوا إلى مناطق الشمال التي كان الاحتلال يسعى لتحويلها معسكر جديد والمعابر فتحت بينما سيذعن الاحتلال ومن خلفه داعميه لإعادة اعمار ما دمرته الحرب.

لم تكن الصورة القادمة من غزة وقد احتفل الأهالي بالنصر على انقاض الدمار الذي خلفه الاحتلال، سهلاً على الولايات المتحدة وهي التي سخرت كل آلتها الحربية وقنابلها المختلفة لإبادة سكان القطاع الـمليونين والنصف، ولا تريد ان تخلق الصورة مزيد من الذعر في صفوف المستوطنين، ولتقليص حجم الصورة تحاول الأدارة الامريكية  تسويق دعاية جديدة مفهومها تهجير سكان القطاع.

تبناها ترامب شخصياً وحدد دول كمصر والأردن كبديل ويبدو تعويل عن انكسار للفلسطينيين من حجم الدمار والخراب في القطاع للقبول طواعية للهروب من جحيمه، مع ان الاعلام الأمريكي لا يزال يقلل من قيمة تلك التصريحات في ضوء غياب خطة واقعية للتهجير، لكن المشاهد القادمة من القطاع لأسر شرعت بإعادة ترميم منازلها ولو على الأنقاض تؤكد بأن ترامب يزحف عكس التيار.

قد يكون ترامب يحاول اقناع حكومة الاحتلال بأنه قادراً على تحقيق خطة التهجير بعد ان فشلت آلة الحرب، ويرضي اليمين المتطرف الذي يرى بأن حماس انتصرت، لكن الواقع يؤكد بأن سكان القطاع وفلسطين بالكامل لن يتخلوا عن قطعة أرض من بلادهم وقد سقوها بالغالي والنفيس في سبيل استعادتها.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com