الرياض| ما وراء قرار السعودية تصفير تصعيدها مع “قوات صنعاء“..!
أبين اليوم – الرياض
أعادت السعودية تصفير كافة خطوات التصعيد مع اليمن، فما أبعاد الخطوة من حيث التوقيت؟
قبل نحو 4 أشهر، بدأت السعودية تصعيد من الباطن عبر دفع السلطة الموالية لها في عدن بخطوات اقتصادية تصعيدية بدأت بقرار البنك المركزي في عدن باستهداف قطاع البنوك التجارية بذريعة “الإصلاحات” ولم تتوقف خطواته عند هذا الحد بل توسعت لتشمل العملة أيضاً..
وكذا قطاع النقل الجوي والمنظمات وقائمة أخرى من الخطوات كانت في الطريق.
كانت السعودية تعتقد انها باتت بعيداً عن المرمى مع تواصل الهدنة وقد اهلت قواها اليمنية للعب دور بالوكالة، وكانت تتوقع أن تؤدي هذه الخطوات لاستسلام صنعاء، لكن الرد في صنعاء كان حازماً.
في مطلع العام الجاري وجه قائد حركة انصار الله عبدالملك الحوثي تهديد صريح للسعودية مع وضعه معادلة جديدة للحرب القادمة مضمونها المطار بالمطار والبنك بالبنك والميناء بالميناء”..
حينها حاولت السعودية امتصاص الغضب اليمني بالتراجع عن التصعيد في قطاع النقل، وكانت أيضاً تعتقد بأن ذلك سيكون كافياً لتلافي أي تصعيد، لكن الرسائل اليمنية ظلت تصل السعودية تباعاً تارة مضمنة بيان عسكري لمتحدث القوات اليمنية العميد يحيى سريع وأخرى عبر اقبية الدبلوماسية.
لم تنجح السعودية بوقف زخم التصعيد اليمني الذي بدأ يتحرك لشرعنته شعبياً ودستورياً، وعندما رأت بأن حلقات الحرب الأخيرة اكتملت بخروج مليوني في ساحات اليمن سارعت فوراً وصاغرة لإلغاء كافة إجراءات التصعيد والعودة إلى اللعب بورقة المفاوضات عبر إلقاء كرة الاقتصاد في ملعبها.
بعد سنوات من التهدئة مع اليمن تعود السعودية للحرب برداء جديد ولو مهتري، ولم تكن تتصور الرد اليمني بعنفوانه والتفاف الشعب اليمني حوله، وعندما شاهدت التفاف الشعب والقيادة والتحولات في مسار القدرات اليمنية كماً ونوعاً قررت تأجيل المعركة إلى جولة أخرى والانسحاب في البداية حتى لا تجد نفسها غارقة في مستنقع جديد سبق لها وان عجزت عن الخروج منه سابقاً.