تفاصيل صراع الغرف المغلقة بين أبو ظبي والرياض حول تقاسم النفوذ في اليمن..!

4٬302

أبين اليوم – وكالات

رغم محاولات النظامان السعودي والإماراتي إخفاء حقيقة صراعهما المحتدم في الغرف المغلقة المتعلق بمسألة تقاسم النفوذ في اليمن.

باتت الكثير من تطورات الوقائع والأحداث العسكرية والسياسية المعتملة على مستوى الداخل والخارج اليمني تكشف حقيقة وجود هذا الصراع الذي يكاد أن يتجاوز إطار دائرته السرية إلى حيز العلن.

سباق السيطرة وبسط النفوذ في محافظات حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى ومأرب والجوف وحجة اليمنية هو بؤرة الصراع الخفي بين نظامي أبو ظبي والرياض ووقود إستمرار مشكلة تضارب المصالح السعودية الإماراتية التي لم تنته بعد..!

وفي ظل استمرار صمود قوات صنعاء ونجاحها في إحراز الانتصارات المتتالية والتصدي والإفشال والإحباط لكل محاولات سعي النظامين للوصول إلى تحقيق أهدافهما على الأراضي اليمنية والتي كان آخرها الانتصار الكبير والهزيمة المروعة التي ألحقتها بالنظام السعودي في مدينة حرض الحدودية المتاخمة لجيزان.

بالمقابل تستمر معركة تبادل صفعات صراع تعارض المصالح الخفي بين نظامي أبو ظبي والرياض باستخدام أيدي حلفائهما في الداخل فبعد أن شهدت الأسابيع القليلة الماضية اشتباكات عنيفة بين الجانبين على جبهات شبوة الثلاث على وجه التحديد، والتي لم تستطع الفصائل المدعومة سعودياً السيطرة عليها إلى حد اللحظة رغم الاستماتة في القتال.

جاء جديد صفعات نظام أبو ظبي لنظام الرياض على شكل كمين مسلح نصبته الفصائل الموالية له في وادي حضرموت واستهدف شحنة أسلحة سعودية كانت متوجهة لتعزيز الجبهة التي تتواجد فيها قوات مدعومة من الرياض في محافظة حضرموت والمناطق الساحلية، المحاذية للحدود السعودية.

إلى ذلك وبعد أن كان نظام أبو ظبي قد توجه لتحشيد المعركة والعمل على السيطرة على حضرموت بشكل كامل، عبر القيام بعملية إعادة تجهيز الفصائل الموالية له بالعتاد والعديد واستقدام المجندين من عدن.

قام نظام الرياض بالمقابل باستنفار الفصائل الموالية له ونقلها من محاور شبوة إلى حضرموت مستعيناً ببعض الألوية “المنشقة” عن العمالقة كاللواءين الـ 2 و3.

على ذات السياق وجه نظام الرياض رسالة إخرى إلى نظام أبو ظبي دون مواربة تمثلت في انتقال وزير الداخلية في حكومة هادي، إبراهيم حيدان، إلى قصر المعاشيق الرئاسي في عدن بعدما كان يقيم في حضرموت في مدينة سيئون، على متن طائرة سعودية في حركة اعتبرتها القوات الإماراتية المتواجدة على الأرض “مستفزة”.

وإذا كان صراع الغرف المغلقة بين النظامين قد انعكس على صعيد الواقع اليمني منذ وقت مبكر وتجلى بوضوح من خلال التباين والتعارض والاختلاف بين حلفاء كلا النظامين الذي وصل في بعض الأحيان إلى مرحلة الاصطدام والمواجهة العسكرية المباشرة.

تجدر الإشارة هنا إلى أن مسار التصعيد وصراع المصالح بين النظامين لم يكن وليد معركة دون أخرى، إنما هو نهج قائم بينهما حتى على المستويات الاقتصادية والسياسية وكان آخره الجولات الدبلوماسية رفيعة المستوى التي لجأ إليها نظام أبو ظبي بالتزامن مع عمق الأزمة التي يعانيها نظام الرياض..

حيث حطت طائرة كبار المسؤولين الإماراتيين على مدرج مطارات كل من إيران وسوريا في خطوة شديدة الحساسية بالنسبة للرياض ، إضافة إلى اضطرار نظام أبو ظبي إلى إعادة رسم خريطة تدخله في اليمن بعيد العمليات العسكرية الأخيرة -إعصار اليمن- التي استهدفت عمقه الاستراتيجي.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com