منع الإنتقالي من إحياء ذكرى الجلاء في عدن.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
على غير العادة قرر المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، إحياء ذكرى إجلاء الاحتلال عن عدن ، لكنه اصطدم هذه المرة بالعائق ذاته الذي كان يتخذه لمنع خصومه من إحياء الذكرى، فما أبعاد قرار الانتقالي وتداعيات منعه في عدن؟
بصورة مفاجئة، يحشد المجلس الإنتقالي هذا العام لإحياء ذكرى الثلاثين من نوفمبر، وهي الذكرى التاريخية في حياة اليمنيين ممن نجحوا بطرد الاحتلال البريطاني في ستينيات القرن الماضي بعد سنوات من الكفاح.
هذه التحشيدات تعد الأولى من نوعها بالنسبة للمجلس الانتقالي الذي شكلته الامارات في العام 2016 كرد على مساعي السعودية التفرد بعدن، وتوقيت التحشيد يشير إلى أن المجلس يريد بكل قوة الرد على مساعي التحالف اجتثاثه، ومحاولة سحب بساط خصومه التقليدين في الجنوب وابرزهم الحراك الذي ظل يتمسك بالذكرى ويناضل من أجلها بشق الأنفس..
خصوصاً وأنها تأتي في وقت يتعرض فيه لضغوط سعودية – اماراتية لتفيك فصائله بضمها إلى وزارتي دفاع وداخلية معين، في حين يجرى تقليصه سياسياً بمنح خصومه التقليدين نصيب اكبر على حسابه في تمثيل الجنوب واخر ذلك في وفد المفاوضات..
لكن الملفت للنظر الآن هو تلقيه بلاغ من التحالف بعدم إقامة الفعالية في عدن، المعقل الأبرز للمجلس، ما دفع بالانتقالي لتحويل الفعالية صوب مدينة زنجبار في محافظة أبين المجاورة.
هذه التطورات ربما قد تذكر الإنتقالي بحجم المعاناة التي فرضها على الحراك خلال السنوات الماضية بمنعهم من إقامة الفعالية في عدن خشية أن تثير استياء الاحتلال بثوبه الجديد “السعودي – الاماراتي”، وهي مؤشر بأن التحالف لن يسمح باستعادة الذكرى في عقول اليمنيين أو إعادة إحياء مفهوم النضال ضد الاحتلال حتى لا يجد نفسه في مأزق جديد..
وتحويل الفعالية صوب أبين هي ضمن مخطط التحالف فرق تسد وتوسيع الصراع الأهلي خصوصاً وأن تسمية أبين كموعد للفعالية جاء بعد الأحداث الأخيرة هناك والتي تمكن خلالها الانتقالي من فرض سيطرته على المحافظة التي ظلت معقل خصومه التقليدين سواء ممثلين بحزب الاصلاح أم بتيار “الزمرة” بقيادة هادي.
لن تسمح السعودية التي تعيد ترتيب السلطة في عدن بتسليمها للجناح الشمالي، كما يقول القيادي في الانتقالي عبدالله الغيثي، وتسعى للمساومة بها على حدودها الجنوبية، ولا الامارات التي اعادت تسمية الثلاثين من نوفمبر بيوم الشهيد الإماراتي في اليمن، بإقامة الفعالية ولو من باب المناورة لاتباعها، وهذه كفيلة بأن توقظ الانتقالي لإعادة مراجعة حساباته وبدء فتح نوافذ جديدة لتعاون يمني لطرد الاحتلال الجديد أن كان ثمة من لا زال في المجلس يعي معنى منع إقامة فعالية للانتقالي في عقر داره.
YNP