“تقرير“| لماذا أصرت القوات اليمنية على إحراق سفينة النفط “سونيون” هذه المرة.. وما تداعيات احراقها على واشنطن..!
أبين اليوم – تقارير
لأول مرة منذ بدء العمليات ضد الاحتلال الإسرائيلي وحلفائه في نوفمبر الماضي، اقرت القوات اليمنية بإحراق سفينة نفط ترفع علم اليونان رداً على خرق شركتها المالكة قرار اليمن حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية، فما أبعاد هذه الخطوة؟
على الرغم من تنفيذها أكثر من 180 عملية في البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي وصولاً إلى البحر المتوسط، واغراقها بشكل كلي أو جزئي عدة سفن مختلفة، إلا أن هذه المرة التي تعلن فيها القوات اليمنية اشعال النيران بسفينة نفط غربية.
كانت السفينة “سونيون” تعبر في البحر الأحمر عندما حاولت قوارب تابعة للبحرية اليمنية اعتراضها بشكل روتيني، لكن السفينة لجأت للاستعراض بالقوة بدلاً عن الدبلوماسية.
ووفق صور بثتها الشركة المالكة للسفينة وتداولها ناشطون على مواقع التواصل “تليجرام” فإن مسلحين على متن السفينة باشروا بإطلاق النار على قوارب البحرية اليمنية وهي الرواية التي اكدتها وكالتا رويترز وبلومبيرغ في تقارير نهاية الأسبوع الماضي.
لم يعرف ما إذا كان ثمة ضحايا جراء تلك المواجهات، لكن المؤكد أن طاقم السفينة اعتقد انه بالقوة التي ترافقه قد استطاع تأمين عملية سير السفينة عبر باب المندب والتي فشلت اساطيل أمريكية وغربية في تحقيقها منذ يناير الماضي.
لم يمر الوقت طويلاً على المواجهات بالأسلحة الآلية في محيط السفينة حتى جاء الرد المزلزل على شكل صواريخ وزوارق مسيرة اعطبت السفينة وأجبرتها على الانحراف، لكن تقارير إعلامية ومصادر ملاحية أفادت بأن القوات اليمنية لم تكتفي بذلك بل نجح فريق من صعود السفينة عقب إجلاء طاقمها واشعال النيران فيها وهو ما ظهر في صور أقمار صناعية حيث أظهرت 3 حرائق مختلفة على متن السفينة.
قد يحتمل احراق السفينة عدة احتمالات، ابرزها ان القوات اليمنية تحاول التخلص من النفط الموجود على متن السفينة بإشعاله ومنع تسربه إلى البحر..
وثانيها ان الحريق رسالة قوية لكل شركة تحاول تجاوز القرارات اليمنية بالقوة والاهم هو رسالة للقوات الأمريكية التي أعلنت قبل أيام إعادة نشر اسطول ثالث في البحر الأحمر تحت قيادة حاملة الطائرات “ابراهام لينكولن”.
قد يكون ثمة عدة رسائل من احراق السفينة بدلاً عن اغراقها، لكن المهم الآن ان العملية مؤشر على تصاعد في العلميات اليمنية ونوعيتها خلال الفترة المقبلة لاسيما مع ترقب دخول مرحلة جديدة عقب اعلان صنعاء المرحلة الخامسة لاسيما الرد المنتظر من المحور.
وفي السياق.. شهدت القوات الأمريكية، حالة استنفار غير مسبوق في المنطقة مع دخول العمليات اليمنية منعطف جديد.
وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي بدأ زيارة سرية تشمل دول حوض البحر الأحمر.. وتشمل الزيارة، وفق المصادر، الأردن ومصر والاحتلال الإسرائيلي.
ومع أنه لم يكشف بعد زيارة المسؤول الأمريكي التي تعد الأولى إلا ان توقيته يشير إلى علاقتها بالتطورات الأخيرة في البحر الأحمر والتي كان آخرها تسجيل عمليتين احدها استهدفت احراق شحنة نفط إسرائيلية على متن سفينة يونانية.
والزيارة لقائد الأركان المشتركة تأتي أيضاً بالتوازي مع قرار الاسطول الخامس تسليم قيادة القوات المشتركة المعروفة بـ”القوة المشتركة 153” والمنتشرة في البحر الأحمر لأستراليا بدلاً من مصر التي تسلمت في يوليو الماضي القيادة من الأردن.
وتشير هذه التحركات إلى مساعي واشنطن إعادة إحياء تحالفاتها لحماية الاحتلال والتي فشلت بتشكيلها خلال الفترة الماضية من عمر العمليات اليمنية في البحر الأحمر..
وتعكس هذه الخطوات أيضاً حالة استنفار امريكي من اقتراب الرد اليمني الأكبر خصوصاً وانه جاء بعد احراق “سونيون” حاملة النفط اليونانية والذي يعد الأول من نوعه ويعكس بدء الرد.
المصدر: الخبر اليمني