قراءة وتحليل.. الإسرائيلي يبلع الهزيمة التي تلقاها من اليمن ويتجه لإشراك الأردن والسعودية معه.. “تقرير“..!

5٬901

أبين اليوم – تقارير 

تحليل/ يحيى محمد الشرفي:

مع توسع الضربات التي يوجهها الجيش اليمني ضد كيان الإحتلال الإسرائيلي في فلسطين المحتلة، والتي كان آخرها إتخاذ خطوة فرض الحصار البحري الكامل على الكيان من الجزء الجنوبي عبر قرار صنعاء بمنع مرور جميع السفن الإسرائيلية من مضيق باب المندب والبحر الأحمر واعتبار كل السفن الإسرائيلية هدفاً مشروعاً للقوات المسلحة اليمنية، وتنفيذ هذا القرار بعد ساعات قليلة من إعلانه رسمياً من خلال تنفيذ القوات البحرية اليمنية عملية نوعية ضد الكيان الإسرائيلي انتهت بالسيطرة على السفينة الإسرائيلية (جلاكسي ليدر) في الـ19 من نوفمبر الجاري..

برزت تساؤلات مهمة على مستوى الداخل الإسرائيلي وعلى مستوى الوطن العربي وعلى مستوى الدول الكبرى الحليفة للكيان الإسرائيلي، وأبرز هذه التساؤلات هي كيف سيتعاطى الكيان الإسرائيلي مع الجبهة اليمنية التي لم يكن الكيان وحلفاؤه بما فيهم أمريكا يضربون حساباتهم على أن تكون بهذه القوة والجرأة والشجاعة والحرفية.

وفي الوقت الذي كان فيه الداخل الإسرائيلي ينتظر من حكومة نتنياهو أن تسارع إلى الرد على التطور الهام الذي قام به الجيش اليمني والذي مثل ضربة قوية جداً ضد الاقتصاد الإسرائيلي، بدى الموقف الرسمي الإسرائيلي وكأنه يحاول تقبل الهزيمة وتجاوز الصفعة التي وجهتها البحرية اليمنية ومحاولة احتواء الموقف وتهدئة المعارضة الإسرائيلية بوعود ضبابية وعبارات فضفاضة بأن نتنياهو سيرد على الجبهة اليمنية في الوقت المناسب، ما يعني أن الرجل يبدأ لتسويق فكرة تقبل الهزيمة وابتلاعها.

وفي أول تعليق على عملية البحرية اليمنية والسيطرة على السفينة الإسرائيلية وإعلان قطع الملاحة الإسرائيلية من البحر الأحمر، قال مكتب رئيس الحكومة “ندين الهجوم الإيراني على السفينة الدولية التي اختطفها الحوثيون إلى اليمن، وهذه السفينة تملكها شركة بريطانية ولا يوجد على متنها أي مواطن إسرائيلي”.

رئيس أركان الإحتلال هرتسي هاليفي، قال في مؤتمر صحفي أيضاً موجهاً حديثه لليمن “نحن في أي وقت في جاهزية للقتال بمناطق أخرى”، وهذا التعليق تحديداً قوبل بسخرية من الإسرائيليين في الداخل والخارج عند مقارنة هذا التصريح بحقيقة ما يحدث في الجبهة الشمالية للكيان الإسرائيلي وعدم قدرة الكيان على الرد على المقاومة اللبنانية وحزب الله التي تشعل الجبهة الشمالية للكيان يومياً وبشكل تصاعدي في حدة المعارك والقصف.

أما رئيس الحكومة نتنياهو فقد سارع للرد الإعلامي فقط قائلاً: في المرة الأولى “نحذر من تصرفات الحوثيين ونستعد للرد على أي هجوم علينا ونحن منتبهون وعلى أعدائنا أن ينتبهوا لذلك”، وفي المرة الثانية حين سُئل نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عن سبب عدم الرد على الضربات اليمنية وعلى عملية السيطرة على السفينة الإسرائيلية قال نتنياهوا: “نحن مستعدون للرد على أي هجوم ضدنا وليس قولاً فقط”.

