هل أحكمت صنعاء قبضتها على ميادين الحرب والسياسة معاً.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ حلمي الكمالي:
في ظل المتغيرات السياسية والعسكرية التي تشهدها الساحة اليمنية، مع إصرار صنعاء على مطالبها الرئيسية لوقف الحرب ورفع الحصار على البلد ودفع مرتبات كافة موظفي الجمهورية اليمنية، فإن أي تجديد للهدنة الأممية يبدو أنه لن يتم إلا وفقاً لشروط صنعاء، وهذا بالتأكيد سيكون له دلالات وتداعيات كبيرة وعميقة تغير من أوجه المعركة القائمة مع قوى التحالف منذ قرابة الثمانية الأعوام، في وقت تقترب صنعاء من خطف إنتصاراً ساحقاً على كافة الأصعدة.
خلال سنوات الحرب، أدارت صنعاء المعركة المفتوحة مع قوى التحالف السعودي الإماراتي بحنكة عالية، تمكنت خلالها من إحكام قبضتها على تفاصيل المواجهة العسكرية المباشرة وطاولات المفاوضات السياسية الممتدة من الكويت إلى ستوكهولم إلى الهدنة الأممية الأخيرة، وفي كل مره كان العدو يخرق الإتفاقيات الموقعة وينكثها، كانت صنعاء تخرج منتصرة، بينما تحمل قوى التحالف وفصائلها هزائم الحرب والسياسة معاً.
ما يدور اليوم خلف كواليس التحالف، بالنسبة للهدنة ليس أكثر من محاولة استجداء صنعاء للخروج من المستنقع اليمني الذي بات شبحاً يداهم مستقبل قوى التحالف قبل حاضرها، بعيداً عن المحاولات الأمريكية البريطانية المستميتة لتمرير الهدنة مع الإبقاء على ورقة الضغط الإقتصادي بإستمرار حربها وحصارها على الشعب اليمني وتمرير مآرب أخرى، والتي تعتقد خطأً بأنها قد تحقق على طاولة المفاوضات ما عجزت عنه آلة القتل الصهيو_أمريكية طوال السنوات الماضية.
لا شك أن رضوخ قوى التحالف لشروط صنعاء المشروعة يمهد لمرحلة جديدة للملف اليمني، قد تفتح الأفق لإنسحاب نهائي لقوى التحالف من اليمن بدون أي معركة جديدة، فمن الواضح أن السعودية والإمارات باتت تدرك قوة صنعاء وحجم موقعها من المعركة اليوم، في ظل توازن الرعب والردع الذي تفرضه قوات صنعاء على القوى الغربية العظمى المساندة لهذا التحالف فكيف بي وكلاء هذه القوى وهي تشحذ أمنها واستقرارها.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا.. أين موقع المجلس الرئاسي وفصائل التحالف مما يدور من مفاوضات بين صنعاء ودول التحالف وما مستقبل هذه الفصائل في حال إستئناف الحرب من عدمها؟!.
الجواب ببساطة، يفيد أنه لم يعد لوجود هذه الفصائل أي أهمية على مسرح الحرب والسياسة، بعد نقل صنعاء المعركة من الداخل إلى عقر دار التحالف، وفرضها قواعد إشتباك جديدة على القوى الغربية تفوق مخيلة الأدوات المحلية وحجمها.
لذلك، فإن كل ما يجري في المحافظات الجنوبية خلال الآونة الأخيرة، من صراعات بين فرقاء التحالف ومحاولات يائسة لإعادة تدوير أدوات هذا التحالف، هو تحصيل حاصل يراد به تجميع فشل الفصائل في مكان واحد أو بالأحرى تحت إطار واحد لضمان نتيجة واحدة وهي الفناء الجماعي من المشهد السياسي والعسكري، وهو ما سيتضح خلال الفترة المقبلة عندما يعلن التحالف رسمياً تخليه عن جميع تلك الأدوات والفصائل.
على أية حال، يمكن القول أن الأحداث والمستجدات التي تجري مؤخراً فيما يتعلق بالشأن اليمني، تهيئ للمرحلة المقبلة أو بالأحرى لمرحلة رحيل قوى التحالف من اليمن، وهذا قد يحدث في كلا الحالتين، إستئناف المعارك أو تجديد الهدنة الأممية لفترة رابعة، ففي جميع الأحوال تميل المعطيات السياسية والعسكرية لصالح صنعاء، والتي تقترب من حسم المواجهة المفتوحة على كافة الأصعدة وفقاً لمراقبين.
YNP