“تقرير خاص“| ذكرى نوفمبر المجيد تمر بعدن بهدوء.. ممنوع الاحتفال..!

7٬784

أبين اليوم – خاص 

تقرير/ رشيد الحداد:

مرت الذكرى الـ57 لثورة 30 من نوفمبر المجيدة، في مدينة عدن عاصمة الاستقلال من الإحتلال البريطاني بكل هدوء. وعلى مدى الساعات الماضية خلت عدن من كافة مظاهر الاحتفاء بأعظم ذكرى في تاريخ الجنوب، بخلاف المحافظات الجنوبية الأخرى التي حاولت القوى التحررية كمجلس الحراك الجنوبي في محافظة أبين تنظيم فعالية شعبية بمناسبة ذكرى الإستقلال وخروج آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن بعد ١٢٩ عام من الاستعمار البريطاني البغيض..

يضاف إلى محاولات لإقامة تظاهرة شعبية في شبوة بهذه الذكرى قوبلت برصاص الموالين للإمارات في مدينة عتق.

هكذا مرت ذكرى ثورة 30 نوفمبر في جنوب اليمن، دون إحتفاء بعد 57 عاماً من ثورة 30 نوفمبر التي تعد امتداداً لثورة 14 اكتوبر المجيدتين، والسبب يعود إلى رغبة قوى الاحتلال الجديد في عدم ازعاج الإمارات والسعودية التي تمارس دور بريطانيا قبل ثورة 14 اكتوبر 1963، وعدم اشعار الدولتين التي دخلت المحافظات الجنوبية كمنقذ قبل تسع سنوات لتنقلب على وعودها فيما بعد.

وبعكس التوجه الرسمي من قبل القوى الموالية للتحالف السعودي الإماراتي في المحافظات الجنوبية، يتوق أبناء هذه المحافظات للاحتفال بذكرى تاريخية غيرت مجري تاريخ الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن وفي المنطقة برمتها، وأكدت أن الاستعمار الأجنبي مهما بلغت قوته وجبروته وطغيانه مصيره إلى الزوال..

فالاستعمار البريطاني الذي حاول استخدام سياسة الأرض المحروقة ضد ثوار اكتوبر محاولاً إخماد نيران الغضب الشعبي وشعلة الثورة اليمنية الشعبية ضد الاستعمار البريطاني أُجبر على الرحيل بقوة الإرادة الشعبية وقوة السلاح، ومثّل خروجه المنكسر من جنوب اليمن هزيمة تاريخية للإمبراطورية الاستعمارية في المنطقة برمتها..

ورغم عظمة هذا اليوم الذي مثّل تحولاً تاريخياً في حياة الإنسان اليمني في جنوب اليمن وبات محطة سنوية يستذكر فيها اليمنيين عظمة التضحيات الجسيمة التي قدمها آبائهم من أجل التحرر من الاستعمار وانتزاع الاستقلال الكامل، إلا أن القيادات الموالية للتحالف السعودي الإماراتي تحمل العداء لهذا التاريخ الذي سقطت فيه المشاريع الصغيرة والتي يحاول التحالف السعودي الإماراتي إعادتها عبر مكونات تابعة الرياض وأبوظبي..

ومن الشواهد على ذلك سقوط دولة الجنوب العربي في 30 نوفمبر، وإقامة حكم جمهوري باسم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وسقوط مشروع الإقليم الشرقي الذي وقفت وراءه السعودية وحاولت ضم حضرموت والمهرة ومعظم أراضي شبوة إلى أراضيها تحت هذا المسمى.

ولذلك فإن الحراك السعودي في حضرموت تحت مسمى “دولة حضرموت” يؤكد أن السعودية تحاول استغلال الانقسام السياسي والعسكري اليمني الناتج عن الحرب الذي قادتها ضد اليمن، في إعادة التاريخ إلى ما قبل ستينيات القرن الماضي، وان مشروع “الجنوب العربي” هو ذات المشروع الذي صنعه الاحتلال البريطاني مطلع عام ١٩٦١ في مدينة عدن في محاولة منه للبقاء في جنوب اليمن بغطاء محلي..

وكمثال على ذلك تعيين دول التحالف السعودي الإماراتي مجلس رئاسي وحكومة موالية للدولتين وتكليفها بإدارة الوضع شكلياً لتوفير هامش واسع يتحرك الاماراتي والسعودي فيه بحرية، وهذا ماحدث ويحدث..

والنتيجة هي تدمير الموانئ الجنوبية في المحافظات الجنوبية، والسيطرة على الموانئ النفطية والغازية ومنع الصيادين من ممارسة الصيد التقليدي وجرف الثروة السمكية، وتعطيل مصافي عدن وضرب سمعة موانئ المدينة والسيطرة على سقطرى واستهداف العملة الوطنية، وتدمير المقدرات الوطنية ونهب الثروات المعدنية “ذهب حضرموت” ومعادن المهرة وفرض قيود على حركة السكان واستهداف المعارضين للتحالف وتصفية المناهضين، وتقاسم الإيرادات ودعم المليشيات واستنزاف الثروة البشرية وإدارة الوضع بالترهيب واستخدام السجون السرية والمعتقلات كوسيلة لقهر المجتمع.

لذلك مضت ذكرى ثورة 30 نوفمبر في المحافظات الجنوبية دون إحتفاء وهو ما أثار تساؤلات عدة حول الأسباب، لأن هذا اليوم كان بالفعل كابوس على الاحتلال البريطاني وأدواته، ففي هذا التاريخ سقطت ٢١ سلطنة ومشيخة وإمارة تابعة للاحتلال كانت تحكم لصالح الاستعمار بالحديد والنار، وفي مثل هذا اليوم انهارت كافة المليشيات ابتداء بجيش الليوي والبوليس السري وجيش البادية ومليشيات السلاطين، وفيه سقطت مشاريع التجزئة والتفتيت وانهارت كافة المخططات التآمرية..

لذلك مضى تاريخ هذه الذكرى بهدوء تام.. لأنها ذكرى حزينة على الاحتلال وكافة أدواته السابقين.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com