“تقرير“| هل يصفر اتفاق لبنان حروب أمريكا بالمنطقة أم مقدمة لجبهة جديدة..!

6٬778

أبين اليوم – تقارير 

مع دخول اتفاق لبنان حيز التنفيذ، تكون الولايات المتحدة قد انهت بذلك نحو شهر ونيف من العدوان الإسرائيلي، لكن ماذا بعد، هل يشكل بداية النهاية لحروب الاحتلال أم مقدمة لجبهات أخرى؟

ما كان الاحتلال ليقبل باتفاق مع حزب الله بدون الوصول إلى العاصمة بيروت كما عهد سابقاً، لكن خلافاً لحروبه السابقة على جبهة الشمال يبدو الأمر مختلف، فخلال نحو شهرين من الحملة البرية لم يحقق الاحتلال نصف ما استطاع تحقيقه في العام 2006، اذ ظلت قواته تجندل عند الخط الأزرق واحياناً بعمق أكبر داخل الأراضي المحتلة شمال فلسطين بالتوازي مع ذلك ظلت المدن المحتلة وعلى رأسها العاصمة تل أبيب لهجمات صاروخية ومسيرة وفق معادلات وضعها حزب لا الاحتلال.

صحيح نجح الاحتلال عند بدء المعركة باستهداف كبار قادة حزب الله، وحاول إحداث فوضى عارمة بتفجيرات البيجرات، لكن المعطيات أكدت بأنه لم يستطع التحكم بنتائجها وقد قلب حزب الله المعادلة رأساً على عقب.

اندفاع أمريكا لاتفاق لبنان ليس محبة في هذا البلد الذي تشن حرباً ضده على كافة الأصعدة في محاولة لتطويعه، لكن بالنظر للتوقيت فإن التدخل الأمريكي والقائها بكل ثقلها كان بناء على طلب الاحتلال وهدف لانقاذه.

في بداية حملته على لبنان وضع قادة الاحتلال وعلى رأسهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه حينها يواف غالانت إعادة المستوطنين إلى الشمال وإخراج حزب الله إلى خلف الليطاني هدف استراتيجي، لكن بالنظر للواقع لا يبدو بأن الاحتلال حقق شيء وكل همه الآن سحب قواته تدريجياً حتى لا تلتهم نيران حزب الله من تسلل منها تحت غطاء جوي ومدفعي كثيف إلى القرى اللبنانية الحدودية.

فعلياً.. انتصر لبنان، بغض النظر عن التحليلات والتهويلات الأخرى، حول أبعاد الاتفاق ونصوصه، لكن يبقى السؤال: هل يشكل الاتفاق مقدمة لتصفير عداد الحرب الإسرائيلية في المنطقة؟

بالنظر إلى وضع الاحتلال الداخلي وحالة قواته المنهكة بعد أشهر من القتال في غزة ولبنان إضافة إلى ضعف قدراته الدفاعية في مواجهة هجمات أخرى من اليمن وسوريا والعراق وحتى ايران، يريد الاحتلال أخذ استراحة من الحرب وقد تمتد لفترة طويلة إن لم تكن نهائية في ظل التقارير عن فرار ضباط وجنود، لكن ذلك لا يعني بأنه لا يسعى لتفجيرها في جبهات أخرى فنتنياهو لا يزال في أزمة سياسية داخلية تهدد مستقبله السياسي ووضعه في ضوء ملاحقات الفساد والفشل ورغبة خصومه بالمعارضة لإسقاطه هذا من ناحية..

ومن ناحية أخرى لا تزال أمريكا في خضم معركتها ضد روسيا والصين ومساعيها حسم المعركة لصالحها تتحيز الفرصة لتدبير صراع جديد والعين هذه المرة على سوريا حيث اكبر القواعد الروسية.

قد يكون اتفاق لبنان تم وقد تشهد الدولة الممزقة منذ سنوات حالة من الوئام الداخلي، لكن حروب الاحتلال ستظل قائمة ففي غزة يبدو بأن للاحتلال خطط جديدة في ضوء تصريحات وزير المالية الأخير والتي يتحدث فيها عن فرصة لتهجير أكثر من نصف السكان أو القضاء عليهم مع العودة للاستيطان..

وهو بذلك يستند لتصريحات سابقة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحدث فيها عن رغبته ببناء أبراج على ساحل غزة إضافة إلى سعى أمريكا تقريب الحرب خطوة أخرى من ايران اذا ما اخذت التهديدات الإسرائيلية للعراق على محمل الجد لاسيما في ظل ترقب انطلاق جولة مفاوضات جديدة حول الملف النووي الإيراني ورغبة واشنطن بالضغط على طهران ناهيك عن اليمن حيث لا تزال أمريكا تلقي بثقلها لعرقلة أي مساعي للتقدم بمفاوضات السعودية مع صنعاء وتسعى من خلالها تدبير انتقام لحاملات الطائرات ومسيرات الام كيو ناين التي اغرقتها القوات اليمنية بالوحل.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com