أما سفير الإحتلال لدى الأمم المتحدة، جلعاد إردان فقد علق على الأمر بالقول: “من الواضح لنا أن الحوثيين منظمة يمولها وينظمها رأس الأخطبوط – إيران، وفي اليوم التالي بعد الحرب في غزة سيتعين على إسرائيل أن تواجه مسألة ما إذا كنا سنستمر في الإنتظار أبداً أم أنه سيكون من الضروري أن تكون هناك عملية إسرائيلية فيما يتعلق برأس الأخطبوط”.

أما على مستوى ما ينشر في الصحافة العبرية التي تعبر عن الموقف الحقيقي للكيان بشقيه الحاكم والمعارضة، فقد صب في خانة توزيع التهديد مابين الإحتلال والأردن والسعودية، وتصوير التهديد اليمني على الكيان لا يستهدف الكيان فقط وإنما يشمل أيضاً الأردن والسعودية، حسب الرواية الإسرائيلية التي يجري ترويجها الآن لأهداف تتعلق بحشد إسرائيل أطراف أخرى إقليمية إلى جانبها من أجل تسليمها مهمة القضاء على هذا التهديد.

وقد يقول قائل، إن ردود الفعل (الكلامية) الإسرائيلية تجاه ما تعرض له الكيان من قبل الجيش اليمني، قد تكون تصريحات تطمينية لصنعاء كي لا تستعد لأي ضربة توجهها إسرائيل على أي هدف هنا أو هناك في اليمن ولو حتى لاستعادة ماء الوجه أمام الشارع الإسرائيلي وأمام المجتمع الدولي الغربي..

غير أن ما يؤكد أن الإسرائيلي يتجه بالفعل لإقناع جمهوره والمعارضة بتقبل الضربة من اليمن في الوقت الحالي وربما على الدوام، لعدم قدرته الفعلية على الرد ولمخاوفه من ردة الفعل اليمنية تجاه أي خطوة إسرائيلية غير محسوبة العواقب ومخاوفه مما قد يخبئه الجيش اليمني للكيان الإسرائيلي، إذ أن من يقدم على خطوة فرض الحصار البحري بالكامل بل ويبدأ بتنفيذ قراراته بمصادرة سفينة عملاقة كـ”جلاكسي ليدر” فإنه بالتأكيد لم يقدم على خطوة كهذه إلا وهو مستعد لمواجهة أي رد فعل مباشر أو غير مباشر وسواء كان رد الفعل من الإسرائيلي ذاته أم من حليفه الأمريكي، ويدرك الإسرائيلي إن صنعاء أعدت نفسها لكل السيناريوهات، ولهذا فإن ابتلاع الهزيمة أنسب قرار لنتنياهو رغم صعوبته ومرارته.

رغم ذلك لا يزال هناك ما يؤكد أن الإسرائيلي قد اتجه لابتلاع الهزيمة ومحاولة تجاوزها، وهو ما يظهر من تصريحات مسؤوليه وتناولات وسائل إعلامه البارزة، حيث تصب جميع هذه التصريحات والتحليلات في خانة توزيع الصفعة التي تلقاها الكيان عليه وعلى السعودية والأردن عبر ترديد اسطوانة “العدو المشترك” و”التهديد المشترك”، محاولاً تسويق أن الخطر الذي يتهدد الكيان من اليمن هو خطر يتهدد السعودية والأردن أيضاً، وهو بذلك يحاول جر السعودي والأردني إلى صفه في تشكيل جبهة عسكرية لمواجهة صنعاء أو على الأقل لتوجيه ضربة خاطفة في اليمن حتى وإن كانت مجرد إجراء شكلي لاستعادة ماء الوجه وذلك لإدراكه حقيقة استحالة القضاء على التهديد اليمني، خصوصاً وأن الجانب الأمريكي الشريك لإسرائيل في الحرب على غزة يؤكد باستمرار للكيان الإسرائيلي وخصوصاً بعد خطوة البحرية اليمنية الأخيرة، بأن الحل الوحيد بشأن الجبهة اليمنية هو محاولة تحييد التهديد اليمني فقط وليس القضاء عليه.

