“واشنطن بوست“ في تحليل صور أقمار اصطناعية: جيش الاحتلال الإسرائيلي يفصل أقصى شمال غزة..!
أبين اليوم – غزة
أظهر تحليلٌ أجرته صحيفة “واشنطن بوست” لصور أقمار اصطناعية عالية الدقة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي هدم أحياء كاملة، وأقام تحصينات عسكرية، وأنشأ طرقًا جديدة، في شمال قطاع غزة بعد تهجير سكانها قسرياً منها.
وبحسب ما نشرت “واشنطن بوست”، أمس الاثنين، فإن الأدلة المرئية تُظهر أن ما يقرب من نصف مخيم جباليا للاجئين تم هدمه أو تطهيره في الفترة من منتصف أكتوبر حتى منتصف ديسمبر، ونتيجة لذلك تم ربط طريق قائم في الغرب بمسار مركبات موسع في الشرق، وبالتالي إنشاء محور عسكري يمتد من البحر إلى السياج الحدودي بين قطاع غزة ومنطقة الغلاف.
ويقول المحللون، إن إنشاء هذا الممر، وتطهير مساحات من الأرض على جانبيه، وبناء مواقع استيطانية محمية على شكل مربع، يشبه ما فعله جيش الاحتلال في منطقة محور نتساريم وسط قطاع غزة، إلا أن المحور الذي تم إنشاؤه حديثًا ربما يهدف إلى فصل أقصى شمال قطاع غزة عن مدينة غزة.
ومع بداية شهر ديسمبر الحالي، كان جيش الاحتلال قد دمر ثلث المباني في محافظة شمال غزة، بما في ذلك أكثر من 5 آلاف مبنى في جباليا، وأكثر من 3 آلاف مبنى في بيت لاهيا، وأكثر من ألفي مبنى في بيت حانون، وفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن مركز الأقمار الصناعية التابع للأمم المتحدة.
وأظهرت البيانات أن 60% من الدمار في مخيم جباليا للاجئين وقع بين السادس من سبتمبر والأول من ديسمبر من العام الحالي، وأن عمليات الهدم والتهجير استمرت في الأسابيع التي تلت ذلك.
وتظهر صورةٌ التقطتها الأقمار الصناعية في 15 ديسمبر دمارًا واسع النطاق في بيت لاهيا وجباليا، حيث تحولت منطقة السوق والمساجد والمتاجر والمنازل إلى أكوام من الخرسانة والغبار.
وفي الرابع من ديسمبر الحالي، أجبر الجيش الإسرائيلي 5500 شخص كانوا يحتمون في المدارس في بيت لاهيا على النزوح جنوبًا إلى مدينة غزة، وفقًا لمكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة.
ويأتي تقرير “واشنطن بوست” بعد يوم واحد من تقرير لصحيفة “هآرتس” جاء فيه أن جيش الاحتلال يُقدّر أن 70% من مباني مخيم جباليا دمرت بالكامل، وأن المباني القليلة التي مازالت قائمة تضررت بشدة.
ووصفت صحيفة “هآرتس” ما فعله جيش الاحتلال في مخيم جباليا تحديدًا، لا يُشبه ما حدث في القرى الحدودية في جنوب لبنان، ولا في منطقة محور صلاح الدين/فيلادلفيا على امتداد الحدود بين غزة ومصر، ولا في قلب مخيم جنين خلال “عملية السور الواقي” في عام 2002.