هل ستؤدي أزمة رفع سقف الدين الأمريكي إلى إنهيارات اقتصادية ومالية عالمية؟ وما هي المؤشرات الأربعة التي ستؤدي الى ضرب الدولار في مقتل؟ وما انعكاسات كل ذلك على الحرب الأوكرانية“.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
العالم يحبس أنفاسه هذه الأيام، ليس بسبب التصعيد في الحرب الأوكرانية هذه الأيام فقط، وانما بسبب تخلف الولايات المتحدة الامريكية القوة الأعظم في العالم حتى الآن عن سداد ديونها، وتفاقم الخلاف على رفع سقف الدين العام بين الحزب الأمريكي الحاكم والمعارضة، الأمر الذي قد يؤدي الى كارثة اقتصادية عالمية لفقدان الأصول المالية الأمريكية للكثير من قيمتها، وتراجع سعر الدولار، وانهيار الثقة بالنظام المالي العالمي الذي تسيطر عليه واشنطن.
سقف الدين الأمريكي الحالي يبلغ 31.4 تريليون دولار، ولا يمكن اقدام الخزينة الامريكية على اصدار سندات، والحصول على قروض لسد أقساط الدين العام الا برفع هذا السقف للمرة المئة او أكثر قليلاً، ولكن كيفن مكارثي زعيم الكونغرس الجمهوري يرفض هذا الرفع الا بتحقيق شرط خفض الميزانية العامة للدولة، بما في ذلك تمويل الحرب الأوكرانية.
الولايات المتحدة التي شنت حرب استنزاف على روسيا عبر الحرب الأوكرانية وفرض عقوبات تؤدي الى إنهيار الاقتصاد الروسي وعملته الوطنية (الروبل)، باتت هي المأزومة اقتصاديا، والمستنزفة مالياً، وباتت عملية “دولرة” العالم تقترب من النهاية المرعبة، أي انهيار هيمنة العملة الامريكية، وفقدان هيمنتها مثلما حصل للجنيه الإسترليني.
هناك أربعة مؤشرات يمكن فرزها من وسط كم هائل من الاخبار والتصريحات الاقتصادية هذه الأيام وتؤشر الى مستقبل قاتم للدولار الأمريكي:
أولاً: اكد ميخائيل ميشوستين رئيس الوزراء الروسي في تصريحات ادلى بها يوم الأربعاء ان 70 بالمئة من التسويات المالية بين روسيا والصين تم تنفيذها حالياً بالعملات الوطنية للبلدين أي الروبل الروسي واليوان الصيني، وقال سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي “ان التحول نحو العملات المحلية في التسويات المالية بين الدول بدلاً من الدولار أصبح نهجاً لا يمكن إيقافه، وان “دولرة” الاقتصاد العالمي تفقد زخمها”.
ثانياً: أعلن السيد محمد مخبر النائب الأول للرئيس الإيراني اثناء اجتماع رؤساء المصارف الآسيوية الذي يضم 9 دول وانعقد يوم الأربعاء، ان العمل جار لإستغناء هذه الدول عن الدولار في التعاملات التجارية فيما بينها.
ثالثاً: كشف متحدث باسم الحكومة الاندونيسية ان منظومة دول الآسيان تخطط للتعامل التجاري بينها بعملاتها المحلية.
رابعاً: تدرس دول “البريكس” الخمس اقتراحا بإصدار عملة عالمية اثناء اجتماعها الشهر المقبل في جوهانسبرغ، تكون بديلا عن الدولار في التعاملات التجارية بين الدول الأعضاء الحالية (روسيا، الصين، الهند، البرازيل، جنوب افريقيا) وأكثر من 13 دولة تقدمت بطلبات الانضمام لعضويتها، وست دول أخرى تسير على الدرب نفسه بعد الانتهاء من استكمال طلباتها.
ما زال من المبكر التوقع بحلول سريعة، ووشيكة، لأزمة سقف الدين الأمريكي العام، في ظل الخلاف المتفاقم بين حكومة جو بايدن والحزب الجمهوري المعارض الذي يتحكم في الكونغرس الوحيد المخول برفع هذا السقف، وفتح الأبواب أمام الحكومة للاستدانة لتسديد أقساط ديونها، ولكن ما يمكن قوله، في هذه العجالة ان الحملة ضد العملة الامريكية وهيمنتها تتصاعد بشكل متسارع، وتحظى بزخم غير مسبوق حتى من قبل دول كانت حليفة للولايات المتحدة.
أزمة سقف ديون، ومؤشرات على انهيار الدولار، والنظام المالي الأمريكي المحلي والعالمي، وحرب استنزاف معاكسة في أوكرانيا، أربع ضربات قاضية قد يكون من الصعب على أمريكا احتمالها.. والله اعلم.
“رأي اليوم”