أمريكا والسعودية ولعبة شد الحبل في اليمن.. فمن يكسب الرهان في ضوء التطورات الأخيرة.. “تقرير“..!

6٬683

أبين اليوم – تقارير 

تعود السعودية والولايات المتحدة مجدداً للعب على ورقة اليمن وقد تمكن البلد الذي كان محاصراً لسنوات ويتعرض لأبشع أنواع الحروب في العصر الحديث من إلتقاط أنفاسه والقفز خطوات متقدمة في سياق معركته التحررية إلى الأمام، فمن يكسب الرهان؟

في السعودية، يواصل ولي العهد محمد بن سلمان دعوة كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي إلى مقر إقامته وامله تشكيل لوبي ضغط في المؤسسة التشريعية الأمريكية تضم ديمقراطيين وجمهوريين على إدارة الرئيس بايدن لمواصلة المواجهة العسكرية في البحر الأحمر التي يؤمل عليها لتخفيف الضغط العسكري اليمني المرتقب ضد بلاده أو ربما لتأمين مرور النفط السعودي عبر البحر الأحمر.

حتى الآن نجح بن سلمان بتحرك داخل الكونجرس في ظل التقارير عن ترتيبات لرفع مذكرة رسمية لإدارة بايدن بمواصلة التصعيد وتبني استراتيجية جديدة في إشارة كما يبدو لتدخل بري يطمح له بن سلمان الذي ربط انخراط بلاده بتحالف أمريكا لحماية إسرائيل بعدة خطوة من ضمنها توجيه ضربة قوية لمن يصفهم بـ”الحوثيين”.

يدرك بن سلمان بأن قرار اليمن التصعيد عسكرياً اقترب أكثر، ومتأكد من أن هذه المرة ستكون حاسمة في ظل تنامي القدرات اليمنية التي اثبتت فاعليتها في البحر الأحمر وصولاً إلى المتوسط، وعلى يقين أيضاً بأن التصعيد المرتقب سيتخذ أشكال متعددة جواً وبحراً وليس بمقدور بلاده التي جربت حظها على مدى 8 سنوات مواجهة التحول الجديد في المواجهة..

وهو غير مستعد أيضاً للسير باتفاق سلام لحسابات منها العلاقات مع أمريكا ومساعي التطبيع مع إسرائيل، وحتى لا تصبح بلاده الهدف الأبرز لصواريخ اليمن ومسيراته وربما زوارقه المفخخة يحاول التعلق بثوب التصعيد الأمريكي..

لكن ما لا يدركه أن الولايات المتحدة التي جربت اساطيلها وصواريخها على مدى 7 أشهر حتى الآن بدأت طريق مختلف لما يسوقه قاداتها حول استعراض النفوذ وما تبقى من هيمنة..

فالتقارير الواردة من الاقبية الخلفية تفيد بأن إدارة بايدن تكثف تحركاتها الدبلوماسية عبر وسطاء عرب وخليجين بغية ابرام صفقة مع “الحوثيين” انفسهم  تتضمن عروض بامتيازات اقتصادية وتعول على هذه التحركات في ظل فشلها عسكرياً.

فعلياً.. تخوض السعودية وأمريكا صراع كبير في اليمن، فبينما تحاول السعودية الخروج من المستنقع عبر تفعيل المفاوضات التي تتوسط فيها عمان تدفع أمريكا لتصعيد عبر سفيرها ومبعوثها، وكلما هرعت السعودية لتصعيد قابلتها الولايات المتحدة بفتح قنوات اتصال ومفاوضات مع صنعاء.

خلافاً لما تستعرضه أمريكا إعلامياً وتحاول السعودية كتمه لتلافي مزيد من التصعيد، يبدو بأن الطرفان اللذان مرت علاقتهما بأوقات عصيبة منذ وصول بايدن إلى هرم السلطة في أمريكا لم تستثني حتى ولي العهد السعودي، يحاولان الآن تجريب لعبة شد الحبل في اليمن على أمل تلافي الضربات القادمة..

فالسعودية التي تتهم إدارة بايدن بالوقوف وراء إضعاف حربها على اليمن في البداية ورفضت الانخراط بتحالف “حارس الازدهار” تحاول التشبث بأمريكا ودفعها لقيادة الحرب، بينما الولايات المتحدة تحاول اشعار السعودية بأنها باتت في دائرة الخطر لأسباب تتعلق بابتزازها مالياً مع اقتراب الانتخابات واجبارها على تنفيذ أجندة أمريكية منها الاعتراف بإسرائيل.

أياً تكون الأهداف الخفية سواء للولايات المتحدة أو السعودية، تؤكد المعطيات بأن أياً منهما لم يعد مستعد للحرب في اليمن وقد جربا لهيبها لسنوات واشهر، ففي حين تشير المناورات عسكرياً و دبلوماسياً إلى محاولة كل طرف إجبار الآخر على عض أصابع الندم.

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com