عرب جورنال: من قصر المعاشيق إلى المهرة.. تبادل رسائل غير ودية بين السعودية والإنتقالي.. “تقرير“..!

5٬804

أبين اليوم – تقارير 

شهدت الساحة الجنوبية تطورات عديدة خلال الأيام الماضية، لعل أهمها حصار قوات محسوبة على المجلس الإنتقالي الجنوبي لمعين عبدالملك، رئيس حكومة عدن، في قصر معاشيق بعد ساعات من وصوله إلى عدن قادماً من السعودية.
وبعيداً عن كل ما قيل عن الأسباب التي دفعت الإنتقالي لحصار معين في قصر معاشيق، إلا أن هناك سبباً رئيساً يتعلق بجوهر الأزمة بين الرياض وبين مجلس عيدروس الزبيدي المدعوم من الإمارات.

وقبل الحديث عن ذلك، من المهم الإشارة إلى أن السعودية سعت أخيراً إلى إعادة كل مسئولي حكومة عدن إلى عدن، وطمأنت هؤلاء حول الوضع في المدينة، وأن لا قلق من الإنتقالي وموقفه من وجود مسئولي الحكومة في المدينة.

كان وفداً سعودياً قد التقى قبل ذلك بقيادات الإنتقالي، وأخبرها أن مجلس القيادة الذي شكلته الرياض، وفريق حكومة معين، سيعودون إلى عدن، وأن تكرار عرقلة عمل المجلس والحكومة غير مقبول وقد يدفع المملكة إلى إتخاذ إجراءات أكثر صرامة. وفق مصادر خاصة لـ”عرب جورنال”.

غير أن الإنتقالي الذي تجاوب مع مطالب السعودية عاد وحاصر معين في قصر معاشيق مطلع الأسبوع الماضي. أراد الإنتقالي، من خلال هذه الخطوة، أن يوصل رسالة لفريقي الحكومة والمجلس الرئاسي أنه المتحكم بكل شيء في عدن وأخواتها، وأنهم مجرد ضيوف، كما كان يصفهم في السابق.

كما أراد الإنتقالي أن يوصل رسالة إلى الجانب السعودي مفادها أن موافقته على عودة حكومة عدن والمجلس الرئاسي لا يعني بأي حال تقديم تنازل يخص مشروعه الساعي لفصل جنوب اليمن عن شماله.

والأهم من ذلك، أن الإنتقالي أراد أن يثبت لأنصاره أن حكومة معين ومجلس العليمي تحت حمايته وسيطرته وليسا مفروضين عليه من قبل السعودية.

غير أن تصرف الإنتقالي أزعج السعودية على ما يبدو، وكما يمكن أن يُفهم أيضاً من تغريدات الناشطين السعوديين الذين لوحوا، في بعض تدويناتهم، بطرد يمنيين ينتمون إلى المحافظات الجنوبية من المملكة ومن دول الخليجي.

وفي هذا السياق، كتب الباحث السعودي علي العريشي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: أتمنى أن لا تؤثر السلوكيات الغوغائية المشينة التي تمارسها الميليشيات المناطقية المسيطرة على عدن على الجالية اليمنية في الخليج التي تحمل نفس الألقاب وتنتمي لنفس المديريات في المحافظات اليمنية المحررة.

ويضيف العريشي: ما حدث مع دولة رئيس مجلس الوزراء ” معين عبدالملك ” في قصر معاشيق ب عدن يؤكد أن لا أحد في مأمن في ظل سيطرة الميليشيات على عدن، كبيراً كان أو صغيراً ، مسؤولاً أو مواطناً.

وفي أول رد فعل على هذا التصرف، وجهت السعودية رشاد العليمي بزيارة محافظة المهرة التي حاول الانتقالي مراراً التمدد إليها عسكرياً، وقوبلت محاولته برفض سعودي صارم.

في السياق، يقول القيادي الإعلامية في الانتقالي، صلاح السقلدي، إن زيارة العليمي للمهرة رسالة إبتزاز سعودية، ردا على ما حصل في قصر معاشيق قبل ثلاثة أيام.

وكتب السقلدي، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: زيارة العليمي الى محافظة المهرة بهذا الوقت هي رسالة سعودية صريحة موجهة للمجلس الإنتقالي الجنوبي، على خلفية تحركاته الاخيرة شرقا وما حققه من مكاسب على صعيد لم الشمل الجنوبي وعلى خلفية الاحداث الاخيرة في منتجع” معاشق” عدن.

وأوضح السقلدي: يحدث هذا إنفاذاً لأسلوب سياسة الضغوطات والابتزازات. ورسمياً، أعلن المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً تحفظه على زيارة رئيس مجلس القيادة المشكل من السعودية رشاد العليمي إلى محافظة المهرة وشبوة شرقي وجنوبي اليمن.

وقال القيادي في الانتقالي بحضرموت عبدالله مبارك الغيثي في تدوينة على تويتر: زيارات العليمي لحضرموت والمهرة لا تعزز صمود المحافظتين في وجه هجمات صنعاء على حضرموت و المهرة، كما أن الزيارة لا تعزز التصدي للإرهاب في المحافظتين، لكن زيارة العليمي تعزز التمرد على المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت و المهرة و غدا شبوة.

وتابع: زيارات العليمي لحضرموت و المهرة و غدا ربما شبوة لا علاقة لها باستعادة صنعاء و أهداف مرحلة ما بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي أو حتى بأهداف التحالف العربي المعلنة في اليمن. زيارات العليمي حرب خفية على المجلس الانتقالي الجنوبي. على حد وصفه.

وعلى ما يبدو، فإن عودة معين والعليمي وفريق عملهما إلى عدن، قد تصعد من حدة التوتر بين الانتقالي والسعودية خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى أن هذه العودة لن تختلف عن سابقاتها، إن لم تكن أكثر سوءً.

عرب جورنال – عبدالرزاق الجمل

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com