الإحتلال الأمريكي يعزز تواجده على حدود العراق وسوريا.. لماذا..!
أبين اليوم – تحليلات دولية
انتشرت في الفترة الأخيرة أخبار متوالية متتالية عن تعزيزات مضاعفة لقوات الإحتلال الاميركي في العراق وسوريا إنطلاقاً من قاعدة “عين الأسد” في الأنبار غربي العراق بإتجاه الحدود العراقية السورية والعمل على فصل البلدين الجارين بقوة السلاح تحت ذريعة حماية المصالح الأمريكية ومنها السفارة الأمريكية في بغداد وحماية قوات الإحتلال الأمريكي في البلدين.
الاحد الماضي نقلت صحيفة “الوطن” السورية، تقارير إعلامية أفادت بأن القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، تنوي غلق الشريط الحدودي مع سوريا، فيما أشار مصدر أمني لوكالة “المعلومة” العراقية، أن “هناك معلومات مسربة من مصادر أمنية في قاعدة عين الأسد الجوية، كشفت نية القوات الأمريكية إغلاق الشريط الحدودي مع سوريا غربي الأنبار، لدواع غير واضحة بالتزامن مع وصول تعزيزات حربية للقوات الأمريكية المتمركزة داخل العمق السوري”.
اللطيف في الأمر، أن المصدر أكد أن “القيادات الأمنية المشرفة على الملف الأمني ليس لديها معلومات كافية حول هذا التوجه رغم إستقرار الأوضاع الأمنية وعدم وجود أي تهديدات إرهابية محتملة”، مشيراً إلى أن “القوات الأمريكية كثفت خلال الفترة الحالية من عمليات الاستطلاع الجوي للطيران الحربي والمسير على المناطق الغربية باتجاه العمق السوري”.
لماذا التأجيج المفاجئ لأذرع الإرهاب الأمريكي؟
لا شك، أن قوات الإحتلال الاميركي دأبت على تأجيج أذرع الارهاب ومعوله التكفيري وجماعات “داعش” في العراق وسوريا مرة، وعلى تأجيج الجماعات المسلحة الأخرى المتعاونة مع قوات الاحتلال الاميركي او مع تركيا والمقتطعة لاجزاء من الأراضي السورية بحماية المحتل الاميركي مرة اخرى، كلما استبطنت قوات الاحتلال الاميركي تفعيل اعتداءاتها او تفعيل قوات وجيش الاحتلال الاسرائيلي ضد مصالح دول المنطقة ومنها سوريا ولبنان.
وبالفعل فقد تزامنت تحركات قوات الاحتلال الاميركي العبثية الأخيرة على الحدود السورية العراقية مع تصعيد مفتعل لأذرع الارهاب في سوريا والعراق، وذلك ما ألمح إليه سيد المقاومة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ليلة أمس الاثنين، في انه يبدو أن هناك قراراً امريكياً بعودة جماعات “داعش” الارهابية الى الواجهة والعمل في مختلف الساحات.
بعض وُجهات النظر ذهبت في تفسيرها للتحرك الاميركي المريب لعزل البلدين (سوريا والعراق) هو التهيئة لعدوان اسرائيلي جديد على لبنان، والتهيئة لعدوان كيميائي جديد في داخل سوريا تقوم به الجماعات المسلحة التابعة لاميركا في هذا البلد لاتهام الحكومة السورية بما يدينها دوليا.
وقد استبق السيد نصر الله الأحداث بتحذير مباشر يستبطن تهديداً رادعاً للمحتلين الصهاينة ليلة أمس بالاشارة إلى امتلاك المقاومة الاسلامية في لبنان سلاحاُ بقوة السلاح النووي قد يؤدي الى فناء هذه الغدة السرطانية قائلاً بالحرف: “نملك سلاحاً بقوة النووي وقريباً لن يبقى شيء إسمه إسرائيل”.
الشراكة الاستراتيجية غطاء سياسي لبقاء قوات الاحتلال الأميركي في العراق:
ان ما تسمى بـ”الشراكة الاستراتيجية” بين “واشنطن وبغداد” ما هي إلّا غطاء سياسي لبقاء قوات الاحتلال الأميركي في العراق لما يمثله هذا البلد من “قلب الاستراتيجية الاميركية” في عموم منطقة الشرق الاوسط، مستعينة في بقائها في العراق على مزاعم تواصل عمليات تدريب القوات العراقية ودعمها وتأهيلها، وفق الاتفاق الموقع بين واشنطن وبغداد، والعمل على سد الثغرات اللوجستية والاستخباراتية.
