قرار سيادي وطني وثوابت منهجية..!

4٬680

أبين اليوم – مقالات 

مع تزايد عمليات الإبادة الجماعية وارتكاب المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني في غزة كان من الضرورة بمكان أن تتخذ قيادتنا الثورية الحكيمة جملة من التدابير لمواجهة الصلف الصهيوني من خلال حزمة من الإجراءات كان أهمها إستهداف الموانئ التابعة للكيان الصهيوني (ميناء إيلات تحديداً)..

بالإضافة إلى قرار منع حركة مرور السفن الاسرائيلية في البحر الأحمر وباب المنذب وفي مواجهة العنجهية العسكرية للكيان الصهيوني وإستمرار عمليات القتل الممنهجة بحق الشعب الفلسطيني صعدت قواتنا المسلحة من عملياتها العسكرية تبعاً لذلك وتم إتخاذ مواقف واضحة في التعاطي مع القضايا الأساسية التي تمس أمن اليمن وتدعم التوجة القومي لليمن وتعاطيها مع القضية الفلسطينية، القضية المركزية للشعوب العربية.

لذلك كان قرار منع مرور السفن في البحر الأحمر و التي تحمل بضائع أو مواد بإتجاه الموانئ الاسرائيلية أحد أهم القرارات السيادية والتي تدخل في إطار المواقف القومية الثابتة التي تنتهجها قيادتنا الثورية والسياسية دعماً للشعب الفلسطيني وقضيتة العادلة.

لذلك نرى أن هذه القرارات بمجملها قرارات شجاعة تندرج في إطار السيادة الوطنية والثوابت القومية وتتبيث لمصداقية توجههنا السياسي.

ويبقى السؤال الأهم هل الموقع الإستراتيجي سيغير المعادلات الإقليمية والدولية؟ باعتقادي بأن الموقع الإستراتيجي كان أحد الأسباب الموضوعية التي عملت على تغيير المعادلات (سياسياً واقتصادياً وحتى على المسار العسكري) ولكن السبب الرئيسي في تغيير تلك المعادلات هو مصداقية التوجهات للقيادة الثورية والسياسية بالإضافة إلى انتهاج تلك القيادات سياسة منهجية علمية ومدروسة في تطوير القدرات العسكرية وتطوير المفاهيم السياسية والتي من خلالها تمكنا فعلاً من تغيير المعادلات على كل المسارات وأصبحنا نحن من نتحكم بقواعد الاشتباك (متى وأين) وان نفرض ثوابث سياسية و اقتصادية على الاطراف الاخرى ( الكيان الصهيوني وقوى الاستكبار العالمي) والتي اربكت سيناريوهات تلك القوى الاستعمارية.

ومصداقاً لما نقول ما يحصل اليوم من شلل شبه تام لإقتصاد الكيان الإسرائيلي بسبب عزوف الكثير من شركات الملاحة الدولية عن التوجة لميناء إيلات أو اضطرارها لتغيير خط الملاحة إلى مسارات بحرية أكثر كلفة (رأس الرجاء الصالح على سبيل المثال).

وختاماً لهذه المشاركة نقول بأن على تلك القوى الاستعمارية وعلى الكيان الصهيوني أن يعيد حساباته ويدرك بأننا ماضون في تنفيذ أهدافنا الوطنية والقومية وأن اي محاولات (من قبل تلك القوى الاستكبارية) في تغيير تلك الأهداف بالقوة العسكرية سوف تكون وبالٱ عليهم وعلى قواتهم اقليميٱ وحتى لا تضطر قواتنا المسلحة إلى إتخاذ تدابير احترازية منها إغلاق ذلك الممر البحري الهام.

بقلم/ سمير المسني/
محلل سياسي
“منقول من صحيفة الميثاق”

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com