مع إعلان التحالف الجديد.. هل يكتب اليمن نهاية الوجود الأمريكي في المنطقة.. “تقرير“..!

5٬923

أبين اليوم – تقارير 

تقرير/ حلمي الكمالي:

تزامناً مع إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل تحالف عسكري دولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب لحماية “الكيان الإسرائيلي”، في محاولة لفك الحصار اليمني المفروض على الموانئ الإسرائيلية، في خطوة سيكون لها تداعيات خطيرة على أمن واستقرار المنطقة والعالم.. فهل سيجرؤ الأمريكي تفعيل هذا التحالف لشن أي حماقة ضد اليمن؟ وهل سيكون قادراً على مواجهة المعادلة اليمنية التاريخية؟!

التحالف الأمريكي الذي أعلن من “الكيان الإسرائيلي” بغياب عدد من وكلاء واشنطن في المنطقة وعلى رأسها السعودية والإمارات، وكذلك غياب ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، أبرز حلفائها في أوروبا وآسيا على التوالي، هو بلا شك تحالف هش وضعيف، يعكس فقط المساعي الأمريكية البائسة التي فشلت في مواجهة المعادلة اليمنية التاريخية، إذ يسعى الأمريكي للخروج بأي شيء ممكن تقديمه للحفاظ على حضوره المتهالك على المسرح الإقليمي.

وتأكيداً على هشاشة هذا التحالف، فقد نفت وزارة الدفاع الإسبانية، مشاركتها في التحالف بعد ساعات قليلة من إعلان وزير الدفاع الأمريكي قائمة تضم 8 دول مشاركة في التحالف بينها إسبانيا، في فضيحة أمريكية مدوية تكشف عدم وجود أي رؤية واضحة للتحالف وأنه مجرد لائحة ديكورية لإخفاء الفشل الأمريكي في التعامل مع المستجدات الطارئة في المنطقة.

بالتالي، فإن إحتمالية أن يقدم التحالف الأمريكي على شن حرب من أي نوع على اليمن، تبقى احتمالات ضعيفة، نظراً للكثير من الأسباب والاعتبارات، أهمها مخاوف الأمريكي من ردة فعل اليمن، وهي المخاوف التي أجبرت كهنة البيت الأبيض على الدوران حول الأرض لأيام وأسابيع بحثاً عن مستغيث، لمن يعيد الاعتبار لبوارجها الحربية التي أغرقتها قوات صنعاء في قاع البحر، وهي تصطاد السفن الإسرائيلية الواحدة تلو الأخرى على مقربة منها في البحر الأحمر.

ومع ذلك، تبقى هناك احتمالية أن يقوم هذا التحالف بأي حماقة تجاه اليمن، وهنا يمكن التطرق للتداعيات المتوقعة حدوثها سريعاً من هذه الخطوة الخطيرة، وأبرزها أننا قد نذهب إلى حرب إقليمية كبرى، فالحرب على اليمن اليوم هي حرب إسرائيلية أمريكية صريحة ومباشرة على كل شعوب الأمة العربية والإسلامية المساندة لغزة، تحمّل في طياتها حقيقة المخطط الصهيوني للتخلص من شعوب الأمة بدءاً من سلبها مقداستها وحريتها وكرامتها.

لذلك، ولما يملكه اليمن من قدرة على إتخاذ القرار، وامتلاكه عديد الخيارات العسكرية والإستراتيجية، إضافة إلى إرادة شعبية قوية ومساندة لهذه الخيارات، يمكن التأكيد أن الرد اليمني قد لا يتوقف عند مستوى أي حماقة قد يرتكبها هذا التحالف، بل أن الرد قد يكون واسعاً ومدوياً وقد يطال كل المصالح الأمريكية في المنطقة، وقد رأينا كيف أن قوات صنعاء تمكنت من فرض معادلتها البحرية أمام كل القطع البحرية للقوى الغربية التي تشارك وتتبنى هذا التحالف، دون أن تحرك ساكناً.

علاوة على ذلك، يمكن أيضاً التعريج على وضع التحالف الأمريكي السابق الذي تقوده بغطاء سعودي إماراتي ضد اليمن، منذ أكثر من 9 سنوات، والذي مُني بالفشل الذريع على كافة الجبهات والمستويات، ولم يحقق طوال كل هذه المدة أي نصر عسكري يذكر، في وقت أصبح لدى صنعاء وقواتها خبرة في مواجهة الأخطار الخارجية، وتحولت في خضم حرب هذا التحالف إلى قوة كبيرة تصنع التحولات والمعادلات على المستوى الإقليمي والدولي.

ومن الناحية العسكرية، فإن التحالف الأمريكي لا يستطيع فعلياً توفير أي حماية للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر،  فالمدمرات والبوارج الحربية لا تستطيع تغطية المساحات الشاسعة التي يملكها اليمن على إمتداد البحر، بالتالي يمكن للقوات اليمنية استهداف السفن من أي نقطة، ناهيك عن امتلاكها أسلحة بحرية دفاعية وهجومية قادرة على التعامل مع القطع الحربية العدائية أو استهدافها بشكل مباشر.

إلى ذلك، فإن الخيارات العسكرية والسياسية للعدو لا تمنحه ما يريد في ما يخص فك الحصار اليمني المفروض على الموانئ الإسرائيلية، وهذا ما ترجمته صنعاء ميدانياً بالأمس عندما استهدفت سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر، بعد ساعات قليلة من زيارة وزير الدفاع الأمريكي إلى المنطقة لبحث الإعلان عن هذا التحالف، وهي رسائل تحذيرية مباشرة لا شك أن الأمريكي يفهم مدلولها.

فهذه الرسائل العسكرية، تؤكد أن صنعاء ماضية ومستمرة في فرض الحصار البحري على الكيان الصهيوني، وأن كل التهديدات والتحركات الأمريكية في المنطقة، لا يمكن أن تنجح في فك الحصار اليمني المفروض على الموانئ الإسرائيلية، وأن الخيار المتاح والاسهل والوحيد لتحقيق ذلك، محصور فقط من خلال المسارعة برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.

استناداً للواقع والوقائع، ولكافة تصريحات المسؤولين في صنعاء، فإن اليمن سيواصل حصاره البحري على الموانئ الإسرائيلية، أياً كانت مآلات التطورات الساخنة أو التحركات الأجنبية القائمة، فكل التحالفات والتشكيلات لا يمكن لها أن تحرف مسار البوصلة اليمنية بإتجاه الإنتصار لفلسطين وغزة كما أثبت التجارب والوقائع السابقة، وما على الأمريكي إلا أن يرفع الحصار عن غزة أو أن يستمر في حصد الخيبات والمزيد من الهزائم والضربات المتوالية، في وقت تشير التوقعات إلى أن هذا التحالف الغربي الجديد ضد اليمن، قد يكون بداية لنهاية الوجود العسكري الأمريكي من المنطقة.

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com