غزة| مجزرة رفح المروعة.. انتقام للهزيمة أم ترهيب لـ“الأونروا“..!
أبين اليوم – غزة
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، مجزرة مروعة في مدينة رفح، آخر ملاجئ السكان بغزة، يتزامن ذلك مع تطورات ميدانية وسياسية في ملف المدينة فما أبعاد المجزرة..!
قرابة 50 شهيداً تم انتشالهم من مخيم استهدفه طيران الاحتلال الإسرائيلي برفح وعلى الحدود المصرية بينما لا يزال العشرات، وفق مصادر إعلامية، تحت الأنقاض في حين تم نقل عشرات المصابين..
مع أن هذه المجزرة ليست الأولى وتعد الأقل بين المجازر الصهيونية اليومية بحق سكان غزة والمستمرة منذ أكتوبر الماضي إلا انها تعد الأولى من نوعها في رفح المكتظة بالسكان والتي سبق للاحتلال وان حددها منطقة آمنة..
والأهم أن المجزرة وقعت في تل السلطان الواقعة على مقربة من الأراضي المصرية. بالنسبة للاحتلال فقد بدت قواته مرتبكة تماماً فبعد أن زعم استهداف مسلحين من حماس وسوق أسماء قيادات من الضفة الغربية عادت وسائل إعلامه للحديث عن تشكيل لجنة تحقيق في العملية والاعتراف بأنها كانت تأوي مدنيين..
وبغض النظر عن هذا التناقض الذي سبق للاحتلال وان سوقه في كل جرائمه ووجد صدى له في بعض وسائل إعلام الغرب المنحازة له، تبدو المجزرة من حيث التوقيت ذات أبعاد أكبر مما يتم تداوله، فهي تأتي بعد ساعات على إعلان الاحتلال تقليص قواته شرق رفح بسحب لواء جفعاتي من هذه المناطق التي تشهد منذ أكثر من أسبوعين معارك غير مسبوقة فشل فيها الاحتلال من تحقيق أي تقدم على الأرض..
وباتت قواته هدفاً مركزاً لفصائل المقاومة هناك فهل كانت الغارات انتقام للاحتلال مع انهيار معنويات قواته ومحاولته استعادتها بتسجيل انتصارات خيالية ؟
قد يبدو الأمر كذلك، لكن للمكان أيضاً بعد فالمخيم تديره وكالة الانروا التابعة للأمم المتحدة، وتوقيت الغارات يشير إلى إنها تحمل رسالة للمنظمة خصوصاً وانها جاءت بعد ساعات على بدء الكنيست مناقشة مشروع قرار تصنيف المنظمة التي تتولى توزيع المساعدات وغوث اللاجئين “منظمة إرهابية” ضمن مخططه ابتزاز الأمم المتحدة لتحقيق اجندته سواء بالتهجير أو بالرد على قرارات العدل الدولية والجنايات الدولية وحتى الاعتراف الغربي بدولة فلسطين.
تتعدد أهداف الاحتلال بمجزرة رفح والتي لن تكون الأخيرة وتتنوع مزاعمه، لكن الحقيقة ان الاحتلال يمعن في هوايته اليومية بارتكاب مجازر الإبادة الجماعية بحق سكان غزة على امل تعويض خسارته على الأرض والتي فشل فيها في تحقيق أي أهداف استراتيجية باعتراف قياداته وسعيه الدؤوب لإنقاذ نفسه من المستنقع بالضغط على المقاومة للعودة إلى المفاوضات التي افشلها عندما اعتقد ان اجتياح رفح اسهل من الجلوس على الطاولة.