عطوان: “هدهد السيد” الثالث يخترق أكبر القواعد الجوية الإسرائيلية في الجليل ويوجه رسالة تحذير “ملغمة” من أي تدمير لمطار بيروت.. ما هي المعلومات التي كشفتها لنا مصادرنا عن هذا الاختراق الكبير.. ودعمه للانتقام اليمني الوشيك..!
أبين اليوم – مقالات وتحليلات
تحليل/ عبدالباري عطوان:
لنضع ما يسمى بإعلان بكين للمصالحة الفلسطينية جانباً، ونتجنب الوقوع في مصيدة مهرجان كامالا هاريس، وسيرك نتنياهو في واشنطن الدعائي التضليلي، ونركز على الأحداث الميدانية وعلى جبهات المواجهة السبع الأهم في منطقتنا، وآخرها العودة المظفرة لـ”هدهد السيد” الثالث، وكنز معلوماته الحربية الإسرائيلية المتطورة جدا التي حصدتها كاميراته الدقيقة في غارة اختراقية لكل الرادارات الإسرائيلية، والعودة بـ”غلة” من الاسرار والمعلومات والصور الحية لا تقدر بثمن.
صباح يوم (الأربعاء) نشر “حزب الله” فيديو مدته 8 دقائق على موقعه على قناة “تلغرام” الروسية الملكية، التقطته كاميرات “هدهد السيد” الثالث، في آخر اختراقاته لأجواء الجليل المحتل، يتضمن مشاهد حية دقيقة لتجهيزات قاعدة “رامات دافيد” الجوية الإسرائيلية بما فيها مهاجع الطائرات والمسيّرات الحربية، والمروحيات القتالية والاستطلاعية، ومنصات القبب الحديدية، وأقسام الصيانة، ومراكز وأجهزة الاتصالات، وغرف نوم الجنرالات.
هذه القاعدة تعتبر واحدة من أهم القواعد العسكرية الجوية الإسرائيلية والوحيدة في الشمال الفلسطيني المحتل، واعترفت القيادة العسكرية الإسرائيلية بحدوث هذا الاختراق، وصحة ما نشره الاعلام الحربي لحزب الله من صور ومعلومات، وهذا اعتراف نادر وغير مسبوق.
الإعجاز يتمثل في قدرة هذا “الهدهد الثالث” على اختراق الأجواء الإسرائيلية مثل شقيقيه والوصول الى القاعدة المذكورة وتصويرها، وفي وقت توضع فيه القواعد الجوية والارضية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى بعد اختراق مسيّرة يافا اليمنية، وغزوتها لقلب تل ابيب، وتوقع القيادة العسكرية الإسرائيلية لرد يمني كبير جدا في أي لحظة انتقاما للعدوان على ميناء الحديدة قبل أيام الذي لن يمر دون ثأر.
مصدر قيادي قريب من حزب الله، كشف لنا في إتصال معه، ان أهم المعلومات التي عاد بها “الهدهد الثالث” من غزوته الناجحة، هي كشف اسم ورتبة وصورة قائد قاعدة “رامات دافيد” الجوي، الى جانب كنز المعلومات العسكرية الأخرى، مما يعني ان القادة العسكريين الإسرائيليين باتوا معروفين وهوياتهم محفوظة في بنك اهداف “حزب الله” وبات من الممكن رصدهم والوصول اليهم، واكد ان قوات الحزب ومسيّراته قادرة على الوصول الى جميع الأهداف التي تم تصويرها.
وأضاف هذا المصدر ان هذا الفيديو الذي جاء تأكيداً لوحدة الساحات، والتنسيق الكامل بينها “هو رسالة تهديد الى دولة الاحتلال، من ان جميع هذه القواعد الجوية ستكون هدفاً في المواجهات القادمة، والأخطر من ذلك ان أي عدوان إسرائيلي على مطار بيروت سيتم الرد عليه فورا بقصف هذه القواعد الجوية، وكل المطارات الإسرائيلية وخاصة مطار اللد (بن غوريون في تل ابيب، ومطار رامون في النقب، ومطار حيفا).
اما النقطة الأهم في رأي المصدر المذكور آنفاً فتتلخص في ان “غلة” الهدهد الثالث من المعلومات عن الجنرالات الإسرائيليين وهوياتهم، وأماكن اقامتهم، ستُوظف في عمليات اغتيال لهم، اذا خرجت المسّيرات الإسرائيلية عن قواعد الاشتباك، باغتيال قيادات ميدانية لحزب الله خارج نطاق ميدان المواجهات العسكرية، وعندما استفسرنا عن هذه النقطة، قال لنا المصدر “ان يستشهد قادة من “حزب الله” في المعارك والمواجهات فهذا أمر عادي ضمن قواعد الاشتباك، لكن ان يتم اغتيال هؤلاء خارج ميادين هذه المواجهات فسيتم في هذه الحالة الرد بالمثل واغتيال هؤلاء الجنرالات”، والطيران المسيّر “الاستشهادي” او “الانغماسي” مؤهل ومستعد للقيام بهذه المهمة، أي استهداف الجنرالات في المستقبل القريب.
هداهد السيد و”حزب الله” تنتقل من انتصار الى آخر، وباتت توزع “خيراتها” على جميع الساحات، واليمنية منها على وجه الخصوص، وأبرز “ثمار” التنسيق” في هذا الصدد لجوء “مسيرة يافا” الى كنز المعلومات الاستخبارية العسكرية المفصلة اثناء تخطيط قيادة الجيش اليمني للعملية الأخيرة في قلب تل الربيع (تل ابيب) بمسيّرة يافا اليمنية التصنيع والتوجيه، وقتل إسرائيلي واصابة 10 آخرين، حسب البيان الرسمي الإسرائيلي، وعلى بعد بضعة أمتار من السفارة الامريكية، وفي شارع السفارات أكثر الشوارع أمنا في عاصمة دولة الاحتلال الاقتصادية والدبلوماسية.
نحن نعيش الآن في عصر “الهداهد” الذي يتفوق بمراحل على عصر طائرات “الميراج” و”الفانتوم” و”الافات 35 و16 و15″ ويلغي تفوقه، وهزائمه المهينة للجيوش العربية وجنرالاتها المتكرشة، ولن ينتهي هذا العصر، الذي بدأ لتوه، الا بالهزيمة الإجتثاثية الكبرى للمشروع الصهيوني، والفضل للمقاومة، ودرة تاجها “طوفان الأقصى”.. والأيام بيننا.
المصدر: رأي اليوم