لماذا خرج غوتيريش عن “السردية الغربية“ للصراع في الشرق الأوسط..!
أبين اليوم – تحليلات دولية
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الثلاثاء في كلمة ألقاها أمام جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث الوضع في الشرق الأوسط: ان “من المهم أن ندرك أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ، وأن هذه الهجمات لا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي الذي تشهده غزة.. من أجل التخفيف من هذه المعاناة الهائلة، وتسهيل توزيع المساعدات بشكل مضمون، وتسهيل الإفراج عن الرهائن، أكرر دعوتي إلى وقف إطلاق نار إنساني فورا”.
الإعراب:
– من النادر أن نسمع مثل هذا الكلام من مسؤول أممي أو غربي، ليس الآن فقط، بل خلال العقود الماضية أيضاً، فهو كلام يتجاوز السردية “الاسرائيلية” التي فرضتها على العقل الغربي، عبر ليّ عنق الحقيقة والتجاوز على التاريخ، وإظهار الصراع “الإسرائيلي الفلسطيني” وكأنه صراع بين “دولة” وهي “اسرائيل”، وبين مجموعة من الارهابيين، يريدون ايذائها والنيل من استقرارها وتهديد وحدة اراضيها.
– كلام غوتيريش، لا يشكل إدانة لوحشية قوات الإحتلال الإسرائيلي فقط، بل لداعميه من الامريكيين والغربيين، فهو يدرك ان “اسرائيل” ما كانت لتقدم على مثل هذه الجرائم في القرن الحادي والعشرين وأمام مرأى ومسمع العالم، لولا الدعم الأمريكي الغربي الأعمى، والذي جعلها تشعر أنها فوق القانون، عندما أعرب في كلمته عن “قلق عميق بشأن الانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي التي نراها في غزة”. واكد قائلاً: “لنكن واضحين: كل طرف في أي نزاع مسلح ليس فوق القانون الإنساني الدولي”.
– يبدو ان هذا الكلام لم يرق لـ”اسرائيل” المدللة والمتوحشة، والتي لم تعتد على طوال تاريخها المشؤوم، ان يعترض اي كان على جرائمها، لذلك اعلن وزير خارجية الكيان الاسرائيلي إيلي كوهين إنه قرر إلغاء إجتماع مع غوتيريش كان مقرراً على هامش اجتماع مجلس الأمن.
– من الطبيعي جداً أن تتعامل “اسرائيل” بهذا الصلف، رغم انها قتلت 6055 شهيداً فلسطينياً اكثر من نصفهم من الأطفال واصابت نحو 16 ألف آخرين بجروح، خلال 19 يوماً فقط، لانها سمعت الغرب وعلى رأسه أمريكا، وفي ذات الجلسه التي عقدت امس، انه لن يسمح بوقف اطلاق النار، ولن يسمع بايصال المساعدات الانسانية الى غزة، والتي وصفها غوتيريش بانها ليست سوى “قطرة”.
كما انها سمعت في ذات اليوم نفسه عندما كان العالم يجتمع في نيويورك لانقاذ أطفال ونساء غزة من الوحشية الاسرائيلية، كيف دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للكيان الاسرائيلي، إلى توسيع نطاق التحالف الدولي الذي يحارب “تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا” لينضم للجيش الإسرائيلي في حربه المتواصلة على قطاع غزة، مؤكدا ضرورة قتال حركة المقاومة الإسلامية “بلا رحمة”!.
– ان ما دفع غوتيريش الى ان يقول ما قاله، وما دفع أمريكا وبريطانيا وفرنسا والغرب للانخراط مباشرة في العدوان ضد غزة، هو ان عملية “طوفان الأقصى”، اثبتت وبالدليل الدامغ، انه لولا الغرب وعلى رأسه أمريكا لن تقوم لـ”اسرائيل” قائمة، وان “جيشها الذي لا يقهر” ليس سوى فزاعة، فرجال حماس والجهاد اثبتوا، بعد رجال حزب الله، ان “اسرائيل اوهن من بيت العنكبوت”.
المصدر: العالم