“تقرير“| لبنان بين خياري “العزلة” أو الانتصار..!
أبين اليوم – تقارير
للأسبوع الثاني على التوالي، تتعرض لبنان، الدولة التي بادرت مبكراً لنصرة غزة، للإرهاب الأمريكي – الإسرائيلي اكان جواً أو على البر، لكن ما هي خياراته في مواجهة تلك الضغوط وما إمكانية اعدائه بإخضاعه أو خوض حرب برية ضده..!
في آخر تصريح له، قال وزير دفاع الاحتلال يواف غالانت ان ثمة فرص كثيرة في لبنان ومخاطر كبيرة. كان غالانت يشير بالحديث عن الفرص إلى حالة الارباك التي احدثتها التفجيرات الإرهابية عبر أجهزة الاتصالات المحلية والتي تركزت في البيئة الحاضنة للمقاومة اللبنانية إضافة إلى الغارات التي استهدفت قيادات بارزين في الحزب خصوصاً قوة الرضوان التي تعد بمثابة رأس حربه في المواجهة على الجبهة الجنوبية. أما المخاطر فهو يشير إلى صعوبة التوغل براً.
فعلياً.. كل ما تتعرض له لبنان بدءاً بتفجيرات البيجر ووكي توكي وصولاً إلى الغارة في الضاحية الجنوبية واستهداف القيادي بالحزب إبراهيم عقيل واحمد وهبي ناهيك عن الغارات المكثفة خلال الساعات الأخيرة على طول المناطق المحيطة بنهر الليطاني لا تخرج عن استراتيجية “حافة الهاوية” التي تتعمد أمريكا فرضها كأمر واقع خصوصاً اذا ما قاست مخاوف خصومها من حرب شاملة..
والسيناريو الذي يجرى في لبنان حتى اللحظة لا يخرج عن تلك الصيغة لاسيما وانه يتزامن مع عروض أمريكية مستميتة على حزب الله ولبنان وحتى ايران بالموافقة على الخطة الأمريكية بشأن لبنان والتي تهدف أولاً لعزل لبنان عن معركة غزة..
وثانياً لإجبار المقاومة على الانسحاب من نقاط الحدود وبعمق أكبر بات يتجاوز المقترح الأمريكي بعشرين كيلو متراظ.
حتى الآن، تبدو من خلال جميع المؤشرات بفشل تلك الاستراتيجية، فحزب الله في آخر خطاب لأمينه العام تحدى الاحتلال بهجوم بري وقواته لا تزال قادرة على اطلاق عشرات الصواريخ دفعة واحدة، بينما في الجانب المقابل لم يعلن الاحتلال استدعاء مزيد من قوات الاحتياط او حتى التعبئة في صفوفهم نظراً لأن الحرب مع لبنان براً ستتطلب أكثر من ذلك..
والاهم هو الاحتشاد الأمريكي في البحر المتوسط والتأهب البريطاني والذي يعكس مخاوف هؤلاء من خروج الأمور عن السيطرة او دائرة الاحتواء ما قد يدفع بتدخل لإنقاذ الاحتلال.
قد يكون الاحتلال الإسرائيلي وجه وفق ما اعترف به قائد حزب الله ضربات موجعة للمقاومة سواء بتفجيرات البيجرات أو بالغارات، لكن المعطيات على الأرض تؤكد بأن الاحتلال وحلفائه لا يزالون النقطة الأضعف في المعادلة..
فرغم الاستهداف الكبير للبنان عسكرياً وتقنياً لا يزالون عاجزين حتى على احداث تغيير في خارطة المواجهة أو حتى اضعاف المقاومة.
أياً تكون حجم المؤامرة على لبنان، تبقى المقاومة حتى اللحظة حاجز الصد المنيع في مقارعة الاحتلال ومن خلفه دول متقدمة واستخبارات ذات إمكانيات لا محدودة، وهذه لوحدها مؤشر بانتصارها.