“تقرير“| بعد عام من المواجهة في اليمن.. حارستا “الازدهار“ خارج اللعبة بالأحمر..!

6٬759

أبين اليوم – تقارير 

في الثاني عشر من يناير من العام 2024، قررت الولايات المتحدة وبريطانيا خوض معركة البحر الأحمر مع اليمن منفردتين وكانت الأهداف أكبر من مجرد احتواء العمليات اليمنية، لكن اليوم وبعد نحو عام تذوب الأهداف البريطانية – الامريكية كفص ملح، فكيف بدأ وضع الدولتان اللاتي هيمنتا على العالم وطرق التجارة البحرية لعقود..!

بالنسبة لأمريكا وبريطانيا، كان لابد من غطاء إقليمي لتحركاتهما الجديدة في المنطقة، وكانتا تعولان على انخراط دول عدة في المنطقة بعد ان ضمنتا ذلك بتمزيق المنطقة طائفياً وقد اختارتا عدواً تعتقدان بأنه قد استهلك علاقته بجيرانه وأصبح محل حصار وهدف لكل الأطراف ناهيك عن تقلص قدراته وضعفه كما كانت تتوهم ، لكنهما اصطدمتا  بواقع جديد لم يكن بالحسبان.

في مثل  هذا اليوم شنت الطائرات الأمريكية والبريطانية عشرات الغارات الجوية رفقة قصف صاروخي انطلاقاً من حاملة الطائرات حينها “ايزنهاور” وقواعد على الأرض في قبرص وثالثة من غواصات في البحر.

كانت الحملة في بدايتها كبيرة جدا وطالت محافظات عدة ابرزها صنعاء والحديدة وصعدة.

لأشهر، ظلت وتيرة العدوان الأمريكي- البريطاني مرتفعة بمعدلات تفوق العشر غارات يومياً، وقد دفع هذا الزخم من الغارات والقصف الصاروخي بأمريكا وبريطانيا للتوهم بإنهاء قدرات من وصفوهم بـ”الحوثيين”..

كانتا تعتقدان انهما قد اكملتا ما بدأه التحالف بقيادة السعودية قبل سنوات، لكن الوضع اختلف تماماً، فرغم نجاح أمريكا بتحييد اللاعبين الدوليين أو خداعهما بمن في ذلك خصومها الكبار روسيا والصين باستصدار قرار من مجلس الأمن يشرعن العدوان على اليمن، الا ان الدول الإقليمية رفضتا الانخراط بأي تحالفات باستثناء البحرين التي تتخذها القوات الأمريكية قاعدة لقواتها في المنطقة وقد أدرج اسمها عنوة في التحالف مع أن مشاركتها لا تكاد تذكر.

أما على صعيد المواجهة فقد قلبت القوات اليمنية الطاولة على الجميع مع وضعها بوارج واساطيل وسفن الدول المشاركة بالعدوان على رأس قائمة الأهداف لتنجح معها بإغراق العديد من السفن البريطانية وتدمير أمريكية أخرى  والأهم إلحاقها اضرار بعشرات البوارج الأمريكية والبريطانية ممن تم استدعائها للإصلاح مكرراً  والأهم قرار أمريكا وبريطانيا سحب حاملات الطائرات من ايزنهاور حتى لينكولن مروراً بروزفلت وقريبا “ترومان”.

حتى الأهداف التي رسمتها أمريكا باعتبارها استعراض ضد بلد فقير يعاني من الحروب والحصار، تلاشت وقد أصبحت الدفاع الأمريكية تتحدث بأنها تعمل على اضعاف قدرات “الحوثيين” “قدر المستطاع” والعبارة الأخيرة تعني لا طاقة لنا بالحوثي وجنوده.

كانت أمريكا وبريطانيا تأملان بأن يؤدي العدوان على اليمن لتحقيق أهداف سريعة تحقق مكاسب أكبر من المعلنة، وهما بذلك تبنيان توقعاتهما على الوضع في هذا البلد المنهك بسنوات من الحرب والحصار..

لكن جميع الأهداف تبعثرت أمام صمود الإرادة وقوة التدبير والإدارة فلم تسلم أمريكا وبريطانيا اللاتي ظلتا لعقود تستعرضان ضد أي تمرد على اجندتهما بالمنطقة بحاملات الطائرات والبوارج، ونفوذهما تلاشي بشكل شبه كلي مع رفض الدول الانصياع لهما والأهم ان اليمن فرضت واقع جديد في البحر الأحمر بعد ان حاولتا تلك الدول رسمه لصالحهما والأهم انهما لم تنقذا الاحتلال ولن تجنباه شر اليمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com