هل يطلق هجوم أبين شرارة صراع مناطقي في الجنوب.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
شهدت المحافظات الجنوبية لليمن خلال الساعات الماضية تطورات تنبئ بعودة الحقبة المظلمة لتخيم على تلك المناطق التي يراد لها إقليمياً ودولياً أن تظل مسرح صراع يمني مستمر، فهل يفجر الهجوم الأخير في أبين شرارة الحرب..!
عقب ساعات من المواجهات الدامية في أحور، شرق أبين، والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى، ظهر المهاجمين ممن يفترض انهم من “القاعدة” وهم يرتدون ملابس للتنظيم “ولاية لحج” المجاورة، لكن الأهم في الأمر هو أسماء المهاجمين القتلى وقد انتحلوا أسماء من مناطق وسطى كالبيضاء مع أن اسمائهم الحقيقية تكشف بأنهم ينتمون إلى يافع وردفان وعدن.
هذه العملية التي تزامنت مع إعلان مقتل القيادي البارز في فصائل يافع والمعروف بنزعته المناطقية ضد مناطق “الزمرة”، هدار الشوحطي، بظروف غامضة، تشير إلى تحولات في سير الصراع، خصوصا في ظل الأنباء التي تتحدث بأن الشوحطي تم تصفيته بقرار إماراتي بعد ثبوت تورط عدد من مقاتليه في الهجوم على فصائل الحزام الأمني في أبين.. ويتم حالياً تسويق عملية مقتله لدفع فصائل يافع على مغادرة عدن والمشاركة في معركة استنزاف على حدود البيضاء.
لم يتضح بعد علاقة كبار قادة الانتقالي وعلى رأسهم الزبيدي بالعملية، لكن إستغلال الأخير للهجوم لتحريك كتائب من لحج وردفان صوب المناطق الوسطى لأبين يشير إلى أنها ضمن ترتيبات لإشعال فتيل صراع بين أبين ولحج، قد يكون الهدف منه اجتياح معاقل خصوم الانتقالي في مودية والوضيع والمحفد ولودر ممن ظلت عصية على الانتقالي حتى وقد سقطت أبين بكلها في قبضته ولا تزال تقاوم سياسياً وعسكرياً الواقع الجديد.
تتجلى مكاسب الزبيدي وتيارات الضالع من هجوم أبين بصورة أكبر، فالقتلى من القوات التابعة لعبداللطيف السيد الذي فشل الزبيدي والإمارات في إقالته من منصبه كقائد للحزام الامني في أبين، والكمية الكبيرة من القتلى في صفوف قواته قد تضعفه، وربما قد تمهد الطريق لتصفيته، ففي كل الأحوال لم يعد الانتقالي والإمارات بحاجة له بعد إنتشار فصائل الضالع في شقرة..
خصوصاً في ظل الشكوك حول علاقته بفصائل الاصلاح وهادي والمخاوف من تصعيده لتحقيق مكاسب كبيرة بعد قيادته وساطة حفظ بموجبها ما تبقى من قوات لخصوم الإنتقالي في أبين.
لا يتعلق الأمر بتصفية أتباع الانتقالي من أبناء أبين خشية تمرد مستقبلي بل يتعلق بإعادة رسم المشهد في الجنوب بكله.. فإشعال فتيل صراع بين لحج وأبين سيضعف المحافظتين اللتان لا تزالان خارج قبضة الانتقالي بجناح الضالع ويسهل اجتياحهم وترويضهما..
لن تكون عملية أبين الأخيرة، فكل المؤشرات تؤكد بأن المناطق التي شهدت انتشار لفصائل الضالع ويافع في المحافظات الشرقية التي تعد معقل الخصوم التقليديين قد تشهد عمليات اكبر واعنف لأن المخطط هو استنزاف الفصائل الجنوبية التي ظلت ترفض مقترحات التحالف لمغادرة عدن وتقاوم مساعي تفكيكها والحاقها بوزارة الدفاع، وهذا بحد ذاته كفيل بسيناريو مشابه ليناير من العام 1986م..!
YNP