فات الأوان وانتهت أسطورة التفوق ولم يبقى الا اللطم..!

3٬965

أبين اليوم – الأخبار الدولية

ليلة الهجوم السيبراني لم تكن كأي ليلة في تاريخ “اسرائيل ” لانها غيرت معادلات وكسرت مفاهيم واضافت مفردات ما كان الاحتلال الاسرائيلي بعنجهيته ليعترف بها، ما ان تيقنت أجهزة الامن الإسرائيلية بأن تعطل موقع رئيس الحكومة ووزارة الداخلية والقضاء والشؤون الاجتماعية وغيرها ناجم عن هجوم سيبراني خارجي حتى وجهوا اصابع الاتهام نحو الجمهورية الاسلامية في ايران والسبب جدا بسيط لأن هذه المعركة لم تكن الأولى في صراع علني تفاصيله الكثيرة تحدث في الخفاء.

بعد دقائق من تنفيذ الهجوم قال احد المعلقين الاسرائيليين لقد جاءت ايران من حيث لم نحتسب، كافة المحللين العسكريين الاسرائيليين ربطوا الهجوم السيبراني بالهجوم على القاعدة في اربيل العراق وكأن طهران ارادت ان تقول لتل ابيب اذا كنتم تعملون اتجاه ما هو معلن لدينا، فنحن قادرون على الوصول الى ما تعلنون وما تخفون ، ورغم محاولة الاحتلال نفي ان قاعدة اربيل هي قاعدة تدريب سرية للموساد الاسرائيلي الا ان مصادر امنية اسرائيلية اكدت الامر والمحت الى حجم العمل الاستخباراتي الاسرائيلي في شمال العراق.

وبالعودة الى الهجوم السيبراني فأول المفاهيم التي كسرها هذا الهجوم ان التفوق التكنولوجي ليس حكراً على الكيان الإسرائيلي وبان في الاقليم من هو قادر على المواجهة التكنولوجية وعلى إلحاق الخسائر الفادحة ب “اسرائيل “..

اما المعادلة الجديدة التي خلقها الهجوم السيبراني الاخير بان الحرب العسكرية والمواجهة الميدانية الى جانبها مواجهة لا تقل اهمية عنها وهي المواجهة التكنولوجية عبر الشبكة العنكبوتية ، والقدرة على اختراق مواقع محصنة وتعطيل مراكز حيوية والوصول الى قواعد بيانات هامة والوصول الى ما هو اعمق من ذلك ايضا..

واما المفردات الجديدة فهي (حرب العقول) واذا كان الاحتلال الاسرائيلي يستعلي على المحيط بامتلاكه عقولاً قادرة على التخطيط والتفكير والاختراق والاختراع والابتكار فان عقولاً في هذا الاقليم تفوقه في التخطيط والتكفير والابداع وفوق ذلك تملك عقيدة هي التي تجعلها تعمل بتفوق وتخطط بابداع لاداراكها ان الانتصار في هذا المجال يعني الانتصار في كافة المجالات..

فالحرب المقبلة كما بدا واضحاً للجميع لا يمكن للقوة التقليدية ان تحسمها ان لم تستند الى التكنولوجيا المتقدمة وعليه فان الكتائب التي تعمل في الحرب السيبرانية لا تقل اهمية عن الكتائب العسكرية العاملة في سلاح المدفعية او المشاة او البحرية..

واذا صدق ما انتشر في الساعات الأخيرة ان هكراً ايرانياً استطاع ان يخترق هاتفاً يعود لرئيس جهاز الموساد الإسرائيلي او لزوجته وان يحصل على صور ومعلومات شخصية فهذه ستكون صفعة في وجه أجهزة الأمن الاسرائيلية من جديد.

الواقع ان اكثر من يدرك خطورة ما يحدث هم الاسرائيلييون انفسهم وتحديداً من يجلسون في مواقع القرار وهؤلاء يعلمون ان فكرة التفوق العسكري قد انتهت بعد تغيير شكل الحرب التقليدية الى حرب العصابات وكان مثالها ما حدث في تموز من العام 2006م واذا كان هؤلاء يمنون النفس بأنهم مازالوا يتفوقون بالتكنولوجيا التي يملكونها فما عليهم الان سوى اللطم على انتهاء زمن التفوق الاسرائيلي.

 

المصدر: العالم

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com