“عرب جورنال“| صنعاء تفرض معادلة جديدة.. اليمن كقوة ضغط في ملف غزة..!
أبين اليوم – عرب جورنال
أظهرت جبهة الإسناد اليمنية تأثيرًا قويًا على مجريات الحرب في غزة، حيث لعبت دورًا مهمًا في الضغط على كيان الاحتلال للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية.
وقد تمثلت هذه الضغوط في تكثيف الهجمات الصاروخية اليمنية على الأهداف الإسرائيلية، سواء في المناطق المحتلة أو في البحر الأحمر، ما دفع تل أبيب إلى إعادة النظر في استراتيجياتها والقبول بالتهدئة بعد ضغوط متزايدة على مختلف الأصعدة.
– تأثير الهجمات الصاروخية اليمنية على كيان الاحتلال:
مع بداية تصعيد الصراع في غزة، قامت جبهة الإسناد اليمنية، بإطلاق العديد من الصواريخ باتجاه الأهداف الإسرائيلية. كان لهذه الهجمات تأثير استراتيجي في تعزيز وضع المقاومة الفلسطينية، ما شكل عبئًا إضافيًا على الكيان الصهيوني الذي كان يواجه تحديات عسكرية متعددة على جبهات مختلفة.
تعرض كيان الاحتلال لصواريخ باليستية وطائرات مسيرة أطلقتها القوات اليمنية، وتهدف إلى إضعاف القدرة العسكرية الإسرائيلية ورفع تكلفة حربها على غزة. ورغم محاولات الكيان التصدي لهذه الهجمات، عبر منظومات دفاعية مثل “القبة الحديدية” و “ثاد” الأمريكية لاحقا، إلا أن معظم الصواريخ تمكنت من اختراق الدفاعات الجوية، مما أثار قلقًا بالغًا في الدوائر العسكرية الإسرائيلية.
– كيان الاحتلال تحت الضغط: تحديات الحماية والتصدي:
الضغوط التي واجهها كيان الاحتلال لم تكن مقتصرة على الهجمات الصاروخية فقط، بل امتدت لتشمل صعوبة كبيرة في حماية سفنه في البحر الأحمر. استهدفت الصواريخ اليمنية مواقع بحرية إسرائيلية، حيث سعت القوى اليمنية إلى تعطيل حركة الملاحة الإسرائيلية في هذه المنطقة الحيوية.
التهديد المتزايد للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر جعل كيان الاحتلال يواجه مشكلة استراتيجية في تأمين طرق إمداده البحرية. فقد تزامن تصعيد الهجمات اليمنية مع انشغال كيان الاحتلال في محاربة المقاومة الفلسطينية في غزة، ما جعله مضطر للتركيز على الدفاع عن حدوده البحرية إلى جانب التصدي للتهديدات الجوية والصاروخية من اليمن.
– الضغط الدولي والضغط العسكري: تسريع التوصل إلى وقف إطلاق النار:
كان للهجمات اليمنية دور كبير في تسريع الجهود الدولية لفرض وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال والفصائل الفلسطينية. فقد فاجأ التصعيد اليمني المجتمع الدولي وأدى إلى زيادة الضغوط على تل أبيب، لا سيما مع تصاعد القلق بشأن تدهور الوضع العسكري على جبهات متعددة.
كيان الاحتلال الذي واجه صعوبات في تأمين حدوده وصد الهجمات المتواصلة، بما في ذلك الهجمات البحرية والصاروخية، أدرك أنه من الأفضل البحث عن تهدئة مع الفصائل الفلسطينية لضمان تفادي توسيع دائرة الصراع.
كما أن الضغوط العسكرية من اليمن على كيان الاحتلال ساهمت في تعزيز موقف الفلسطينيين في المفاوضات، وهو ما كان له دور كبير في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
– التوازن الاستراتيجي: اليمن يدخل على خط الصراع الإقليمي:
على الرغم من أن اليمن لا يمتلك نفس القوة العسكرية التي تتمتع بها دول مثل إيران أو كيان الاحتلال، فإن قدرته على التأثير على المعركة عبر استخدام الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة يظهر تطورًا مهمًا في استراتيجيات الصراع الإقليمي. فقد أصبح اليمن، عبر تحالفاته مع فصائل المقاومة الفلسطينية، قوة إقليمية مؤثرة تساهم في تشكيل مجريات الأحداث في الصراع العربي الإسرائيلي.
ورغم أن التصعيد اليمني لم يكن العامل الوحيد الذي دفع كيان الاحتلال إلى التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، فإنه كان بلا شك عاملاً مساعدًا في تفعيل الضغوط العسكرية التي دفعت كيان الاحتلال إلى البحث عن مخرج سريع من هذا الصراع.
– الجانب السياسي: جبهة الإسناد اليمنية وتأثيرها على الوضع الإقليمي:
في السياق السياسي، يمكن القول إن جبهة الإسناد اليمنية قد نجحت في إرسال رسالة قوية للعالم بشأن قدرتها على التأثير في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فقد ساهمت الهجمات اليمنية في تذكير المجتمع الدولي بوجود أطراف غير مباشرة ولكن فاعلة في هذا الصراع، مثل اليمن وحلفائه من فصائل المقاومة، الذين يبذلون جهدًا حقيقيًا لدعم القضية الفلسطينية.
هذه التطورات قد تفتح المجال لمزيد من التحولات السياسية في المنطقة، حيث يزداد تأثير القوى الإقليمية مثل اليمن في صياغة سياسات إقليمية ودولية حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. كما أن هذه الهجمات تعد بمثابة رسالة واضحة ضد أي محاولات لاستمرار الحرب على غزة أو تقويض الجهود الفلسطينية.
– الخلاصة: اليمن يفرض نفسه على الساحة الإقليمية:
من خلال تصعيد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة، لعبت جبهة الإسناد اليمنية دورًا مهمًا في التأثير على المفاوضات الدولية لإجبار كيان الاحتلال على التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية. لقد شكلت الهجمات اليمنية ضغوطًا إضافية على جيش الاحتلال، كما أثبتت قدرة اليمن وحلفائه على التأثير في مجريات الصراع من خلال استراتيجيات عسكرية غير تقليدية.
في النهاية، تُظهر هذه التطورات أن اليمن، رغم التحديات الداخلية، أصبح لاعبًا إقليميًا مهمًا يسهم في تشكيل مسار الأحداث السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط، مع دعم غير محدود للقضية الفلسطينية.
عبدالرزاق علي / عرب جورنال