“وكالة رويترز“.. أداة أمريكية إسرائيلية في الحرب النفسية ضد اليمنيين..!
أبين اليوم – مقالات وتحليلات
كلنا يتذكر قبل أن يشن “التحالف العربي” بقيادة السعودية، عدوانه على اليمن عام 2015، كيف تم إستخدام الإعلام العربي، الذي يدور 80 بالمائة منه بأموال الدول العربية النفطية، لشيطنة اليمنيين، من أجل تبرير العدوان الذي شُن بذريعة “إعادة الشرعية”، وكيف واصل هذا الإعلام شيطنته لليمنيين وبشكل أكثر كثافة، عندما فشل العدوان في كسر إرادة الشعب اليمني، عبر التشكيك بقدرات اليمنيين، والتقليل من شأن إمكانياتهم الذاتية في تصنيع اسلحتهم والدفاع عن انفسهم.
هناك من برر حجم الاكاذيب والافتراءات والدجل وتزييف الحقائق التي لجأت إليه دول العدوان، عبر تجنيد امبراطوريات إعلامية ضخمة وجيوش جرارة من باعة شرف الكلمة في مقابل حفنة من الدورلات، بهدف التغطية على فضيحة الهزيمة أمام شعب اعزل حارب بصدور عارية جيوشاً عربية مجهزة بأحدث الأسلحة الغربية، ومدعومة من “أقوى” دول الغرب وعلى رأسها أمريكا، فكان لابد من شيطنة اليمنيين، واظهارهم على أنهم يستمدون قوتهم من الخارج، وأن دورهم ينحصر في إستخدام أسلحة تهرب اليهم، وتنفيذ أوامر تصدر إليهم من الخارج.
لكن وبعد سنوات تبين للمعتدي أنه أخطأ في حساباته، بعد أن تبين له وبشكل لا لبس فيه، انه لن يكون بمقدوره كسر شوكة الشعب اليمني، وكسر بأس رجاله الاشداء، فتراجع عن كل أهدافه، واستسلم لمنطق الأشياء، وطرق أبواب الوسطاء، لإيجاد مخرج له من مستنقع اليمن، الذي ما دخل إليه من غاز إلا وغرق فيه، أو خرج مهزوماً مدحوراً، فاليمن كان وسيبقى مقبرة الغزاة وعصياً على التطويع والتبعية.
اليوم يعود أعداء اليمن الحقيقيين، الذي كانوا يختبئون وراء واجهات عربية في الحرب التي شنت على اليمن عام 2015، وهم أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الغربية، ويتصدرون مشهد العدوان على اليمن، بعد أن وقف اليمنيون موقفهم المشرف بنصرة أهل غزة، عبر إستهداف السفن الاسرائيلية والتي التي تتعامل تجارياً مع الكيان الاسرائيلي، بهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.
اللافت هذه المرة أيضاً أن الأعداء الأصليين لليمن، ساروا على ذات النهج الإعلامي الفاشل لـ”اشقاء اليمن من العرب”، حيث بدأوا بشيطنة اليمنيين، والتقليل من شأنهم، واظهارهم على أنهم ينفذون أجندات خارجية، وانهم ليسوا في موقع من يتحدى الغرب والكيان الاسرائيلي، وان هناك جهات تسلحهم وتدربهم وتستخدمهم لتنفيذ “اجنداتها”، في حرب نفسية ستواجه ذات المصير الذي واجهته الحرب النفسية لـ”التحالف العربي”.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، سننقل جانباً من هذه الحرب النفسية البائسة التي يشنها الغرب على اليمن عبر أداته المعروفة “وكالة رويترز” البريطانية، التي نشرت مؤخراً تقريراً، لا يمكن وصفه إلا بالبائس، بعد ان كشف عن حيرة امريكا والغرب من قوة اليمنيين وبأسهم وشجاعتهم، فلم يجدوا إلا الكذب سلاحاً، للتغطية على عجزهم عن دفع اليمنيين للتراجع عن دعم وحماية غزة، ومهاجمة السفن الاسرائيلية.
يقول تقرير رويترز: “أن إيران، التي سلحت ودربت ومولت الحوثيين، كثفت إمداداتها من الأسلحة للجماعة في أعقاب إندلاع الحرب في غزة بعد أن هاجمت حماس المدعومة من إيران إسرائيل في السابع من أكتوبر.. كما قدمت طهران طائرات مسيرة متطورة وصواريخ كروز مضادة للسفن وصواريخ باليستية يمكنها إصابة أهدافها بدقة وصواريخ متوسطة المدى للحوثيين الذين بدأوا استهداف السفن التجارية في نوفمبر”.
وجاء في التقرير أيضاً: “وقالت جميع المصادر إن قادة ومستشارين من الحرس الثوري الإيراني يقدمون أيضاً دعماً من الخبرة والبيانات والمعلومات الاستخباراتية لتحديد أي من عشرات السفن التي تمر عبر البحر الأحمر يومياً وتتجه إلى إسرائيل لتشكل أهدافاً للحوثيين الذين صنفتهم واشنطن على قوائم الإرهاب”.
اللافت ان كل هذه المعلومات نقلتها رويترز عما اسمته “4 مصادر إقليمية ومصدرين إيرانيين” دون أن تكشف عن هذه المصادر رغم خطورة المعلومات التي ادلوا بها، واللافت أكثر انها لجأت إلى شخصيات معروفة بعدائها لليمن ولحركة أنصار الله ولمحور المقاومة وداعمة للسياسة الأمريكية ومقربة من الدول العربية التي شنت العدوان على اليمن، لتأييد ما جاء على لسان المصادر المجهولة.
من هذه الشخصيات التي استعانت بها رويترز للترويج لاكاذيبها والتقليل من شأن اليمنيين، يمكن الإشارة الى عبد العزيز الصقر رئيس مركز الخليج (الفارسي) للأبحاث، و أدريان واتسون المتحدثة بإسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، وعبد الغني الإرياني الباحث في مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية..!
المضحك أن باقي مصادر رويترز، التي ايدت اكاذيبها وزادت عليها فهي كالتالي: “مصدر إيراني مطلع” و “مصدرين كانا سابقاً من قوات الجيش اليمني” و “مصدر إقليمي كبير” و “مسؤولاً أمنياً مقرباً من إيران” و …، الى باقي قائمة مصادر تقرير رويترز.
لم نكن نتصور يوماً أن ينحدر حال الإعلام والصحافة الغربية، إلى هذا المستوى من الانحطاط ليكذب بهذا الشكل الفاضح، لأننا كنا نعتقد أن “القوي” لا يلجأ للكذب، ولكن ظهور محور المقاومة، الذي أثبت للعرب والمسلمين، ان قوة الغرب، يكمن في ضعف العرب والمسلمين، واذا ما تمكن العرب والمسلمون ان يثقوا بانفسهم ويتوكلوا على الله ، فانهم سيكسرون حاجز الخوف، عندها فقط سيظهر الغرب امامهم على حقيقته ضعيفا عاجزا، كما هي الان امريكا وربيبتها “اسرائيل”، وليس هناك ما هو ادل على هذا الضعف والعجز، من تقرير رويترز الخائب.
بقلم/ محمد سعيد
المصدر: العالم