وبالمحصلة فإنه وحتى هذه اللحظة فإن خلاصة الموقف الإسرائيلي تجاه إعلان اليمن الحرب على الكيان ثم فرض الحصار البحري الكامل عليه من الجنوب ثم تنفيذ القرار باحتجاز إحدى سفنه، هو كالتالي:

أولاً: ابتلاع الهزيمة ومحاولة إحتواء الموقف، ثانياً: تصوير التهديد اليمني ضد الإحتلال على أنه تهديد مشترك للكيان والأردن والسعودية، ثالثاً: إستدعاء شماعة “إيران” واستثمار ما حدث للتحريض الإسرائيلي ضد إيران لدى المجتمع الدولي، وأما السفينة فقد قرر الإسرائيلي التخلي عنها نهائياً بعد ذهابه إلى شركة التأمين ومطالبتها بدفع تعويضات وهو ما يعني قرار إسرائيل بعدم المطالبة بالسفينة واعتبارها قد ذهبت وإلى الأبد.

وفيما يلي يسرد “المساء برس” عناوين ما جاء في الإعلام العبري بشأن التطورات اليمنية في مواجهة الكيان الإسرائيلي:

– القناة 11: “منذ عام 48 لم يتجرأ اي زعيم عربي على تهديد إسرائيل بهذه الصورة التي يفعلها الحوثي”.

– يديعوت أحرونوت: “إسرائيل ليست وحدها في مواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة من اليمن، وهناك البحرية الأمريكية تبحر في البحر الأحمر، هناك العديد من أنظمة الدفاع في السعودية والأردن أيضًا”.

– يديعوت أحرونوت: “التهديد الثاني من اليمن هو صواريخ كروز، صواريخ تسمى “قدس 3″، وعلى عكس الصاروخ الباليستي، فإن صاروخ كروز يطير بنمط يصعب التنبؤ به ومراقبته، وبالتالي ليس من السهل اعتراضه أيضًا، لأنه سلاح ذو بصمة رادارية صغيرة تجعل من الصعب اكتشافه”.

– الصحفي يوآف زيتون: “سيتعين على إسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستدافع ليس فقط عن عربة، بل ستبدأ أيضًا بهجوم في اليمن”.

– مصدر عسكري اسرائيلي لقناة 13: “ستضطر إسرائيل في وقت لاحق هذا المساء إلى اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستبدأ بمهاجمة اليمن أيضًا… الجبهة الداخلية تحقق في سبب عدم تفعيل أجهزة الإنذار”.

– إذاعة الجيش الإسرائيلي: “مع تواصل الضربات من اليمن تحرك سفينة حربية إسرائيلية للبحر الأحمر”.

– هيئة البث الإسرائيلية: “المسؤولون الأردنيون قلقون من توسع خطر الحوثيين في اليمن”.

– مراسل القناة 14: “المؤسسة الأمنية على عِلم بالهجوم الذي شنته اليمن ضد إسرائيل”.
– وسائل إعلام إسرائيلية: كل أجهزة الرصد لأسلحة الجو والبحر والبر لم تنجح في اكتشاف المسيّرة التي وصلت إلى “إيلات” على رغم من أنها موجّهة نحو اليمن.

– وسائل إعلام إسرائيلية: المحاولات من اليمن ستستمر رغم كل طبقات الحماية والطائرات الحربية التي تجري دوريات في البحر الأحمر
– وسائل إعلام إسرائيلية: بعد الهجمات اليمنية يظهر أنّ السعودية على الرغم من كل الدعم الأميركي لم تأخذ شيئاً من “أنصار الله”

 

المصدر: المساء برس

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com