حصار إقليمي ومقاطعة محلية تعززان مخاوف تلاشي الانتقالي.. “تقرير“..!

4٬545

أبين اليوم – تقارير

تصاعدت وتيرة المخاوف في صفوف انصار الانتقالي حول مستقبل المجلس الذي انشأته الإمارات بصورة طارئة ويواجه حالياً غموض في ظل السباق الخليجي لإبرام إتفاق في اليمن ينهي سنوات من الحرب ويبقي البلد المفكك في إطار صراعات أهلية، وسط تأكيدات إقليمية خصوصاً من رعاة الانتقالي بعدم رغبتهم بفرط الوحدة اليمنية كونها السبب الوحيد للتدخل ، ناهيك عن فشل المجلس سياسياً وعسكرياً.

القيادي البارز في المجلس، عبدالله الغيثي، وابرز المنظرين للانفصال، ابدأ في تغريدة على صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي قناعة تامة باستحالة تحقيق الانفصال بقيادة الزبيدي، مؤكدا بان المجلس اصبح يشكل خطر على القضية الجنوبية اكثر من غيره وهو بذلك يشير إلى ما يصفها بـ”يمننة المجلس” في إشارة إلى دمج المجلس سياسياً في المجلس الرئاسي والمساعي الإقليمية لتفكيك منظومته العسكرية بدمجها بدفاع معين.

الغيثي واحد من عشرات القيادات الجنوبية المناصرة للانتقالي وقد أبدت مؤخراً مخاوف من التحركات التي يتم الدفع بها لواد القضية الجنوبية عبر الانتقالي، وهذه القيادات محقة اذا ما تم ربط مخاوفها بالواقع الذي يعاد صياغته ، فإلى جانب إعادة توثيق العلاقة بين الشمال والجنوب بواسطة الانتقالي، يتم حالياً نفخ الفصائل الجنوبية وقيادتها نحو استنزاف يعيد تصفير عداد هذه الفصائل ويدخلها في متاهات صراعات مناطقية وتسهيل استهدافها بخلق مواجهات افتراضية مع التنظيمات الإرهابية التي يتحكم بها التحالف..

والأهم من ذلك صدور مواقف سعودية جديدة تكشف رغبة بعدم مساعيها التفريط بمبدأ الاستحواذ على اليمن كاملة من البحر الأحمر في الغرب وحتى بحر العرب في الشرق ، وقد اكد ذلك الخبير السعودي البارز تركي القبلان وهو يشير في تغريدة إلى أن بلاده ترى التفريط بالوحدة اليمنية خطر على مستقبلها ودول الخليج كافة باعتباره يمنح ذلك تدخل لأطراف أخرى في إشارة كما يبدو لقوى دولية وإقليمية تطمح للتواجد في اليمن..

تغريدات القبلان ليست جديدة في سياسة السعودية تجاه اليمن منذ ثلاثينات القرن الماضي عندما كانت تستخدم الجنوب ضد الشمال والتي انتهت باتفاق الطائف والشمال ضد الجنوب في التسعينات والتي انتهت باتفاق جدة، دون أن تفرط بوحدة اليمن ليس بالطبع لخاطر اليمنيين بل لأن هذا التوازن يمنحها ورقة تدخل متى شأت بإدارة صراع مناطقي سواء ضد الشمال او الجنوب..

وهذه الورقة الوحيدة المتبقية للسعودية التي خسرت على مدى السنوات الماضية أوراق نفوذها في اليمن، ففي نهاية المطاف الاستقرار في الشمال او الجنوب وقيام دولة بأركانها المستقلة مصدر قلق للسعودية اكثر من غيرها ولن تسمح بذلك..

هذا من ناحية، أما من أخرى ففشل الانتقالي في ادارة حوار جنوبي يعد ابرز مخاوف القيادات الجنوبية المسكونة بفوبيا يناير من العام 1986 عندما تحولت شوارع عدن إلى مقابر لابناء الجنوب بالهوية في ظل محاولة تيار في الحزب الاشتراكي حينها الاستفراد بالسلطة على حساب الأخير ممهداً لثقافة لا يزال يعاني منها الجنوبيين حتى اليوم وتخطفهم من كل منعطف يحاولون فيه خلع يناير الأسود.

 

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com