مجلة “جايكوبين“ الأمريكية: ما يحدث في البحر الأحمر حرب أمريكية غبية بلا أفق..!
أبين اليوم – واشنطن
قالت مجلة أمريكية، الإثنين، إن ما يحدث في البحر الأحمر هو حرب أمريكية غبية ضد اليمن غير محسوبة النتائج.
وأوضحت مجلة جايكوبين الأمريكية، إن خطوات بايدن العسكرية ضد اليمن غير شرعية قانونًا، إذ لم يقرّها الكونجرس الأمريكي. وأشارت إلى أن بعض أعضاء الكونجرس من مختلف التوجهات، يشككون في الأساس القانوني لقصف بايدن لليمن، والذي يتحول بعد أسبوعين من القصف إلى خطر متزايد لشيء أكبر بكثير وأسوأ بكثير.
ولفتت إلى أن ما بُدء بثلاث وسبعين غارة جوية على اليمن في 11 يناير، سرعان ما تحول إلى ست جولات إضافية من القصف (أقل توسعًا) من قبل القوات العسكرية الأمريكية والبريطانية، وهو الآن على وشك أن يصبح، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، حملة عسكرية مستدامه، بحسب تصريحات مسؤولين أمريكيين للصحيفة، الذين رجحوا أن تستمر لسنوات مثل الحروب الأمريكية السابقة في امنطقة، إلا أنهم ليس لديهم أية فكرة عن متى ستنتهي فعلًا.
وأضافت أنه حتى الآن لم يتبين أن الضربات العسكرية الأمريكية على اليمن حدت من قدرات الحوثيين، حيث قاموا بزيادة هجماتهم على الشحن وتوسيع أهدافهم لتشمل السفن الأمريكية.
وأوضحت أن ما يحدث في البحر الأحمر “يحمل كل ما يؤهله لوصفه بأنه حرب أمريكية غبية أخرى بلا أفق في الشرق الأوسط تعتمد على التفكير السحري ورفض معالجة السبب الجذري وراء تلك الحرب، وكل ذلك يتم على نحو متسرع بناءً على نزوة بايدن وبدون أدنى تفويض من الكونغرس.
وسخرت المجلة من مزاعم عدد من المسؤولين الأمريكيين بأن الضربات العسكرية الأمريكية هي ضربات محدودة وتستهدف معسكرات محددة، وأنها ليست حربًا، قائلة: إن مجرد قصف دولة لا يعتبر حربًا هي وجهة نظر غريبة تتبناها فقط الهيئة السياسية في واشنطن وليست ثابتة، إذا كان من المملكن على سبيل المثال أن تطلق إيران أو الصين أكثر من مائة قنبلة موجهة بدقة على أكثر من ستين هدفًا داخل التراب الأمريكي مثل القواعد والبنية التحتية العسكرية الأخرى، وقتل خمسة أشخاص وهو ما فعله بايدن في اليمن في 11 يناير، هل سيتجاهل أي شخص في أمريكا، ولا سيما الكونجرس، هذا الأمر ببساطة باعتباره “قصفًا محدودًا”؟، لا بالطبع. سيتم التعامل معه كما هو: عمل حربي، وفق المجلة.
وأضافت: ولن يكون هناك فرق إذا اقتصرت الضربات على الأهداف العسكرية الأمريكية، ففي نهاية المطاف كان الهجوم الياباني على القاعدة البحرية الأمريكية في هاواي هو الذي دفع الولايات المتحدة إلى دخول الحرب العالمية الثانية. ولا يزال هذا الخط من التفكير يحمل وزنًا أقل الآن، بعد أن أثبتت ضربات بايدن، كما توقع الكثيرون، أنها بعيدة كل البعد عن كونها “ضربة واحدة”.
وذكرت المجلة أنه في حين أن الحوثيين غير معترف بهم دوليًا كحكومة شرعية في اليمن، إلا أنهم أقرب ما يمكن أن تصل إليه في الظروف الحالية، يعدون جهة فاعلة على مستوى الدولة، وقد تنقسم السيطرة الجغرافية لليمن إلى ثلاثة أقسام، لكن الحوثيون يحكمون المناطق التي تضم 70-80% من السكان، بما في ذلك العاصمة، حيث توجد مؤسسات الدولة الحيوية، ومنظمات الإغاثة الدولية، وقطاع الاتصالات في البلاد، وأجزاء مهمة من الصناعة.
كما أنهم يسيطرون على الميناء الذي يستقبل معظم واردات البلاد والمساعدات الخارجية، وتضم حكومتهم العديد من الوزراء غير الحوثيين الذين سبق وأن تولوا مناصب في الحكومات السابقة، بما فيهم وزراء من الحكومة السابقة في عهد عبدربه منصور هادي الذي قضى معظم وقته في السعودية، قبل إطاحتها به، ثم اعتقلته في العام 2022.
