“تقرير“| لماذا تأخر دخول اليمن على خط المواجهة في لبنان مع كيان الاحتلال..!

أبين اليوم – تقارير 

مع احتدام المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، الجناح الأهم للمحور وأكثرها قرباً من الاحتلال، واشتدادها بدخول العراق على الخط، يُثار تساؤل حول أسباب غياب بقية فصائل المحور عن المشهد وابرزها اليمن؟

وبغض النظر عن التحليلات التي ذهب إليها المطبعون العرب من تصوير تفكك المحور وحلمهم الازلي في ذلك، ثمة أسباب منطقية أخرى تكشفها المعطيات على الأرض، أولها أن المحور بدأ خطوات تصعيد تدريجية للتصعيد برزت بامتصاص العدوان الصهيوني في لحظاته الأولى ومن ثم الرد عليه بعقلانية وتركيز للهجمات على القواعد وبما يضع الاحتلال أمام أمر واقع بعيداً عن الهالة الإعلامية التي يحاول الاحتلال تصويرها كانتصار بتكثيف الغارات ولو على مناطق نائية أو قصف تجمعات سكانية بضراوة.

كانت عمليات حزب الله ذكية منذ اللحظة الأولى فبعد ساعات على شن الاحتلال أكثر من 1300 غارة وهي كفيلة باستنفاد قواه وارهاق قواته الجوية، بدأ الحزب رد تدريجي بقصف المناطق القريبة والقواعد في الوسط وصولاً إلى الجنوب وجميعها لا تزال تحمل رسائل للاحتلال بقدرة الحزب على تحويل حياة مستوطنيه المذعورين بمجرد سماع انفجارات إلى جحيم.

لا يزال التصعيد الصهيوني على لبنان في حدود معينة ولم يدخل بعد في الحرب الشاملة أو المواجهات البرية وكل ما يحاول فعله هو الضغط على لبنان للقبول بمبادرة أمريكية للسلام تتضمن انسحاب مقاتلي حزب الله من الحدود  والسماح بعودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة.

كان رد المقاومة اللبنانية حتى اللحظة بما يتناسب فقط مع التصعيد الصهيوني مع محاولة تقييده، وقد نجحت حتى اللحظة في ضوء تراجع التصعيد الصهيوني على لبنان وحديث مسؤوليه في الأمم المتحدة عن بحثهم عن أفكار للتهدئة، وهو ما يشير إلى أن اليمن الذي يعرف بصرامة هجماته وقوته وعدم ارتباطه بحسابات أخرى كان ضمن الخيارات الأهم للحرب الشاملة في حال توسعت رقعتها.

لم يأتي دور اليمن بعد فقط، باعتبار دخوله سيخلط كافة الحسابات إقليمياً ودولياً وسيعيد ترتيب الأولوية وقد نجحت قواته مؤخراً بتحقيق إنجازات على صعيد قصف عاصمة الاحتلال تل أبيب سواء بالصواريخ أو الطائرات المسيرة وهي حسابات لا تزال قوى إقليمية بما في ذلك داخل المحور تحاول تلافيها حتى لا ينزلق الوضع في المنطقة أكثر من الآن.

YNP