بايدن وحقيقة التطبيع بين السعودية و“الكيان الإسرائيلي“..!
أبين اليوم – تحليلات الدولية
العلاقة التي تربط الرئيس الأمريكي جو بايدن برئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بالظاهر على الاقل، غير حميمة، ونفس الشيء يقال عن العلاقة بين بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكن اللافت هو إصرار بايدن، على تطبيع العلاقات بين الرجلين، الأمر الذي أثار حيرة العديد من المراقبين.
وصل الحد ببايدن ان كشف شخصياً عن الضغوط التي تمارسها إدارته على ولي العهد السعودي، عبر ارسال مستشاره للامن القومي جيك سوليفان الى السعودية، حيث أعلن شخصياً عن وجود “ثمة تقارب على الطريق”، اي ان هناك مؤشرات على حصول نتيجة في المسعى الامريكي للتقريب بين السعودية والكيان الاسرائيلي.
اللافت أيضاً ان محاولات بايدن للتقريب بين السعودية والكيان الاسرائيلي، تأتي في وقت تتظاهر أمريكا بأنها ترفض سلوكيات الحكومة الإسرائيلية العنصرية والارهابية المتطرفة التي يقودها نتنياهو، الذي اعلن وبصريح العبارة انه يريد شطب القضية الفلسطينية من الوجود، وترفع حكومته شعارات عنصرية ضد العرب والمسلمين ومقدساتهم، وتعتدي على الفلسطينيين، وتعدمهم بالشوارع بدم بارد، وتقتحم الأقصى وتدنسه، وتعلن نهاراً جهاراً، عن نيتها لهدم المسجد الأقصى وبناء هيكلها المزيف، وهي سلوكيات احرجت حتى الأنظمة العربية التي طبعت معهم، ومنها البحرين، التي اضطرت الى إلغاء زيارة وزير خارجية الكيان الاسرائيلي اليها بسبب اقتحامات الارهابي بن غفير للمسجد الاقصى.
يرى بعض المراقبين ان السعودية، لا ترى في الأفق اي تغيير في سلوك الكيان الإسرائيلي ازاء الفلسطينيين، بل على العكس تماماً فان المشهد السياسي الاسرائيلي آخذ بالتصعيد عنصرياً وتطرفاً، كما ان الشروط التي وضعتها الرياض للتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، تم تجاهلها بالجملة من قبل امريكا وبتحريض اسرائيلي، لذلك كل ما يقال عن ان احتمال اقتراب موعد التطبيع بين السعودية والكيان الاسرائيلي هو كلام مبالغ فيه، والهدف منه تحقيق اهداف انتخابية لشخص بايدن، التي تشير استطلاعات الراي الى تدني مستوى شعبيته للحضيض.
هذه الحقيقة، حقيقة انه ليس هناك في الافق المنظور أي إمكانية للتطبيع بين السعودية والكيان الإسرائيلي، يعترف بها “الاسرائيليون” انفسهم ، فهذا باراك رافيد، المعلق السياسي لموقع “وللاه” الإسرائيلي، المتعاون مع موقع “إكسيوس” الأميركي، يصرح في مقابلة أجرتها معه، يوم امس الأحد، إذاعة “103 أف أم” قائلا: “إنه لم يحدث أي تقدم جدي على صعيد إمكانية التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية ولم يتغير شيء.. وان الاتصالات التي يجريها المسؤولون الأميركيون مؤخراً مع السعودية لا تتصل بالتطبيع، بل بالعلاقات الثنائية بين واشنطن والرياض”!!.
المصدر: العالم