والواقع انه بالرغم مما يشاع من اكتساب القوات العراقية لخبرات قتالية اضافة للمهام التعبوية اللوجستية مع وجود قوات تدريب اميركية، الا ان المتتبع يلاحظ وجود ثغرات ملحوظة في الدفاع الجوي وفي عموم الاختصاصات العسكرية المهمة ما يشير الى تعمد ابقاء معانات التسليح العراقي وتعمد التقصير الاميركي في هذه الجوانب الحساسة حتى يومنا، رغم ضخامة حجم القوات العراقية المسلحة وامكانياتها الذاتية.
لماذا العراق قلب الإستراتيجية الأمريكية بالمنطقة؟
اعطت الولايات المتحدة الاميركية أهمية قصوى لموضوع حماية المصالح الاميركية في العراق الموكل للحكومة العراقية ضمن اتفاق ما يسمى بـ”الحوار الاستراتيجي” الذي عقد في تموز (يوليو) 2021، والذي تم التأكيد من خلاله على حماية القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي والمستشارين العسكريين والقوافل العسكرية التابعة لهم من قبل الحكومة العراقية، ما يعتبر ذريعة لابقاء قوات الاحتلال في هذا البلد كنقطة صد ودفاع اولى عن كيان الاحتلال الاسرائيلي بوجه اي تداعيات محتملة او افتراضية واسعة تهدد بقاء الغدة السرطانية في فلسطين المحتلة.
ومن هنا يمكن اعتبار المهمة الرئيسة الأولى للتواجد الاميركي في العراق وسوريا وعموم المنطقة هو حماية ظاهرية للمصالح الاميركية في العراق وعموم المنطقة والتي تستبطن حماية الوجود الاسرائيلي المغتصب الفاقد لاي شرعية اقليمية ودولية في احتلال ارض فلسطين المغتصبة.
ومن هنا أيضاً، فإن التحرك الاميركي على الحدود العراقية السورية يعتبر تحركا استباقيا لعزل اي تداعيات محتملة قد تسببها اعتداءات اسرائيلية جديدة على لبنان تصاحبها نخوة عراقية غير متوقعة لحماية رجال المقاومة في لبنان وسوريا.
ما سمات التداعيات التي تحتم على “اسرائيل” تلافيها لو ابتدأت حرب جديدة؟
التداعيات تأخذها “اسرائيل” بجدية تامة وذلك ما نوهت إليها وسائل إعلام إسرائيلية واشار اليها بعض ضباط جيش الاحتلال الاسرائيلي مؤخرا ومنهم اللواء احتياط إسحاق بريك، الذي لوَّح عن حزام يحيط الكيان الاسرائيلي يتشكّل مما يزيد عن 250 ألف صاروخ وقذيفة صاروخية، من الاتجاهات كافة، واصفاً هذا الحزام بـ”حلقة الخنق” التي تتضمن مئات آلاف الصواريخ الدقيقة مع رؤوسٍ حربية من مئات الكيلوغرامات وقذائف صاروخية، وآلاف الطائرات المسيرة.
قالها بريك فصيحة “اليوم جيشنا صغير جداً، والجزء الأكبر منه غير كفوء، وغير قادر على أن يكون في عدة ساحات بالتوازي”.. “إسرائيل” اليوم في وضع خطر، فالجيش عليه ان يواجه آلاف الصواريخ يومياً”.. “عليه أن يتعامل مع خمس ساحاتٍ بالتوازي، بدءاً من حزب الله مع آلاف عناصر الكوماندوس الذين سيحاولون عبور “إسرائيل”، وسوريا وحماس والجهاد في غزة”، إضافة إلى الضفة مع “الآلاف الذين سيطلقون النار على كل طريق وكل مستوطنة”.. “نحن نتحدث عن 3500 صاروخ وقذيفة صاروخية كمعدل وسطي في اليوم، مع مئات المواقع المدمرة يوميا، على مدى أسابيع من القتال، هذا مثل قنبلة نووية من دون بقايا نووية”، وعلى العاقل أن يفهم.
المصدر: العالم