هل إنقلب المحرمي على رئيسه الزبيدي.. والأخير يرد بالتوعد بنقل المعركة إلى الحدود السعودية..!
أبين اليوم – الرياض
أعاد ابوزرعة المحرمي، نائب رئيس الإنتقالي الموالي للإمارات، السبت، مبايعة السعودية في خطوة قد تثير نقمة رئيسه الذي صعد مؤخراً ضدها.
واعلن المحرمي خلال مقابلة نشرتها صحيفة عكاظ استعداده للعمل تحت القيادة السعودية والقتال جنباً إلى جنب ما وصفها بالقوات الشمالية.
كما استعرض خلال المقابلة حجم الإنفاق السعودي في ما وصفها بـ”المناطق المحررة” وأبرزها عدن.
وتزامنت تصريحات المحرمي مع حملة شعواء يقودها تيار عيدروس الزبيدي ضد الرياض.
ومع أن رفض المحرمي تحديد وضع قواته في إطار وزارة الدفاع والتعليق على اقتحامها قصر المعاشيق مؤخراً أثار نقمة في صفوف تيار من منظري السياسة الإعلامية للسعودية إلا ان تيار آخر يقوده عبدالله آل هتيله، مساعد رئيس تحرير عكاظ والمقربين من الاستخبارات وصفه بأنه يعكس بأن شمس السعودية لا يمكن ان تغطى بغربال.. في تعبير عن ارتياحه من تصريحات المحرمي.
وتأتي تصريحات الرجل الثاني في الإنتقالي بعد أزمة جديدة مع السعودية عقب إنهيار مفاجئ للكهرباء في عدن ورفض الرياض تقديم اية مساعدة لإنقاذ المجلس هناك.
وقد التزمت وسائل إعلام الانتقالي وناشطيه الصمت تجاه مقابلة المحرمي ولم يتم إعادة نشرها او التطرق إليها حتى مع انه شخصية مهمة.
والمحرمي من الشخصيات السلفية التي حرصت السعودية على تصديره للمشهد كموازي لعيدروس الزبيدي لكن الأخير نجح باحتوائه عبر تعيينه نائباً له.
وتصريحات المحرمي تشير إلى أن الرجل الذي يؤمن بطاعة ولي الأمر في الرياض لا يستطيع الخروج عن الدور المرسوم سعودياً وهي خطوة قد تعقد مسار الزبيدي باستعادة ما يصفها بالدولة.
وبعد ساعات على تصريحات نائبه الأول، ابوزرعة المحرمي، ظهر عيدروس الزبيدي، برد صارم ، فهل هي ضمن تبادل أدوار أم فتيل صراع جديد داخل المجلس الموالي للإمارات؟
المحرمي، وفق لما نقلته عنه صحيفة عكاظ السعودية، يرى بأن حنكة السفير السعودي وحكمته كانت سبباً في التحولات الجذرية في اليمن ولو لا الدعم السعودي ما نهضت عدن وغيرها من المحافظات التي حاول فيها استعراض أدوار سعودية مبالغ فيها.
لم يكتفي المحرمي، الرجل السلفي المبني على قاعدة الطاعة لولي الأمر في الرياض، بمغازلة السعودية وتصفير سجل جرائمها في الحصار المفروض على عدن والجنوب والتي لم تعد خافية على أحد حتى من أبرز المؤيدين لحربها، بل تجاوز الحدود بإعلان الولاء والطاعة وابداء رغبته بالقتال في صفوف ميليشياتها شمالاً.
هذه التصريحات استفزت كما يبدو رئيسه، الذي يرى ولي الأمر في ابوظبي، وقد قرر الأخير مغادرة سجنه في عدن لإيصال رسالة مضمونها لا تصالح مع الرياض.
قصد الزبيدي هذه المرة محافظة أبين المجاورة لعدن والتي تعول عليها السعودية في إحداث توازن جنوباً يكون فيها الانتقالي الورقة الأضعف واعلن منها بأنه لن يقاتل شمالاً وانه سيواصل ما وصفها بالحرب على الإرهاب في أبين وشبوة ووصولاً إلى الحدود السعودية في حضرموت وهو يشير بذلك للفصائل الموالية للسعودية ومن ضمنها الوية العمالقة الجديدة في أبين.
هذه التطورات التي تتزامن مع حراك سعودي لإعادة كافة قوى السلطة الموالية لها إلى عدن، لم تتضح ما اذا كانت محاولة من الانتقالي للعب شد الحبل على السعودية أم تعكس أزمة داخل قياداته، لكن توقيتها يشير إلى نجاح الرياض بتوسيع الخلافات داخل المجلس الأهم جنوباً.