إذا غاب العدل تسيد الظلم والطغيان..!
أبين اليوم – مقالات
بقلم/ جمال عوض الزامي
بعد أن مللنا من التحذيرات في ما يخص الحق الفلسطيني وبعد تمادى العدو في صلفه واجرامه بحق إخواننا في غزة وبعد أن فشل مجلس الأمن الدولي في وقف العدوان على أبناء غزة
بعد أن عجز العالم وأغلب العرب والمسلمين ولتأكيد العجز العربي والإسلامي هناك 52 دولة عربية وإسلامية عقدت قمة وكان أهم مطالبها وقف العدوان وكسر الحصار عن غزة.
بعد ان تداعت أمريكا وبريطانيا وأعلنت دعمها وتأييدها ووقوفها مع الكيان النازي عسكرياً وسياسياً وفي كل المجالات..
ماذا كانت تظن أمريكا ومن سار خلفها في عداءها للشعب الفلسطيني.. ماذا كان ينتظر الجميع من الشعب اليمني والقوات المسلحة اليمنية.. هل ينتظرون أن نقف موقف المتفرج أو أن نساوم على حساب دماء أطفال ونساء وشيوخ غزة وأن نخون مبادائنا وقيمنا..
إذا كان الشعب اليمني لم يساوم على ذلك ووقف مناصر للمظلومين في كل إصقاع الأرض من عهد ذو القرنين والملك ذو نواس هل كان ينتظر المستكبرين والعملاء والمنبطحين أن نساوم على عروبتنا وإسلامنا.. كيف ونحن شعب الأنصار وقد أنعم علينا الله بقائد وعلم هدى لم يعرف التاريخ الحديث مثله.
الموقف اليمني المساند والداعم لأبناء الشعب الفلسطيني هو الموقف الطبيعي الذي يتناسب مع عظمة وحجم اليمن وهو الموقف الحق.
جذوة الصراع والحرب والخوف من توسيع نطاق الصراع والخوف الأمريكي المزعوم من انزلاق المنطقة نحو حرب إقليمية.. فالسبب هو التعنت والصلف والاجرام الصهيوني والتماهي الأمريكي بل والانحياز والمشاركة الأمريكية الواضحة مع العدو الصهيوني في حرب الإبادة أو التطهير العرقي ضد أبناء غزة.. ولولا الدعم الأمريكي والبريطاني والغربي لذلك الكيان لما تمادى في إجرامه.
قرار قائد الثورة الذي نفذته القوات المسلحة في ضرب أم الرشراش “إيلات“ وفي اعتراض السفن الإسرائيلية واستهدافها في البحر الأحمر والبحر العربي وكذلك منع أي سفن من الدخول الى الموانئ الإسرائيلية.. ذلك القرار هو قرار الشعب والقيادة تلبية لرغبة الشعب والجيش نفذ هذا القرار على أرض الواقع.
وهناك شرعية شعبية ومطلب شعبي بأن يتم إتخاذ مثل هذا القرار وهذا التفويض وهذه الشرعية ليست شرعية الشعب اليمني وحده بل كل الشعوب العربية والإسلامية وكل شعوب العالم حتى الشعبين الأمريكي والبريطاني فالارادة الشعبية وصرخات الشعوب جميعها نددت بالمجازر الذي يرتكبها ذلك الكيان بحق أبناء غزة وخروج الشعوب في مسيرات حاشدة ليل نهار ضد تلك المجازر..
وايضاً شعوب الدول الداعمة للكيان خرجت تندد بمواقف حكامها وتطالب بوقف هذه الجريمة البشعة.. كذلك الأمم المتحدة قراراتها أكدت على ذلك الموقف الشعبي وطالبت بالوقف الفوري لهذا العدوان الإجرامي والحصار.. لكن ما الذي حصل.. هل اوقف حكام الكيان ذلك العدوان
هل تراجعت أمريكا وبريطانيا عن مواقفها..!
هل استطاعت قمة الـ52 العربية والإسلامية وقرارات الأمم المتحدة وقف ذلك العدوان.
فالذي حدث بأن أمريكا وبريطانيا وبعض دول الغرب تداعت وشكلت تحالف الإزدهار الذي ولد مشوه من أجل ارتكاب عدوان آخر وجريمة أخرى ضد الشعب اليمني هذا الشعب الذي فوض قيادته في إتخاذ ذلك القرار الإنساني بعد ان ماتت إنسانية الحكام ولم تستطع إنسانية الشعوب أن تكبح جماح حكامها.. فالقرار اليمني هو القرار الإنساني والقانوني والحكيم أيضاً.
فمن أراد عدم توسيع الصراع ومن أراد السلام والأمن في المنطقة وفي العالم يجب ان يقف مع القرار والموقف اليمني.. كيف تتحدث أمريكا عن السلام وهي تتمادى في دعمها للحرب على المدنين العزل في غزة الفلسطينية..
كيف تتحدث عن السلام وهي تشرعن وتدعم الإحتلال وضياع الحق الفلسطيني.. كيف تتحدث عن الأمن والسلام العالمي وعن أمن الملاحة البحرية وهي تعمل على التصعيد وهي من تقوم بتعزيز تواجدها العسكري في البحر الأبيض والأحمر والعربي.
كيف ستكون تلك الدولة حامية لأمن الملاحة وهي ترتكب جرائم وتشن عدوان إرهابي قادر ضد الشعب اليمني..
فاالموقف اليمني هو مرهون بوقف العدوان ورفع الحصار عن أهلنا في غزة.. وغزة الفلسطينية والشعب الفلسطيني جزء من الأمة العربية والإسلامية وجزء من الإنسانية وليسوا وحوش ادمية كما وصفهم ذلك النازي رئيس حكومة الكيان الغاصب.. وبدل أن تعمل امريكا وبريطانيا على وقف تلك الجريمة البشعة قامت بارتكاب جريمة مماثلة بحق الشعب اليمني..
أمريكا وما ترتكبه من حماقات ليس من أجل تأمين الملاحة وهي تعلم ذلك جيداً أيضاً ليس من أجل مصلحة اقتصادية بل من أجل مصلحة جيو سياسية..
ونعيد ونكرر ونقول بأن وقف العدوان الصهيوني ورفع حصاره الظالم عن غزه هو واجب ديني وإنساني وأخلاقي بل وقانوني فإذا أراد العالم سلام المنطقة وسلام العالم يجب أن ياخذ الشعب الفلسطيني حقه فالاحتلال هو الظلم والحرية هي العدل وإذا غاب العدل تسيد الظلم والطغيان..