رؤية للتعامل مع القضية الجنوبية وبدء معركة تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة..!
بقلم/ حسين زيد بن يحيى
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على أحد ما آلت إليه الأوضاع في المحافظات الجنوبية من سوء.. وهذا المسار كان متوقعاً من البداية ليس فقط كنتيجة طبيعية للاحتلال والعدوان السعودي الإماراتي وعداء تلك الدويلات التاريخي لليمن أرضاً وإنساناً.
لكن هو – أيضاً – مآل حتمي للقوم الظالمين والفاسدين.. فعلاً شكّل غياب قيم وأخلاق الإسلام والقبيلة في المحافظات الجنوبية بسبب المرحلة الاستعمارية ومن ثم فترة الإشتراكي واستكملت حلقاتها بعد حرب وتكفير صيف 1994م.. وأنعكس ذلك في ممارسات وسلوك قطعان المليشيات التكفيرية التابعة للعدوان السعودي الإماراتي وما ارتكبته من جرائم يندى لها جبين البشرية ضد أسرى الجيش واللجان الشعبية..
لهذا طبيعي ان ينزل الله غضبه على القوم الظالمين والفاسدين.. وهذا ما يُلاحظ في سوء الحال والإنفلات الأمني وسعار تلك المليشيات المنفلتة في المحافظات الجنوبية المحتلة.. وأصبح واقع الحال اليوم في الجنوب ناضج لإعلان الثورة وبدء معركة تحرير المحافظات الجنوبية المحتلة..
نضوج الظروف الذاتية للثورة في الجنوب ليست كافية لوحدها لإنطلاق الجنوبيين في معركة التحرير والاستقلال الذي يخوضها الجيش واللجان الشعبية، وذلك بسبب تراكمات عدة يجب حلها أولاً.. وفي اعتقادنا تتمثل تلك الإشكاليات في الآتي:-
1- أي معالجة للقضية الجنوبية يجب أن تبدأ أولاً بإدانة حرب وتكفير الجنوب صيف 1994م.
2- لابد من طرح مشروع متكامل لتصفية آثار تلك الحرب الظالمة وتسوية أوضاع الكادر الجنوبي العسكري والمدني المتضرر منها مع إستعادة أملاك الدولة الجنوبية المنهوبة.
3- نقد الأخطاء التي وقعت مع دخول اللجان الشعبية 2015م وتوريطهم فيها من قبل بعض الأطراف والذي ترافق مع تغييب متعمد للقوى الوطنية الجنوبية.. واقع جعل اللجان الشعبية دون حاضنة شعبية تحميها.
.. إن البدء بتنفيذ خطوات جادة لإعادة الإعتبار للشراكة الوطنية الجنوبية هو في نظرنا إعادة إعتبار للشعب اليمني الذي كان موحداً قبل قيام الوحدة 22 مايو 1990 وبعد الوحدة أساء شريكا الوحدة لليمنيين وحملا الوحدة اليمنية عبء عدم جديتهم في بناء دولة لكل اليمنيين في ظل وحدة قابلة للاستمرار وتأكد عدم جدية شريكا الوحدة في إندلاع الحرب بينهما صيف 1994م ومن ثم إنطلاق الحراك الجنوبي رفضاً لها وبعده ثورة فبراير 2011م لإسقاط النظام..
إنتصار ثورة 21 سبتمبر 2014م كان كفيلاً بحل كل الإشكالات الشائكة الذي يعاني منها المجتمع اليمني.. لكن للأسف الاختراقات الأمنية الداخلية والإقليمية للحراك الجنوبي حوّل الجنوب إلى حاضنة لقوى الوصاية الذي طردت من صنعاء لتستقر في عدن.. كان يمكن معالجة تلك الاختلالات لكن جاء عدوان 26 مارس 2015م وطابور قوى فتنة 2 – 4 ديسمبر 2017 لتحول دون وحدة قوى التحرير والاستقلال من المهرة إلى صعدة..
وحيث أن القيادة الثورية والسياسية في صنعاء جادة في دفع المحافظات الجنوبية للشراكة في معركة التحرير والاستقلال الذي يخوضها الشعب اليمني وطليعته الجيش واللجان الشعبية وتحت قيادة السيد العلم عبدالملك بدرالدين الحوثي.. نرى ضرورة توفر بعض المتطلبات الموضوعية للدفع بأحرار الجنوب الرافضين للإحتلال السعودي الإماراتي ومليشياته الوهابية التكفيرية لإعلان الثورة وتتمثل في التالي:-
1- طرح مشروع سياسي يستوعب المظلومية الجنوبية وفي نظرنا يتمثل ذلك في الحد الأدنى بطرح قانون (الحكم المحلي كامل الصلاحيات للمحافظات) لمرحلة انتقالية لخمس سنوات بعد تحرير المحافظات الجنوبية وبعدها العودة للشرعية الشعبية من خلال إنتخابات حرة ونزيهة ومباشرة.
