“تقرير“| مشاهد من عدن “مدينة التناقضات“ تكشف حجم الانهيار الاقتصادي والتدهور المعيشي..!

6٬909

أبين اليوم – تقارير 

تبدو عدن في المصطلحات الرسمية للحكومة الموالية للتحالف كـ”عاصمة مؤقتة”، لكنها على أراض الواقع ليست أكثر من غابة يزداد فيها الأقوى ثراء والفقير فقراً بينما يناضل الجندي لنهب الطبقة المتوسطة، فكيف بدأ المشهد بعد سنوات من الاحتلال؟

ثلاث صور التقطتها عدسات الناشطين من شوارع عدن وبصورة عفوية جدا، لكنها تبقى معبرة عن الوضع الحالي في المدينة التي كانت ترمز لثغر اليمن الباسم.

الأولى من الحسوة حيث يستعد رئيس المجلس الانتقالي، سلطة الأمر الواقع هناك، عيدروس الزبيدي، لافتتاح اكبر قصر له في المدينة، رغم تفضيله الإقامة بأبوظبي حيث الراحة والرفاهية.

والقصر الجديد الذي بناه صلعوك سابق في الجنوب لم يستطيع تأمين حبة سيجارة في مسيرته “النضالية” حتى العام 2016 قبل ان تتبنى الامارات مرتزقته ضمن ترتيبات إماراتية أصلاً لتغييرات جذرية في السلطة الموالية للتحالف يتوقع أن يعلن فيها الزبيدي رئيساً لليمن من منظور اماراتي ويتخذ من عدن مقراً له.

وبغض النظر عن المنظر البهيج الذي اظهرته عدسات الفيديو وهي تقطع آلاف الأمتار لإظهار المشهد البديع للقصر المبني على الطراز المعماري العدني المنبثق عن الاحتلال البريطاني وحتى الأرض المنهوبة التي بني عليها ومصدر الأموال التي خصصت  لتشييده تبقى هذه الصورة مناقضاً تماماً للوضع في المدينة التي وعدتها الإمارات ذات يوم بدبي أخرى بينما في الأحياء السكنية يتضور غالبية السكان جوعاً مع استمرار تدهور العملة وانقطاع المرتبات وتفشى المخدرات وسط توقعات بشلل كلي للحياة مع تجاوز أسعار الصرف عتبة الـ2035 ريال للدولار.

حتى الجنود الذين قاتلوا في صفوف الزبيدي وضحوا من اجله، لم يعودوا قادرين على تأمين قوت يومهم، مع توقف مرتباتهم وتسريح آخرين، وكل ما يقضونه في اليوم لتأمين احتياجاتهم من الأموال نصب نقاط تفتيش على طول مداخل مدينة عدن لابتزاز سائقي المركبات القادمين من الشمال أو من محافظات شمال الجنوب بما في ذلك مسقط الزبيدي ذاته.

قد يكون مضى نحو 10 سنوات على احتلال عدن، وحتى استقرار حكومة التحالف فيها، لكن الوضع فيها حالياً يشير إلى أنها لا تزال في حقبة الاحتلال البريطاني حيث يتم شراء الولاءات بينما تموت الشعوب جوعاً.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com