“تقرير“| لماذا قررت واشنطن إعادة “الاخوان” إلى صدارة المشهد بالعالم العربي..!
أبين اليوم – تقارير
بعد نحو أكثر من عقد على فشلهم بإسقاط الأنظمة العربية، مستغلين ثورة الربيع العربي، عاودت الولايات المتحدة لملمة شتات جماعة الإخوان المسلمين وتصديرهم إلى المشهد وتحديداً في مناطق المحور المساند لغزة، فما أبعاد الخطوة وما مستقبل الجماعة مع عودة ترامب؟
في مصر تتحدث التقارير عن ضغوط أمريكية على الرئيس عبدالفتاح السيسي للتصالح مع الاخوان، وقد بدأ الأخير فعلياً تنفيذ الأوامر المقرونة بشرط دعم الاقتصاد المصري، خطوات منها إزالة أسماء قيادات في الجماعة من لائحة الإرهاب.
الأمر ذاته يتكرر في اليمن حيث تلقي أمريكا بكل ثقلها حالياً لإعادة تصدير حزب الإصلاح، جناح الإخوان هناك، إلى المشهد عبر تكتلات من عدن مع الضغط السماح له لمعاودة نشاطه من معقل أبرز اعدائه المدعومين إماراتياً.
في سوريا، بدأ المشهد مختلف قليلاً فبدلاً من عقد مصالحة مع النظام المتهم بدعم المقاومة ضد الاحتلال تم الدفع بفصائل الجماعة لتصعيد عسكري بدأ في ريفي ادلب وحلب وقد يتصاعد نظراً لأن خطط الاحتلال، التي كشفها نتنياهو في آخر حديثه، تستهدف شخص الرئيس السوري ذاته الذي وصفه نتنياهو بـ”يلعب بالنار”.
في كل الحالات سالفة الذكر يبرز الاخوان بقوة للمشهد ومن خلف الكواليس تقف أمريكا والاحتلال الإسرائيلي في كتابة السيناريو والاعداد والهدف هو خلط الأوراق مجدداً في المنطقة عبر محاولة تمكين هذه الجماعة بعد فشل جولة أوباما السابقة في ربيع ثورة 2011.
بالنسبة لجماعة الاخوان هي إحدى أوراق أمريكا في إطار استراتيجية اللعب على الوتر الطائفي، ويبرز ذلك جلياً بمحاربة أمريكا للذراع في الجماعة الذي يحضى بتقارب مع محور المقاومة وعلى رأسها حركة حماس التي تم مطاردة قياداتها حتى من مركز الاخوان في الدوحة.
ليس في جعبة أمريكا استراتيجية واضحة بالنسبة لهؤلاء ومستقبلهم، وهم بالنظر إلى تحريكهم يبدون مجرد ورقة يتلاعب بها الحزب الديمقراطي لا أكثر، في حين يتم التخلي عنهم في ظل حكم الجمهوريين الذين يرفضون التيارات الإسلامية أكانت سنية أو شيعية بدليل وضع الاخوان خلال فترة ترامب الأولى حيث ظلت ملاحقة ومطاردة حتى من قبل الأمريكيين انفسهم ممن جمدوا ارصدتها.
تدرك أمريكا بان الاخوان غير صالحين للحكم في أي بلد في ظل الانتهازية المقيتة لكنها في بعض الأوقات تظهر حاجتها لهم، ففي سوريا كان انتقاماً من الرئيس السوري الذي ساند المقاومة ومثله في اليمن حيث تسعى أمريكا لتصعيد عسكري جديد..
أما بالنسبة لمصر فإن وجودهم يضعف موقف السيسي ويجعله أكثر انبطاحاً خصوصاً فيما يتعلق بمستقبل غزة والتي تصر مصر على إبقاء مصالحها كابتعاد قوات الاحتلال من حدودها شرط لتحقيق السلام في حين تصر أمريكا على تهجير ما تبقى من سكان غزة نحو شبه جزيرة سيناء.
المصدر: الخبر اليمني