بعد إنقلاب “الغابون”.. مصائب فرنسا في أفريقيا لا تأتي فرادى.. “عملاق النفط الإفريقي” يشق عصا الطاعة ويسعى للتحرر.. ماذا يحدث في الغرب الافريقي.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
يبدو أن تاريخاً جديداً للقارة السمراء قد بدأ بسعي الشعوب الإفريقية للتحرر والتخلص من ماضٍ استعماري كئيب.
فها هي الغابون “عملاق النفط الإفريقي” تشق عصا الطاعة، وتطيح بالرئيس “بونغو” الذي تربعت عائلته على العرش أكثر من خمسة عقود، لتتبع النيجر في طريق التحرر الذي كان خيره عميماً.
فماذا كانت ردود الأفعال على ما يحدث في الغابون؟
د.عواطف عبد الرحمن أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة ترى أن ما يحدث الآن فى دول غرب إفريقيا- التى لا تزال تعانى من النهب المنظم من فرنسا رغم الاستقلال الشكلى الذى حصلت عليه هذه الدول منذ الستينيات، وقد بدأت شعوبها وجيوشها تستيقظ ، وتستهل مرحلة النهوض الثانى لإستكمال تحررها السياسى والاقتصاد – يذكّرها بكتاب الراحلة العظيمة رضوى عاشور (التابع ينهض).
وأضافت أننا نشهد ارهاصات عصر جديد للقارة الافريقية، مشيرة إلى أن هذه الفترة. قد تستغرق بضع سنوات سيختفى خلالها جميع الحكام العملاء لفرنسا وللغرب، وتبرز قيادات وطنية جديدة قادرة على استعادة الثروات المنهوبة والهويات المفقودة فى هذه القارة الصبورة.
وأردفت: “مرحباً بالتغيرات التى سوف تكتسح اليابس من الحكام والعملاء وتفسح الفضاء الافريقى للملايين المحاصرين فى دائرة الفقر والتبعية للغرب”.
من جهته وصف السياسي المصري زهدي الشامي ما حدث في الغابون بأنه مفاجأة مدوية غير سارة لفرنسا.
وأضاف: “هكذا وبينما الأزمة حول الإطاحة برئيس النيجر بازوم على أشدها تضاف لها أزمة أخرى للاطاحة برئيس الغابون على بونعو. ويتعود أكثر فأكثر وضع فرنسا فى غرب أفريقيا افريقيا على صفيح ساخن وموقف فرنسا يزداد تأزماً”.
في ذات السياق قال الخبير القانوني السوداني د.أحمد المفتي إن افريقيا تنتفض ضد الاستعمار الفرنسي ، معتبراً ذلك صحوة جماهيرية.
وحذر المفتي النخب العسكرية الشابة التي قامت بالانقلابات أن تنسى الجماهير، وتحول المصلحة التي يحققها الإنقلاب، ليس لفرنسا، ولكن لجيوبهم الخاصة، لافتاً إلى أن السلطة مفسدة، والشواهد اكثر من ان تحصي.
مراقبون للشأن الإفريقي أكدوا أن الشعوب الإفريقية آمنت بضرورة التحرر، لافتين إلى أن الشعوب والجيوش في هذا التحرر سيكون سواء، محذرين من ان الإستعمار يستخدم أحد هذين الطرفين لتقويض نهضة افريقيا التي لن تتحق إلا بتكاتف هذين العنصرين: الشعب والجيش، في إفريقيا وكافة الدول التي تتعرض للاستغلال، مؤمّلين أن يتحقق هذا التغيير الكاسح.
في ذات السياق يرى الكاتب خالد ضوي أن انقلابات افريقيا تمثل زيادة فى وعى الشعوب الافريقية، واصفاً الجابون بأنها عملاق النفط الأفريقى.
كثيرون عبروا عن فرحتهم الغامرة بالتخلص من حكم عائلة بونجو التى ظلت تحكم 56 عاماً، مؤكدين أن القارة السمراء بدأت في التخلص من التبعية، ولن يوقفها أحد.
المصدر: رأي اليوم