“تقرير“| نزع مخالب طارق والمحرمي.. آخر الترتيبات السعودية لإزاحة المجلس الرئاسي..!
أبين اليوم – تقارير
بعد ساعات على لقاء جمعه بقائد القوات المشتركة للتحالف، عقد طارق صالح اجتماعات مكثفة مع سفراء دول غربية واسيوية إيذاناً بمرحلة جديدة ترتبها السعودية وتسير بها في خطى متسارعة، فما ملامح المرحلة الجديدة..!
كان طارق صالح خلال لقائه بالسلمان قد رضخ لمطالب منح السعودية حق إعادة هيكلة فصائله في الساحل الغربي ودمجها ضمن فصائل خصومه الأخرى سواء المحسوبة على الإصلاح أو الألوية التهامية وحتى العمالقة التي تشكل جزء من القوات التي يقودها تحت مسمى “القوات المشتركة”..
ويبدو ان السعودية قد منحته مساحة أخرى للمناورة عبر السماح له للقاء سفراء كبريطانيا وفرنسا وكوريا، وبهدف توطينه سياسياً.
ليس طارق صالح، وحده من تم استدعائه لغرفة عمليات الرياض، فبعد ساعات من مغادرته، وصل ابوزرعة المحرمي قائد ألوية العمالقة للغرض ذاته.
وبغض النظر عن التحليلات التي ذهبت بعيداً بتصوير ما يدور بأنه ضمن التحركات لتصعيد جديد بالساحل الغربي لليمن، يبدو الأمر مختلفاً، فالتحركات السعودية على ملفي المحرمي وطارق أبرز أعضاء الرئاسي واكثرهم نفوذ عسكري يعد ضمن مسار بدأته مبكراً بإزاحة العضو الثالث فرج البحسني من قيادة المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت بالتوازي مع كسر الفصائل التي يقودها عبدالله العليمي في شبوة..
إضافة إلى التحركات لنزع مخالب سلطان العرادة عبر نقل الفصائل التابعة له لصغير بن عزيز، رئيس الأركان.
ما يهم الآن هو أن جميع هذه التحركات تأتي في وقت تكثف فيه السعودية ضغوطها الاقتصادية على السلطة الموالية لها جنوب اليمن وقد رفضت تقديم أي دعم لها بما في ذلك جزء من الوديعة التي أعلنت قبل سنوات وكان يفترض صرفها قبل نحو شهر، اذ تتمسك السعودية بتغييرات جذرية في سلطة الرئاسي وحكومته مقابل الدعم الموعود.
كل التحركات السعودية الآن هي في إطار نزع مخالب أعضاء الرئاسي الأقوياء وابقائهم في دائرة سياسية مغلقة يسمح لها إعادة تدويرهم كيفما شاءت وتوجيههما نحو أهدافها في ظل تناقض التوجهات والاجندة إقليمياً ودولياً.
توقيت استدعاء طار ق والمحرمي يأتي مع ترتيبات لإعادة عقد جلسات مجلس النواب الموالي للتحالف في عدن وهي خطوة قد تكون بداية النهاية لمجلس الثمانية الذي لم يستطيع تحقيق رغبات الرياض وخاض في صراعات عقيمة..
لاسيما وان الرئاسي حصن نفسه من تدخلات برلمان البركاني مبكراً بإصدار قرار بتشكيل هيئة المصالحة والتشاور البديلة له.
لا يستبعد أن يكون تحرك السعودية على ملف توحيد قواها في اليمن ضمن خطط مستقبلية للتصعيد لكن على المدى القريب تشير المعطيات إلى انها ضمن ترتيبات إعادة هيكلة الرئاسي ذاته خصوصاً مع الأنباء التي تتحدث عن رئيس ونائب فقط بدلاً عن الثمانية وحتى إعادة توزيع الحكومة في عدن وفقاً لمقتضيات الحاجة وبعيداً عن المحاصصة السياسية والحزبية التي تسببت بفشل ونهب وفساد فظيع.
YNP