موقع “الحرب على الصخور”: أستاذ الاستراتيجيات بكلية الحرب البحرية الأمريكية يناقش “المدرسة اليمنية الجديدة في الحروب البحرية”..“تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
إعداد/ يحيى محمد الشرفي:
ناقش تقرير لموقع “الحرب على الصخور” الأمريكي التابع للأمن القومي الأمريكي، كيف أن البحرية اليمنية من المحتمل أن تكون في عملياتها البحرية ضد سفن الشحن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية تقدم للعالم مدرسة جديدة وعصرية في الحروب البحرية مختلفة عن مدرسة الحروب التقليدية المعروفة، حيث يشير التقرير الذي كتبه “كيفن د. ماكراني” وهو أستاذ الاستراتيجية المقارنة في كلية الحرب البحرية الأمريكية، إلى أن التجربة اليمنية تكشف أنه لم يعد أمر السيطرة على البحار مقتصراً على من يملك الأسطول البحري الأضخم، وأنه بمجموعة من السفن الصغيرة جداً القادرة على حمل طوربيد واحد يمكنها أن تسبب أكبر تهديد للسفن الحربية العملاقة التي تملكها الدول العظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما نشهده اليوم في البحر الأحمر، على سبيل المثال.
يقول التقرير إن القوات اليمنية التي يسميها التقرير بـ”أنصار الله”، يكررون تجربة أتباع مدرسة جون إيكول الفرنسية في الحروب البحرية الفعالة وغير المكلفة في مواجهة الأساطيل الكبرى، والتي ظهرت (أي المدرسة) نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر خلال الصراع العسكري البحري بين فرنسا التي لم تكن تملك أسطولاً بحرياً وبريطانيا صاحبة أكبر أسطول بحري في العالم حينها..
حيث افترضت مدرسة “جون إيكول” أنه بإمكان فرنسا مواجهة البحرية البريطانية من خلال استخدام السفن الصغيرة رخيصة الثمن لا تتجاوز 200 ألف جنيه مع تركيب طوربيد عليها وبعدد قليل من البحارة لا يتجاوزون الـ12 فرداً، فسفينة صغيرة رخيصة الثمن محملة بطوربيد واحد و12 فرداً من البحارة يمكنهم إغراق مدمرة حربية عملاقة تكلفتها ملايين الجنيهات في ذلك الحين وتحمل طاقماً يبلغ 600 فرد.
غير أن الجدل ظل قائماً مطلع القرن العشرين بشأن فعالية هذه النظرية العسكرية في الحروب البحرية فبينما ظلت بريطانيا تدافع عن قدرات أسطولها البحري، ظل أصحاب مدرسة جون إيكول يدافعون عن نظريتهم بأنها فعالة عسكرياً ويمكن للجيوش الضعيفة والفقيرة هزيمة الجيوش البحرية الأقوى على مستوى العالم باستخدام هذه النظرية، لكن لم تحدث أي تجارب على أرض الواقع لقياس مدى صحة أو عدم صحة ما أتت به مدرسة جون إيكول.
اليمنيون يضيفون لمستهم في الحروب البحرية الحديثة:
في هذا التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” يشير الموقع الأمريكي، إلى أن الحرب الدائرة حالياً بين البحرية اليمنية والبحرية الأمريكية ومن معها في البحر الأحمر وخليج عدن، تمثل فرصة لدراستها من أجل معرفة مدى تأثير تغيير التقنيات التكنولوجية الحديثة وتأثيرها في طبيعة الحروب البحرية بين قوة بحرية ضعيفة لكنها تملك ما يؤلم العدو وأخرى قوة بحرية تقليدية تملك ترسانة من المدمرات الباهظة الثمن.
وهنا يصف الأستاذ بكلية الحرب البحرية الأمريكية، التجربة والطريقة التي أتى بها اليمنيون في حربهم البحرية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي تمثلت في استخدامهم أنواعاً مختلفة من تقنيات الأسلحة غير المكلفة نسبياً بما في ذلك الطائرات الجوية والبحرية بدون طيار بالإضافة إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية لمهاجمة السفن الحربية والسفن التجارية حول المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، يصفها بقوله: “يمكن القول إن الحوثيين يضيفون لمسة حديثة على أساليب مدرسة جون إيكول”.
ويشير التقرير إن الحجة التي أتى بها أصحاب مدرسة جون إيكول وهي إمكانية تعطيل السفن الحربية العملاقة بأساليب بسيطة، والتي لم تكن مقنعة في ذلك الوقت، وقت ظهور هذه النظرية نهاية القرن الثامن وبداية القرن التاسع عشر، يشير التقرير إن هذه الحجة التكنولوجية التي تطرحها مدرسة جون إيكول قد بدأت تظهر اليوم في الحرب البحرية في البحر الأحمر، مع اختلاف الأدوات المستخدمة فبدلاً من استخدام السفن الصغيرة والطوربيدات أتى اليمنيون بأنواع مختلفة من الصواريخ والطائرات بدون طيار غير المكلفة مادياً وذات الفعالية في الوقت ذاته.
ثمن باهظ للحفاظ على تفوق الدفاعات في المدمرات التقليدية:
ويشير التقرير إلى أن الحرب في البحر الأحمر أثبتت استمرار تفوق الأنظمة الدفاعية المحمولة على المدمرات التقليدية في مواجهة الأنواع المختلفة من أسلحة القوات اليمنية، لكن التقرير يشير إلى نقطة هامة جداً قد تكون حاسمة في هذه المعركة لصالح الطرف الأضعف، وهي التكلفة المالية الباهظة في قيمة هذه الأنظمة الدفاعية..
حيث يشير التقرير بالقول: “على الرغم من أن الأسلحة الدفاعية أثبتت فعاليتها بشكل عام ضد أسلحة الحوثيين الهجومية، إلا أن تكلفة استخدام هذه الأسلحة قد تكون باهظة على المدى الطويل، ويبدو أن حماية السفن بالصواريخ الدفاعية أكثر تكلفة من الصواريخ الهجومية والطائرات بدون طيار التي يستخدمها الحوثيون.
المصدر: المساء برس