الأمانة..!
أبين اليوم – مقالات
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه الكريم {إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وَأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا} (الأحزاب:٧٢) اي ان السماوات والارض والجبال خفن من حمل الأمانة، وفي اعتقادي أن الأمانة التي خفن من حملها هي تلك المسؤلية في اتخاذ القرار والاختيار وأيضاً التصرف في إدارة الشؤون الشخصية والعامة.
الانسان عندما يقف أمام السماوات والأرض والجبال والبحار يدرك أنه لا شيء أمام عظمتها وعظمة الخالق سبحانه وتعالى ورغم كل ذلك فقد تحمل الأمانة التي ابت هي ورفضت حملها وهذا يدل على قدر وعظم هذه الامانة.
إن كل تلك المخلوقات تسير وفق نظام دقيق ومحكم للخالق المدبر الحكيم جل في علاه وهي بهذا تجنبت الاخطاء والمخاطر وسوء العواقب.
وبما ان الانسان اختار على نفسه حمل هذه الأمانة فإن الله العزيز الحكيم ومن منطلق رحمته وهو الرحمن الرحيم وهو ايضا الرؤوف بعبادة فقد تكفل بمساعدة الانسان و هدايته و توفير كل السبل التي تعينه وتمكنه من حمل هذه الامانة.
وعليه فإن كل الحواس التي يمتلكها الانسان وكل الامكانات والمقومات والوسائل المتوفرة هي أمانة وانت مسؤول عنها ومحاسب امام الله تجاهها في حال فرطت في حملها والقيام بما يلزم ويستوجب عليك تجاهها.
وهنا علينا ان ندرك جميعا اهمية حفظ هذه الامانة وحفظها هو في جعلها تسير وفق ما اراده الله سبحانه وتعالى وإلا فإن خسارتنا ستكون عظيمة في الدنيا والآخرة.
عبادة الله ونشر دينه وإقامة العدل والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك تسخير الامكانات المتاحة المتوفر منها في الانسان أو في الطبيعة من حوله لتحقيق ذلك امانه على الانسان.
فعلينا جميعا أيها الإخوة ان نتقي الله في مواقفنا وفي ما نعمل وفي ما نقول وعلى كل المستويات و الأصعدة الشخصية منها او العامة وان نتحرى رضى الله قبل كل شيء وهو ولينا وحسبنا واليه المصير.
بقلم/ توفيق المحطوري