“تقرير“| واشنطن والرياض.. من التلويح العسكري في اليمن إلى قرع الأبواب الدبلوماسية..!
أبين اليوم – تقارير
المزيد من التخبط الأمريكي – السعودي في اليمن.. فبعد أن كانت على اعتاب تفجير معركة جديدة تحولتا بصورة مفاجئة إلى حمائم سلام تقرع السلام من أوسع أبوابه، فما الذي غير الاستراتيجية في اليمن..!
حتى قبل يوم واحد، كان الجميع في واشنطن والرياض تتحدث عن الهجوم على الحديدة. وكانت وسائل إعلام السعودية بما فيها قنوات الحدث والعربية تحاولان رسم المشهد التالي في المدينة الواقعة عند الساحل الغربي لليمن بعد ما تصفه بالإنزال الأمريكي وكأن أمريكا التي تشن منذ يناير حرب ضروس في اليمن عجزت فيها عن حماية حتى سفنها وبوارجها مستعدة نفسياً وعسكرياً لمعركة تبدو ملامحها اكبر بكثير من إعصار فيتنام.
وحتى أمريكا ذاتها التي تتحرك على اكثر من جبهة اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً كانت تتحدث عن المعركة وكأنها استكملت ترتيبات اجتياح المدينة مع أن جميع بوارجها تبعد آلاف الاميال عن سواحل اليمن.
كل هذه الحملات والحرب النفسية تلاشت خلال الساعات الأخيرة، مع قرع السعودية وساطة عمانية جديد لتحريك الجمود في مفاوضات السلام وتحديداً الملف الاقتصادي، وعرض أمريكا و صفقة جديدة قبل الانتخابات الرئاسية.
كانت هذه تبدو بمثابة جس نبض لليمن، لكن وقد ردت الأخيرة بمناورات برية وبحرية جبلية وصحراوية اكدت فيها دخول قدرات جديدة وأبدت فيها استعداداً تاماً للمواجهة على اي مسارح العمليات لما وضع كلاً من الرياض وواشنطن في مأزق جديد ودفعهما لتلافي غضب اليمن من اي استراتيجية لحافة الهاوية او سوء فهم للحسابات.
قد تكون التحركات الأمريكية والسعودية الأخيرة عسكرياً ضمن مناورات لا أكثر وقد تكون أيضاً ضمن محاولات لإعادة تصويب المعركة، لكن ما اظهرته القوات اليمنية في آخر مناوراتها يشير إلى ادراك تلك القوى بأن ما ينتظرهم أكبر بكثير من توقعاتهم، ودفعهم مجدداً للاعتراف بأن السلام هو الطريق المختصر للخروج من الوضع المتأزم.
المصدر: الخبر اليمني