مقالات“| شعبنا اليمني أصبح أكثر وعياً وادراكاً لخطورة المؤامرة الخارجية وفي اتم الجهوزية للتصدي لها..!
أبين اليوم – مقالات
لم يكن غريباً ان تتزايد درجة التصعيد للعدوان الصهيوني على اليمن، فمعارك البحر الأحمر واستهدافات قواتنا المسلحة للسفن الاسرائيلية وداعميها من المرور عبر هذا الشريان المائي الاستراتيجي في العالم قد غير معالم وديناميكية العمليات العسكرية حيث تكبد الكيان الصهيوني الكثير من الخسائر في المسار الاقتصادي الذي أصبح يترنح يوماً بعد آخر.
لذلك اتجهت الولايات المتحدة الى التصعيد في منهجية سياستها العسكرية في اليمن في محاولة أخيرة منها لثني قواتنا المسلحة عن عمليات الإسناد للشعب الفلسطيني في غزة بالإضافة الى محاولة إحداث شرخ مجتمعي تستطيع من خلاله ارباك المشهدين السياسي والعسكري في البلد.
ونحن كقوى وطنية سياسية قد أعلنا موقفنا الثابث والمبدئي ودعمنا المطلق للقيادة الثورية والسياسية في التصدي لهذا العدوان والتصعيد الأمريكي السافر على بلدنا وسوف يظل موقفنا مسانداً للخطوات المدروسة والمنهجية لقواتنا المسلحة في تطوير القدرات العسكرية لمواجهة آلة الحرب الأمريكية وإضعاف هيبتها كقوة عظمى.
– لقد اثبتت التجربة هشاشة المفهوم الذي كان سائداً في الماضي والذي تم فرضه على مجتمعاتنا العربية والذي يتمحور حول ( الكيان الذي لا يقهر) والقدرات العسكرية الاسرائيلية والأمريكية حيث تمكنت قواتنا المسلحة من إضعاف ونسف تلك المفاهيم من خلال برامج وخطط حربية اربكت قوى العدوان واصابتها في مقتل؛ لذلك نقولها وبكل وضوح إن قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وكيان الاحتلال لن تتمكن من تحقيق اجندتها ومخططاتها في بلدنا..
فشعبنا ومن خلال مسيرة فكر ووعي اصبح أكثر ادراكاً لخطورة المؤامرة التي تحيكها تلك القوى وأصبح قادراً على افشالها على كل المسارات ومن ضمنها ثبات الموقف مع الشعب الفلسطيني ومساندته لغزة حتى إيقاف عمليات الإبادة الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.
– ان استهداف الكيان الصهيوني المستمر للمدنيين وهذا ديدنه في كل الحروب التي يخوضها منذ تأسيسه بغية اضعاف تماسك الجبهة الداخلية وتحويل مسار الصراع لمصلحته، والسبب الآخر عدم قدرة الجيش الاسرائيلي على المواجهة العسكرية المباشرة في الميدان..
أما فيما يتعلق بقدرة القوات المسلحة اليمنية على مواجهة هذا العدوان والرد عليه وردعه فقد تم الرد عليه في المحور السابق؛ وشعبنا اليمني مازال يراهن على حكمة القيادة وصلابة قواتنا المسلحة وعلى تماسك الجبهة الداخلية واليقظة الأمنية لكل الاطياف المجتمعية في البلد.
– بسبب تدني مستوى الفكر والوعي وغياب المفاهيم الوطنية والانتماء الوطني لدى شريحة من اليمنيين العملاء والخونة الذين باعوا ضمائرهم أفضى ذلك إلى تفشي ثقافة مغلوطة تستند على العمالة والتفربط بالسيادة الوطنية واصبحوا جزء من المؤامرة من خلال إعلان فرحتهم بالاعتداءات المتكررة على بلدهم وتدمير البنى التحتية..
بالإضافة الى مشروعهم لتحويل اليمن الى حديقة خلفية للعدوان (وهذا لن يتحقق) ويعملوا على تدمير الوحدة المجتمعية أو يحملون تداعيات الاوضاع بسبب العدوان والحصار والتضييق على كل المسارات وتحميلها الحكومة الوطنية في صنعاء؛ نقول لهم سوف تبوء كل محاولاتكم بالفشل، فبفضل الله أولاً وبفضل حكمة القيادة والالتفاف الجماهيري المتعاضم مع قيادته، سوف تفشل كل المخططات الرامية الى تمزيق نسيجنا المجتمعي واعادتنا الى مربع التخاذل والعودة الى الوصاية الخارجية؛
وفي الأخير اوجه رسالتي الى جميع ابناء اليمن بأن يستوعبوا تماماً مخاطر المرحلة المقبلة وان يتم تفعيل دور الرقابة المجتمعية واستمرار اليقظة الأمنية ونبذ الصراعات والاحتراب الداخلي (المحافظات الجنوبية تحديداً) وتوحيد الصفوف واستشعار المسؤولية الوطنية والاحتكام لمنطق الفكر الواعي؛
كما اوجه رسالة لحكومتنا الوطنية ان تبادر الى تطبيق مبدأ المصالحة ومبدأ الشراكة الوطنية لكل الاطياف السياسية والمجتمعية (باستثناء كل من تلخطت يده بدماء اليمنيين) لغرض الوصول الى خارطة طريق وطنية وبناء يمن موحد قوي.
بقلم/ سمير المسني..
محلل سياسي
* نقلاً عن صحيفة الوحدة في عددها رقم 1270 الصادر يومنا هذا اليوم الأربعاء..
25 ديسمبر 2024م..