فاجعة رداع..!
أبين اليوم – مقالات
ما حصل في رداع أمر مؤلم وجريمة ارتكبت بحق الشهداء الذين سقطوا والمصابين والمتضررين سواء كانت عن قصد أو بدون قصد ومهما كان الدافع وراء هذا العمل الذي لا يتقبله ولا يرضاه صاحب عقل أو فطرة سليمة، ويجب محاسبة مرتكبيها وهذا ما سارت فيه القيادة وهذا أمر مفروغ منه وأمر لا يمكن التهاون أو التساهل فيه أبداً.
وبناء على المعلومات التي وردت حول ملابسات القضية وما قابلها من إجراءات اتخذتها وزارة الداخلية ضد الفاعلين وما التزمت به على نفسها تجاه المتضررين وهو واجب ومسئولية عليها أمام ما حدث.
لا نستطيع إنكار الكارثة التي تسبب بها هؤلاء المغفلين والمعتوهين مع علمهم ان القيام بتفجير المنزل وان كان خالياً جريمة يعاقب عليها القانون حتى وان كان منزل شخص مجرم وقاتل وما أصاب المنازل المجاورة نتيجة هذا العمل الجبان وما نتج عنه من استشهاد وجرح اصحاب تلك المنازل كارثة وجريمة كان عليهم ان يدركوا ذلك ولذا عليهم أن يتحملوا مسؤولية ما اقترفت ايديهم ولسنا هنا في مقام الدفاع وقد وقعت الكارثة وسينال مرتكبها العقوبة وفق الشرع والقانون وإقامة القسط والعدل امر إلهي وعقوبة الله لا مناص منها على من ظلم وخالف وخرج عن الحق والعدل.
كما ان الأمر المهم الذي يجب أن يلزمه ويلتزم به الجميع هو توخي العدل في كل شي في مواقفنا وكلامنا وما ننشر من احاديث وما نتبنى من مواقف يقول المولى عز وجل {يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ لِلَّهِ شُهَدَآءَ بِٱلۡقِسۡطِۖ وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰٓ أَلَّا تَعۡدِلُواْۚ ٱعۡدِلُواْ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (المائدة:٨)
ويقول أيضاً: { ۞ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ إِن يَكُنۡ غَنِيًّا أَوۡ فَقِيرٗا فَٱللَّهُ أَوۡلَىٰ بِهِمَاۖ فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلۡهَوَىٰٓ أَن تَعۡدِلُواْۚ وَإِن تَلۡوُۥٓاْ أَوۡ تُعۡرِضُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٗا} (النساء:١٣٥) صدق الله العظيم..
والحقيقة ان ما حصل أمر مؤسف ومؤلم وجريمة ولا مبرر لها وان لم يكن مقصدهم القتل ولم يتوقعوا تضرر المنازل المجاورة وحدوث ما حدث..
وكما قلت لست في مقام الدفاع عن الفاعل أو المجرم لكن ليس من العدل والانصاف الاستغلال والتوظيف وتجيير القضية عن ما هي عليه كما لا يجوز السكوت عن مرتكبيها وقد تم إحالتهم للمحاسبة والقضاء كما يجب علينا ايضا ان نراعي الله في ما نقول ونعمل وان نكون جميعا محضر خير وان نشد على يد القيادة للقيام بدورها وواجباتها تجاه الوطن والمواطنين وقضايا شعبنا وأمتنا ولا نترك مجال للمغرضين والحاقدين الاصطياد في الماء العكر ومما هو معروف لدى الجميع الصديق والعدو رفض القيادة لمثل هذه التصرفات وطالما حذرت من ارتكابها مراراً وتكراراً وتوعدت مرتكبيها بالعقاب وهو ما لمسناه بفضل الله والقيادة ولا حول ولا قوة إلا بالله..
ونسأل الله الرحمة للشهداء والشفاء العاجل للمصابين ونسال الله ان يجبر مصاب اهاليهم ويلهمهم الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون.
بقلم/ توفيق المحطوري