وبيّنت بأن الإدعاء بأن بايدن قادر على قصف اليمن طوعًا أو كرهًا لأن الحوثيين ليسو حكومة “حقيقية” هو أمر مشكوك فيه للغاية.
وأشارت إلى أن أقوى الحجج التي تبرر ما يفعله بايدن هو المبدأ القائل بأن الرئيس يمكنه أن يأمر الجيش بالرد بسرعة على الهجمات على الأمريكيين. ومن الواضح أن البيت الأبيض يشير إلى هذا المنطق عندما يصف ضرباته على اليمن بأنها أعمال ”دفاعية” أو مسألة ”دفاع عن النفس“، مشيراً إلى أن الحوثيين هددوا السفن الأمريكية في البحر الأحمر.
لكن بايدن- تضيف المجلة- الذي تعرض للكثير من الانتقادات، لم يكلف نفسه عناء محاولة التعامل مع القضية بالوسائل الدبلوماسية.
أصدرت إدارته ببساطة تحذيرات علنية للحوثيين بالتوقف، وطلبت من إيران، التي لها تأثير محدود على الحوثيين، الضغط على الجماعة لإنهاء الهجمات، في حين رفضت القيام بالشيء الوحيد الذي أوضح الحوثيون صراحة أنهم يريدونه: وقف دعم الحرب الإسرائيلية على غزة ودعم وقف إطلاق النار. كما لم يظهر بايدن أي مؤشر على أنه سيسعى للحصول على إذن من الكونجرس لما يقول مسؤولوه إنها ستكون عملية عسكرية طويلة الأمد ومفتوحة.
وماذا يعني “الدفاع عن النفس” هنا؟ اعترفت إدارة بايدن بعد أيام من الضربات الأمريكية الأولية على اليمن بأنها “ليس لديها قائمة بالضحايا من هذه السفن التجارية”، مما يشير إلى أنه لم يكن هناك أي أمريكيين قتلوا بسبب هجمات الحوثيين في الوقت الذي أمر فيه بايدن بالقصف، تقول المجلة.
“كيف تعرضت السفن الأمريكية للتهديد من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في المقام الأول؟ لأنه تم نشرها هناك، أيضًا بشكل منفرد، من قبل الرئيس الأمريكي كجزء من عملية عسكرية موجودة مسبقًا، وهي عملية تهدف إلى حماية “حرية تدفق التجارة الدولية”، أو على الأفضل، تجارة واقتصاد دولة أجنبية (إسرائيل) والتي ليست حليفة معاهدة للولايات المتحدة.
صرح الأدميرال نائب براد كوبر، قائد القوات البحرية الأمريكية في القيادة المركزية البحرية الأمريكية، أن “الوجود البحري في البحر الأحمر الجنوبي كان متقطعًا على أفضل تقدير” قبل بدء هذه العملية، بينما الآن هو “أكبر تواجد سطحي وجوي في البحر الأحمر الجنوبي منذ سنوات”، مما يعني أن سفن الولايات المتحدة لم تكن تحت تهديد قبل ديسمبر”.
وتوضيح المجلة بأن “الشيء الذي دفع بايدن إلى التفكير بجدية في شن ضربات على اليمن كان حادثة 31 ديسمبر/كانون الأول، حيث استجابت المروحيات الأمريكية لنداء استغاثة من سفينة تجارية كان الحوثيون يحاولون الصعود إليها، وتعرضت لإطلاق نار من قوارب الحوثيين ( وقتلت المروحيات الأمريكية بعد ذلك) عشرة أفراد من طاقمهم).
وبالمناسبة، فإن سفينة الحاويات التي كان الجيش الأمريكي يدافع عنها لم تكن أمريكية، بل كانت سفينة ميرسك هانغتشو، التي تبحر تحت العلم السنغافوري وكانت متجهة إلى إسرائيل. ومع ذلك، سرعان ما أصدرت الإدارة تحذيرها الأخير بأن “العواقب” ستتبع إذا استمرت هجمات الحوثيين”، حسب المجلة الأمريكية.
ونفت الصحيفة أن يكون الحوثيين شكلوا أي تحديد على السفن الأمريكية أو استهدفوا جنودًا أميركيين في البحر، قبل الهجمات التي شنتها عليهم القوات الأميركية في الـ11 من يناير، مؤكدة أن الذرائع الأميركية للعدوان على اليمن غير صحيحة، وأن القوات الأميركية هي التي أشعلت الفتيل من خلالها هجماتها على اليمن وقتل جنود البحرية اليمنية.