2- أن تكون بداية جادة في التعامل مع قوى الثورة الجنوبية بعيداً عن القوى التقليدية الذي اعتادت صنعاء فرضهم ممثلين للجنوب منذ سبعينيات القرن الماضي وما بعد حرب صيف 1994م.
3- نظراً للشحن المناطقي والجهوي منذ 1994م وحتى اليوم يجب أن يحظى الجنوبيين بالثقة والصلاحية الكاملة.. والبداية أن يكون محافظي المحافظات الجنوبية من نفس المحافظة والمتواصلين مع مناطقهم.. وفي الحد الأدني أن يكونوا من المهجرين قسراً بسبب العدوان 2015م… وأن لا يكونوا جزء من أمراء حرب وتكفير صيف 1994م أو النظام السابق.
4- أهل مكة أدرى بشعابها.. لهذا لابد أن يرافق ذلك خطاب إعلامي جديد بمفردات جنوبية ومن أحرار وثوار الجنوب ومجاهديه وعدم استفزاز الجنوبيين بمفردات النظام السابق على سبيل المثال مصطلح (المحافظات الجنوبية والشرقية) المرفوض جنوباً.
5- ربط المحافظات الجنوبية مباشرة بالمنطقة العسكرية الرابعة المعنية والمكلفه من القيادة الثورية والسياسية بمعركة تحرير الجنوب.. ويلزم محافظي المحافظات الجنوبية خلال فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر بالبدء بتحقيق بعض المتطلبات أهمها:-
أ- فتح مكاتب إتصال لها بالعاصمة صنعاء للتواصل مع أبناء محافظاتهم بيسر.
ب- فتح مواقع إلكترونية إخبارية تغطي أخبار محافظاتهم وعلى أن تكون جسر تواصل مع أبناء محافظاتهم بالداخل.
ج- بتنسيق مع قيادة المنطقة العسكرية الرابعة يتم إنشاء قوى عسكرية من أبناء المحافظة يشكلون مقدمة للجيش واللجان الشعبية عندما توجه القيادة الثورية والسياسية ببدء معركة تحرير المحافظات الجنوبية.
د- بتنسيق مع قيادة وزارة الداخلية على كل محافظة أن تعد كادر أمني في صنعاء والداخل الجنوبي لفرض الأمن والإستقرار في المحافظة عند تحريرها.
6- مكون أنصار الله مكون وطني ويجب أن ينعكس ذلك في بنيته التنظيمية من خلال شراكة أبناء المحافظات الجنوبية فيه وليس بالالتفاف على التمثيل الجنوبي من خلال فرض أسماء من المحافظات الشمالية أو الجنوبيين المقيمين بصنعاء الهاربين من الجنوب بسبب الصراعات الجنوبية – الجنوبية.
7- التعامل مع الجنوب يجب أن يكون بحذر من خلال إختيار الأفضل والأكثر تواصلاً بمجتمعاتهم المحلية والذين سبق وخبرهم أبناء محافظاتهم والجنوب بتحمل المعاناة والمظلومية الجنوبية إبان النظام السابق.
8- المناصفة بين الشمال والجنوب في المرحلة الإنتقالية كانت رؤية أنصار الله وحتى يوجد الشريك الجنوبي في معركة التحرير والاستقلال يتم تنفيذها.. مرحلياً كون المجلس السياسي الأعلى رمز سيادي وهو مع الأسف تأسس بالشراكة بين مكون أنصار الله وشركائه والمؤتمر الشعبي وحلفائه.. وتم فيه تغييب للجنوب كشريك الوحدة وهو ما ينظر إليه – جنوباً – إستمرار لنهج حرب وتكفير صيف 1994م..
وكجنوبيين ثوار تعرفنا ساحات الثورة في الجنوب والشمال، سنواصل المشوار لفرض شراكة تمثيل الجنوب فيه وان يكون نائب رئيس المجلس السياسي الأعلى ممثلاً للجنوب وليس لحزب.. ومن هنا يجب أن تكون بداية التعامل الجاد والندي والصادق مع القضية الجنوبية والذي يجب البدء به فوراً.
بالتأكيد هذه الرؤية فيها قصور.. لكن صدق النوايا والولاء لله والتسليم لعلم الهدى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي سيوحد الجنوبيين في رؤية عملية قادرة على تحريك الداخل الجنوبي وصولاً نحو إنتصار معركة التحرير والاستقلال بتحرير كل الوطن اليمني من المخاء/الحديدة إلى حوف /المهرة.
حسين زيد بن يحيى
محافظ محافظة أبين
13 يناير 2021