“تحليل“| انفجار تل أبيب.. اختراق أمني أم حرب أهلية..!

أبين اليوم – فلسطين المحتلة 

لأول مرة في تاريخها، تصحوا عاصمة الاحتلال الإسرائيلي على انفجار هائل، لكن بعيداً عن روايات الاحتلال تحمل العملية من حيث التوقيت أبعاد عدة فهل كان اختراق أمني أم ضمن صور الحرب الأهلية المرتقبة؟

وفق لمقاطع فيديو تداولها ناشطون في تل أبيب كان الانفجار الأقوى وقد اضاء المدينة بكاملها.. وبحسب رواية الاحتلال فإن الانفجار ناتج عن عبوة ناسفة رغم حديث وسائل اعلامه عن رواية مغايرة تتحدث عن حافلة مفخخة.

لم يتبنى احد العملية التي خلفت قتلى وجرحى، لكن الاحتلال حاول التلميح إلى أنها ذات أبعاد قومية في إشارة كما يبدو للحرب الاهلية التي باتت تطرق بوابة الاحتلال.

فعلياً.. تعد العملية تطوراً لافتاً لدى الاحتلال، فمن الناحية الأمنية قد تعد، وفق توصيفات بعض المحللين، اختراقاً أمنياً تأبي قوات الاحتلال الاعتراف به خشية تداعياته على الجبهة الداخلية للاحتلال والتي تشهد يوماً بعد آخر تفككاً مع فشل القبضة الأمنية التي كان الاحتلال يستعرض بها لإبقاء المستوطنين القادمين من دول الرفاهية الغربية قيد الإقامة في المدن المحتلة..

وهو من حيث التوقيت أيضاً قد يكون يحمل رسائل من فصائل المقاومة المختلفة سواء داخل فلسطين او خارجها  ابرزها قدرتها على الوصول إلى قلب الاحتلال لاسيما وان العملية جاءت بعد ساعات على اعتراف الاحتلال برصد طائرة مسيرة لمنزل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

الرد الأمني كان حاضراً في تصريحات قادة المحور العسكريين والسياسيين وهي تعني عمليات كهذه، لكن في ضوء عدم تبني اية جهة من المقاومة للعملية تبقى ضمن سيناريو الحرب الأهلية التي تعصف بالاحتلال أيضاً والتي تصاعدت وتيرتها مع فشل حكومة اليمين المتطرف واصرارها على السير بما بات يعرف لدى المعارضة بقيادة “اسرائيل” إلى الهاوية..

والأهم من ذلك أيضاً التوقيت فالعملية جاءت بعد يوم على تصريحات لمشاركين بتظاهرات الاسرى بتل ابيب يتوعدون فيها بالحرص على  قتل نتنياهو.

قد تكون العملية لم تخلف حصيلة كبيرة من الضحايا رغم شدتها إلا انها ستشكل حتماً مسماراً آخراً في نعش الاستقرار داخل الاحتلال وستعمق أزمة الذعر والرعب التي يعيشها بانتظار الرد الإيراني.